08/02/2012 - 15:43

البحث عن حياة في بحيرة مدفونة تحت الجليد منذ 20 مليون عام

العلماء الروس يأملون العثور تحت القطب الجنوبي على أرشيف يضم ملفات سرية ووثائق شخصية تخص هتلر تم دفنها بالقرب من البحيرة

البحث عن حياة في بحيرة مدفونة تحت الجليد منذ 20 مليون عام
للمرة الأولى تمكنت بعثة علمية روسية من ثقب في طبقة جليدية في القطب الجنوبي بعمق 4 كيلومترات للوصول إلى مسافة أمتار قليلة من بحيرة مياه يقدر عمرها بنحو 20 مليون عام، وسط تقديرات باكتشاف أشكال حياة قديمة وغير معروفة.
 
وأعلن علماء روس يوم أمس، الثلاثاء، أنهم تمكنوا من اختراق طبقة الجليد فوق القارة القطبية الجنوبية أنتراكتيكا بهدف الوصول إلى بحيرة "فوستوك" المعزولة عن العالم والتي يقدر عمرها بما يتراوح ما بين 15-20 مليون سنة.
 
وأعلن معهد أبحاث القطبين الشمالي والجنوبي في سانت بطرسبورغ في جو احتفالي عن نجاح عملية اختراق طبقة الجليد. وقال مدير مشروع البحث الروسي إنه لم يتم بعد تحليل كل المكتشفات من قبل مجموعة كبيرة من المكتشفين. وأضاف أنه من المفضل الانتظار إلى حين الحصول على معطيات تؤكد الوصول إلى مياه البحيرة المدفونة في أعماق الجليد.
 
يذكر أن روسيا والولايات المتحدة وبريطانيا تتنافس فيما بينها في البحث عن البحيرات في أعماق الطبقات الجليدية، حيث تسعى كل دولة منها لتكون السباقة في الوصول البحيرة الخاصة بها. وتحت طبقات الجليد هناك نحو 300 مجمع مائي سائل وبحيرات بأحجام مختلفة منذ عشرات الملايين من السنين، وتسعى الولايات المتحدة للوصول إلى بحيرة "ويليانس"، في حين تسعى بريطانيا للوصول إلى بحيرة "السفورت".
 
يشار إلى أن بحيرة المياه العذبة هذه المطمورة تحت الجليد منذ ملايين السنين قد تضم أشكالا من الحياة لا تزال غير معروفة حتى اليوم. ويبلغ طول البحيرة 250 كيلومترا وعرضها 50 كيلومترا أي أن مساحتها 12500 كيلومتر مربع.
 
وقد استؤنفت أعمال التنقيب في كانون الثاني/يناير بعد أن علقت سنة 1998 عندما تم الوصول إلى عمق 3580 مترا أي 188 مترا فوق طبقة الماء.
 
واتخذ قرار التعليق بناء على سلسلة نداءات أطلقها المجتمع الدولي مطالبا بالانتظار إلى حين تطوير تكنولوجيات تنقيب أكثر أمانا بغية تفادي أية كارثة بيئية.
 
وكان وزير الموارد الطبيعية والبيئة الروسي يوري تروتنيف قد أعلن السنة الماضية "ينتظرنا حدث عالمي في العام 2012 ألا وهو بلوغ مياه بحيرة فوستوك العائدة إلى 30 مليون سنة. لم ينجح أحد بعد في الوصول إلى هذا العمق تحت سطح الأرض".
 
وبحسب الباحثين الروس، فإن تحليل العينة الجليدية ومياه البحيرة سيسمح للمتخصصين بتوقع التغيرات المناخية الطبيعية في الألفيات المقبلة.
 
إلى ذلك، أعلنت "نوفوستي" أنه إلى جانب الحملة الروسية للوصول إلى البحيرة، فمن غير المستبعد أن يتم العثور بالقرب من المكان على خندق سري قام النازيون ببنائه، وتشير التقديرات إلى أنه يحتوي على أرشيف هتلر، استنادا إلى معلومات متوفرة لدى روسيا منذ نهاية سنوات الأربعينيات تفيد أنه في نهاية الحرب العالمية الثانية تم إرسال طاقم ألماني سرا لإقامة قاعدة سرية في منطقة بحيرة "فوستوك".
 
وتستند هذه المعلومات إلى تصريحات الأدميرال كارل دنيتس قائد سلاح الغواصات الألماني من العام 1943، حيث أعلن أن "أسطول الغواصات الألمانية فخور بالإعلان عن إقامة خندق عميق تحت الأرض في الطرف الآخر من العالم للزعيم (هتلر) لا يمكن مهاجمته".
 
كما تستند المعلومات إلى أنه في وثائق الأسطول الألماني التي تم ضبطها بعد شهور قليلة من استسلام ألمانيا كتب أن الغواصة "يو 530" وصلت إلى القطب الجنوبي من ميناء "كيل" في ألمانيا. وألمح طاقمها في شهاداتهم أنهم دفنوا في مغارة تحت الجليد صناديق تحتوي على وثائق بينها ملفات سرية جدا وأخرى شخصية تخص هتلر نفسه. كما كانت هناك تقارير غير مؤكدة تشير إلى أن غواصة أخرى نقلت جثتي هتلر وإيفا براون إلى أنتراكتيكا، وبعدها تابعت الغواصة طريقها إلى الأرجنتين حيث قام طاقمها بتسليم نفسه.
 
إلى ذلك، يتوقع العلماء الروس أن يحصلوا على معلومات بشأن ظروف البيئة التي وصفت بأنها مماثلة لقمر "أوروبا" الذي يدور حول كوكب المشتري، كما يأملون العثور على مخلوقات مجهرية تعيش في البحيرة المدفونة.

التعليقات