11/05/2015 - 22:21

تحذيرات من انتشار مرض التيفوئيد المقاوم للعقاقير

يذكر أن ثلث سكان العالم معرضون للإصابة بمرض التيفوئيد، المرض الذي تسببه بكتيريا سالمونيلا تايفي شديدة العدوى والتي تنتشر عن طريق الطعام والماء الملوث.

تحذيرات من انتشار مرض التيفوئيد المقاوم للعقاقير

يحذر خبراء من أن انتشار سلالة مقاومة للمضادات الحيوية من البكتيريا المسببة لمرض التيفوئيد في قارتي آسيا وأفريقيا يشكل تهديدا صحيّا عالميا خطيرا.

ويقول باحثون من مؤسسة ويلكوم كانوا يتابعون انتشار المرض إن السلالة الجديدة بدأت تأخذ مكان التيفوئيد المألوف في العديد من الدول.

وحلل هؤلاء نماذج بكتيرية من 63 دولة، كان نصفها تقريبا مقاوم للمضادات الحيوية المستخدمة في الحالات الاعتيادية.

ويقول الباحثون في مقال نشروه في نشرة Nature Genetics إن الاعتماد الزائد على المضادات الحيوية هو سبب ظهور السلالة المقاومة.

ويتعين على الأطباء المعالجين استخدام أنواع أخرى وأكثر كلفة وأقل انتشارا من المضادات الحيوية لعلاج حمى التيفوئيد، المرض الذي يفتك بنحو 200 ألف إنسان سنويا.

يشار إلى أن البحوث التي قامت بها مؤسسة ويلكوم توفر أكبر صورة للمقاومة التي تظهرها بكتيريا التيفوئيد على نطاق العالم، وتشير هذه البحوث إلى أن المشكلة واسعة النطاق.

ففي أجزاء كثيرة من القارتين الآسيوية والإفريقية، حيث يعتبر التيفوئيد من الأمراض المتوطنة، تمكنت سلالة جديدة من البكتيريا يطلق عليها سلالة H58 من استبدال السلالات الأخرى التي كانت منتشرة منذ عدة قرون.

ومن الدول الـ 63 التي أخضعها خبراء المؤسسة للبحث، استبدلت سلالة H58 السلالات الأخرى في 21 دولة.

وقالت الدكتورة كاثريت هولت من جامعة ملبورن الأسترالية التي شاركت في البحوث إن سلالة H58 ما برحت تأخذ لنفسها موطئ قدم قويا.

وقالت "كانت السلالات المقاومة للمضادات الحيوية من بكتيريا التيفوئيد تظهر وتختفي منذ سبعينات القرن الماضي، بسبب اكتسابها جينات جديدة مقاومة لهذه العقاقير ولكن ها تخسر مقاومتها عندما يتم التحول إلى عقاقير جديدة”.

ومضت للقول "أما في حالة السلالة H58، فإن هذه الجينات أصبحت جزءا أساسيا من التركيبة الجينية للبكتيريا، مما يعني أن ظاهرة المقاومة للمضادات الحيوية ستستمر."

ويقول الباحثون إن انتشار سلالة H58 على النطاق العالمي تستدعي ردا دوليا سريعا.

يذكر أن ثلث سكان العالم معرضون للإصابة بمرض التيفوئيد، المرض الذي تسببه بكتيريا سالمونيلا تايفي شديدة العدوى والتي تنتشر عن طريق الطعام والماء الملوث.

وفيما يمكن خفض عدد الإصابات إلى حد كبير بتحسين شروط النظافة والصحة العامة والماء، ما زالت الكثير من دول العالم لا تتوفر على الاستثمارات الضرورية لتحقيق هذه الشروط.

ويوجد لقاح للتيفوئيد، ولكنه غير متوفر في كل الدول كما أنه ليس فعالا بدرجة مئة بالمئة.

وقالت ناطقة باسم منظمة الصحة العالمية إن "تحديد الاستخدام غير المبرر للمضادات الحيوية هو جزء من الحل، وكذلك تحسين أداء الأنظمة الرقابية التي بمقدورها التعرف على البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية وذلك لجعلها تتعرف على مناطق انتشار هذه البكتيريا، علاوة على تكثيف إجراءات الوقاية."

التعليقات