لماذا تخلت الإمارات عن "إير برلين" وكيف ستتأثر علاقتها بألمانيا؟

وأشارت وسائل إعلام ألمانية محلية إلى أن الدافع الأساسي الذي حدد سياسة الشركة الإماراتية تجاه "إير برلين"، كان الرفض الواضح لوزير خارجية ألمانيا، زيغمار غابرييل، حصار قطر.

لماذا تخلت الإمارات عن

(أ ف ب)

كشفت وسائل إعلام ألمانية أن تخلي طيران "الاتحاد" الإماراتية عن شركة الطيران الألمانية "إير برلين"، ودفعها للإفلاس، كان لدوافع سياسية، يقف وراءها رغبة بالانتقام من حكومة المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، لرفضها الحصار المفروض على قطر والذي تلعب الإمارات فيه دورًا بارزًا.

وأعلنت شركة "إير برلين" الثلاثاء 15 آب/ أغسطس 2017، عن بدئها إجراءات لإعلان الإفلاس، بعدما أبلغتها المساهمة الرئيسية فيها مجموعة "الاتحاد" الإماراتية للطيران أنها "لن تقدم لها أي دعم مالي إضافي"، بينما عبرت لوفتهانزا عن استعدادها لشراء منافستها.

ونقل موقع الجزيرة عن موقع "دويتشه فيله" الألماني قوله إن "تخلي أبو ظبي عن شركة إير برلين، التي استحوذت عليها قبل أعوام، تقف خلفه دوافع سياسية مفاجئة.

وكانت الشركة الألمانية، قد أعلنت في بيان صدر عنها، بعدما تم إخطارها بأن الدعم المالي من الاتحاد سيتوقف.

المستشارة الألمانية والأمير القطري (أ ف ب)

وأشارت وسائل إعلام ألمانية محلية إلى أن الدافع الأساسي الذي حدد سياسة الشركة الإماراتية تجاه "إير برلين"، كان الرفض الواضح لوزير خارجية ألمانيا، زيغمار غابرييل، حصار قطر، ةالذي عبر عنه في أكثر من مناسبة، حيث أكد رفضه عزلة الدوحة، ودعا لاستعجال حل الأزمة الخليجية عبر الحوار.

وبحسب موقع "دويتشه فيله"، فإنه "إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن القرارات المتعلقة بالاستثمارات الضخمة تكون وراءها مواقف سياسية فإن المناخ السياسي الحالي بين البلدين، بسبب أزمة قطر، سمح لإمارة أبو ظبي باتخاذ قرار وقف الدعم في هذا التوقيت على الأرجح".

ورغم تأكيدات الحكومة الألمانية المستمرة بأنها تقف على الحياد فيما يتعلق بالأزمة الخليجية، إلا أن المراقبين الألمان رجحوا أن أبو ظبي أرادت بهذا القرار "الثأر" من المستشارة أنجيلا ميركل، وحكومتها "اللتين تميلان إلى الموقف القطري في الأزمة الخليجية الحالية".

تداعيات سلبية على الاستثمارات في أبو ظبي

هذا وأشارت مجلة "دير شبيغل" إلى أن الخطوة التي أقدمت عليها الشركة الإماراتية، وما أعقبها من إجراءات الإفلاس التي بدأت الشركة الألمانية في اتخاذها، قد تؤثر سلبًا على العلاقات الإماراتية الألمانية.

وأضافت، في مقال بعنوان "الشيوخ هم السبب"، أن هذا القرار سيؤدي لإحجام المستثمرين عن عقد أي صفقة مع الإمارات "التي لم يلتزم شيوخها حتى بالوعد الذي قطعوه للمستشارة أنجيلا ميركل".

وتابعت الصحيفة أن الخطوة التي أقدمت عليها الإمارات، في التخلي عن شركة "إير برلين"، سيؤثر سلبًا على الاستثمارات الأوروبية في أبو ظبي.

 

التعليقات