26/11/2018 - 19:50

هل ستنهار "فيسبوك" مثل "ياهو"؟

مجلة "ذي إيكونوميست" تشير إلى أن مسؤولين كُثرا في شركات تكنولوجية رائدة بدأوا بوصف "فيسبوك" في جلسات ومناسبات مُغلقة، بأنها أصبحت كـ"عمالقة التبغ"، وهي مقارنة تُعتبر "إهانة" كُبرى لشركة اقتصادية...

هل ستنهار

(أرشيفية- أ ب)

تسببت العواصف السياسية التي ضربت شركة التواصل الاجتماعي الأكبر عالميا "فيسبوك"، منذ العام الماضي، بهبوط كبير في مدى مصداقيتها، مما أثر على أرباحها بشكل كبير.

وتناولت مجلّة "ذي إكونوميست" الأميركية، في تقرير نشرته بعنوان "على فيسبوك أن تتعلم من التجارب التاريخية على الإنترنت"، الانتقادات الكبيرة التي تتلقاها الشركة منذ العام الماضي، حول فضائح سياسية، تسببت بانعدام ثقة الجمهور بمنتجاتها.

وأشارت المجلة إلى أن مسؤولين كُثرا في شركات تكنولوجية رائدة، بدأوا بوصف "فيسبوك" في جلسات ومناسبات مُغلقة، بأنها أصبحت كـ"عمالقة التبغ"، وهي مقارنة تُعتبر "إهانة" كُبرى لشركة اقتصادية، حيث أن صناعة التبغ تجني أرباحها على حساب صحّة الناس وحثّهم على الإدمان على التدخين، وذلك يتشابه مع النقد الموجه لـ"فيسبوك" بأن منصاتها تُسبب الإدمان وتُعطل الديمقراطية.

وانخفضت أسهم "فيسبوك" بنحو 27 في المائة منذ بداية العام 2018، لعدّة أسباب، أهمها فضيحة عدم قيامها بمجهود كاف لردع التدخل الروسي بالانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2016، التي كُشفت في إطارها بيانات نحو 90 مليون مستخدم لشركة استشارات سياسية. واعترفت الشركة لاحقا باختراق بيانات 50 مليون مستخدم لمنصتها عن طريق "عُطل" لديها.

وأضيفت الأسبوع الماضي، فضيحة أخرى، بعد أن كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، أن كبيرة مسؤولي التشغيل في "فيسبوك"، شيرل ساندبيرغ، والتي تأتي في المرتبة الثانية بعد المدير التنفيذي، مارك زوكربرغ، حاولت التقليل من أهمية التدخل الروسي أمام طاقم المديرين، كما أنها تعاقدت مع شركات استشارية ومجموعات ضغط من أجل إلقاء اللوم على شركات أخرى في التدخل الروسي، ومهاجمة المنتقدين على منصتها.

لكن المُلفت للنظر في تقرير "ذي إكونوميست"، كان تشبيه المجلة لعملاق التواصل الاجتماعي بشركة "ياهو" التي حققت نجاحات كبيرة في الماضي، لكنها هوت إلى القاع بعد ذلك.

ورغم أن المقارنة مع "ياهو" ليست دقيقة، بسبب عدم وصول الشركة للحجم الذي وصلت إليه "فيسبوك" اليوم، وأن الطبيعة التنافسية كانت مختلفة في حينه، إلا أن الأشخاص الذين شهدوا انهيار "ياهو" يجدون عدّة نقاط مشابهة في الحالتين، ففي سنوات "الانحطاط" للشركة الأولى، بدّلت إدارتها عدّة مرات خلال فترة قصيرة فقط، وعند مقارنة ذلك مع "فيسبوك"، فإنها بدّلت عدّة مديرين أيضا خلال العام الحالي فقط، حتى وإن كان زوكربرغ الذي يملك الحصّة الأكبر من الشركة وبالتالي قرارها، لا يبدو أنه سوف يُغادرها قريبا.

وحول الاختلافات بين منافسي الشركتين، أشارت المجلة إلى أن "ياهو" عانت من منافس واحد وهو "جوجل" الذي تغلب عليها من حيث المصداقية أمام المستخدمين والمُعلنين، إلا أنه في حالة "فيسبوك"، فإنه ما من منافس حقيقي لها في الوقت الحالي خصوصا بعد أن استحوذت على تطبيقات أخرى شهيرة مثل "إنستغرام" و"واتساب".

إلا أن هذه التطبيقات، ما زالت عصية على أن تُدخل منصّة للإعلانات في خصائصها الأكثر استخداما مثل خاصية "القصة" في "إنستغرام" والتراسل الشخصي في "واتساب"، مما يجعلها أقل ربحا بكثير من منصة التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وما زالت الشركة "مترددة" في كيفية إدخال هذه الإعلانات دون إزعاج المستخدمين وبالتالي خسارتهم.

وشددت "ذي إكونوميست" على أن الجدل السياسي حول "فيسبوك" تسبب بتقليل "حماسة" الشركات الإعلانية بالتعاقد مع الشركة، لسببين أساسيين، الأول هو استياؤهم من الأسعار الباهظة التي تطلبها "فيسبوك" بمقابل الخدمات "السيئة" التي تقدمها لهم، والثاني هو تضخيم الشركة لشريحة الهدف التي تقدمها لهم، بمعنى أنها "تُضللهم" بأرقام غير دقيقة لمدى تأثير إعلاناتهم على المستخدمين.

ولفتت المجلة إلى أن السمعة "السيئة" التي باتت تُميز "فيسبوك" لدى المستخدمين، باتت تؤثر على السمعة الشخصية لموظفي الشركة، مما يُمكن أن يدفع بأهم موظفيها إلى الاستقالة منها والبحث عن العمل في شركات أقل إثارة لتساؤلات.

وأوضحت المجلة، أن "فيسبوك" تحتاج الآن إلى استعادة مصداقيتها أمام المستخدمين، عبر تغيير طُرق التوجه لهم، وكيفية استخدامهم لتطبيقاتها المختلفة، فقد انخفضت نسبة البالغين الذين يستخدمون أهم منصة لدى الشركة، بنحو 31 في المئة بالمقارنة مع العام الماضي. 

 


 

التعليقات