وصفت الفيضانات التي تجتاح مركز أوروبا منذ مطلع الأسبوع الحالي بأنها الأخطر على القارة في السنوات السبعين الأخيرة. ولقي 9 أشخاص على الأقل مصرعهم، في حين اعتبر 9 آخرون في عداد المفقودين نتيجة ارتفاع منسوب المباه في أجزاء واسعة من ألمانيا والنمسا وسويسرا وتشيكيا.
وتعتبر المدينة بساو الواقعة جنوب شرق ألمانيا أكثر المدن تضررا، وذلك بعد أن فاضت مياه ثلاثة أنهر بالقرب منها، وارتفع منسوب المياه إلى ارتفاع لم يصله منذ القرن السادس عشر. وقد عزلت المدينة تماما، الأمر الذي اضطر الجيش الألماني إلى أرسال أكثر من 1700 جندي لتقديم المساعدة لسكان المدينة.
كما اضطر السكان في مدن وبلدات أخرى إلى مغادرة منازلهم بسبب مياه الفيضانات، وخاصة في المقاطعات سكسونيا وتورينجيا وبافاريا.
وفي مدينة براغ أقامت السلطات الحواجز في محاولة لصد ارتفاع منسوب المياه، خاصة ,ان كمية المياه التي تتدفق في نهر "فلتافا"، الذي يقطع المركز التاريخي للعاصمة التشيكية، يزيد بـ10 أضعاف الكمية العادية. وتعطلت شبكة القطارات الأرضية ومنشآت تطهير المياه العادمة، وأغلقت المرافق السياحية المركزية فيها، وتعمل فرق الإطفاء والجنود على وضع أكياس الرمل على ضفاف النهر.
وفي جنوب تشيكيا اضطرت السلطات إلى فتح 9 سدود بسبب ضغط المياه، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع منسوب المياه بشكل حاد خلال عدة ساعات. وأعلنت الحكومة عن حالة طوارئ، وسط توقعات بأن يسجل ارتفاع منسوب المياه رقما قياسيا خلال ساعات اليوم. كما اضطر نحو 3 آلاف غربي تشيكيا إلى مغادرة منازلهم.
يذكر أن الفيضانات هي نتيجة عدة أيام من الأمطار الغزيرة التي تهطل في أوروبا، إضافة إلى ذوبان الثلوج في جبال الألب. وبحسب محطات الأرصاد الجوية النمساوية فإن كمية المياه التي هطلت خلال 48 ساعة في أنحاء النمسا تعادل كمية الرواسب التي تسقط خلال شهرين.
هذا وأغلقت شوارع رئيسية في مركز أوروبا، وتقرر تعطيل شبكة القطارات، في حين انقطع التيار الكهربائي عن بلدات ومدن كثيرة. كما تعطلت عمليات النقل البحرية على طول نهري الدانوب والراين في ألمانيا والنمسا.
التعليقات