بين بحث علمي جديد، نشير يوم أمس الأربعاء، أن عمر القمر أقل بنحو 65 مليون عاما مقارنة بالتقديرات السابقة. ويستند البحث العلمي الجديد على طريقة جديدة لحساب "تاريخ ميلاد" القمر الطبيعي الوحيد للكرة الأرضية الذي "يحتفل" هذا العام بميلاده 4.47 مليارد عاما.
وبحسب البحث، الذي نشرته المجلة الأسبوعية "طبيعة Nature" فإن اصطدام نيزك ضخم بالكرة الأرضية أدى إلى تكون حطام تشكل منه القمر لاحقا، وذلك بعد 98 مليون عام من تكون المجموعة الشمسية.
وتشير النتائج، التي ينسب لها نسبة دقة تصل إلى 99,9%، إلى اختلاف عن التقديرات السابقة بشأن نشوء القمر، والتي ادعت أنه نشأ بعد 30 أو 40 عاما من تكون المجموعة الشمسية، أي قبل 4.58 مليارد عام.
ويستند البحث الجديد إلى 259 محاكاة محوسبة، تحاكي التغير في النشوء الذي مرته المجموعة الشمسية بدءا من الحلقة البدائية للكواكب "الجنينية" التي تدور حول الشمس. وتضمنت المحاكات تصورا للتصادمات والاندماجات للأجسام الصغيرة حتى تشكل الكواكب القائمة اليوم.
وبموجب الحسابات الجيولوجية للبحث الحالي فإن القطعة الأكبر التي تفككت من الكرة الأرضية نجمت عن ارتطام نيزك بحجم المريخ بعد 95 مليون عام بعد تكون المجموعة الشمسية.
وقال الخبير في علوم الفضاء جون تشامبرز، من معهد "كارنجي" للعلوم في واشنطن: "إننا نعتقد أن الجزء الأكبر من الجسم الذي ارتطم بالكرة الأرضية، وتحول لاحقا إلى قمر، تبقى على الكرة الأرضية، وفقط قطعة صغيرة من كتلة النيزك الضخم إضافة إلى مواد أخرى من الكرة الأرضية اندفعت إلى الفضاء لتشكل القمر لاحقا". وبحسبه فإن ذلك على ما يبدو كان الحدث الأكبر الأخير.
يذكر أن التقديرات السابقة لعمر القمر كانت تستند إلى قياسات تعتمد على التفكك الإشعاعي الطبيعي للذرات الموجودة داخل صخور القمر. وأن عملية مماثلة أظهرت نتائج بموجبها فإن تصادم النيزك بالكرة الأرضية وقع بين 50 إلى 100 مليون عام بعد تكون المجموعة الشمسية.
إلى ذلك، أدت النتائج الجديدة إلى غموض أكبر في الإجابة على السؤال لماذا تكونت كواكب أخرى، مثل المريخ، بسرعة كبيرة نسبيا، في حين أن باقي الكواكب، مثل الكرة الأرضية وربما الزهرة/ فينوس أيضا، احتاجت وقتا أطول لتتكون. وتشير تحليلات النيازك من المريخ والمحاكاة المحوسبة إلى أن المريخ أنهى مراحل تشكله خلال أقل من عشرات ملايين السنوات.
التعليقات