الانقراض الجماعي في انتظار معظم الأنواع... ما الذي تقوله الدراسات؟

لاحظ باحثون، إلى أنّ حالات الانقراض الجماعي الحاصلة، هي أسرع بمئات المرّات من فترات الانقراض التي حصلت لأسباب طبيعيّة

الانقراض الجماعي في انتظار معظم الأنواع... ما الذي تقوله الدراسات؟

(Getty)

نشر موقع "بي بي سي" تقريرًا حول "الانقراض الجماعي"، والذي يرجّح علماء بأنّ كوكب الأرض يتعرّض له، نظرًا للمشكلات التي تهدّد الحياة، فيما يشير علماء آخرون إلى أنّ الكوكب في طريقه لفقدان غالبيّة مظاهر الحياة مع الوقت، بناء على التغيّرات المناخيّة تحذّر منها دراسات عديدة، والسرعة التي تتعرّض فيها الطبيعة للتدمير. وفي كندا، عُقِدت ما تُسمّى "الفرصة الأخيرة" للطبيعة، في قمّة "كوب 15"، حيث يسعى عدد من العلماء والسياسيّين إلى شرح وتحديد نطاق الأزمة.

من جهته، قال أنطونيو غوتيرش، الأمين العام للأمم المتّحدة في افتتاح المؤتمر "إنّ مليون نوع من الكائنات أصبح الآن على حافّة الهاوية… في شتّى أنحاء العالم".

ويحدّد علماء مفهوم الانقراض الجماعيّ، على أنّه فترات زمنيّة يفقد خلالها كوكب الأربع ثلاثة أرباع الكائنات الحيّة التي تعيش عليه، حيث حدّدت دراسات أحفوريّة، حدوث خمسة انقراضات جماعيّة خلال 540 مليون سنة الماضية، وكان أحدثها، ارتطام كويكب بسطح الأرض، ودمار ما يعرف حاليًّا "المكسيك" قبل 66 مليون سنة، وهو ما يرجّح أنّه السبب في فناء الديناصورات، بالإضافة إلى فترة "الفناء الأخير"، الذي شهده الكوكب قبل 250 مليون سنة، وشهدت انقراض أكثر من 90٪ من الكائنات.

ويقول التقرير الذي نشرته "بي بي سي"، بحسب خبراء، إنّ كوكب الأرض يفقد أنواع من الكائنات بسرعة أكبر من تلك التي نشأت بها هذه الكائنات وتطوّرت، وهو ما يضعنا على طريق انقراض جماعيّ جديد، ومن الممكن أن يشمل الجنس البشريّ.

وقال الخبير في مجال علم البيئة بجامعة "يو إن إيه"، الدكتور جيراردو سيبالوس، "إنّنا نغيّر مسار النشوء والارتقاء، حتّى لو لم نكن نقصد هذا الانقراض الجماعيّ… ما نفعله الآن، هو تعريض النظام الذي جعل بقاءنا أمرًا ممكنًا للخطر".

وبحسب التقرير، فإنّه من الصعب قياس معدّلات الانقراض، ببساطة لأنّ الباحثين لا يعرفون الكثير عن أغلب الأنواع الموجودة، أو حتّى إحصاء التهديدات التي تتعرّض لها، حيث لا تتطابق السجلّات المحدودة المتاحة، مع توقّعات العلماء، والتي يظنّون أنّ حالات الانقراض بين الأنواع، أكثر بكثير من تلك الموجودة في السجلّات.

ويقول عالم الطيور في جامعة مانشستر متروبوليتان، ألكسندر ليز "هناك إشارة إلى فقدان عدد كبير من الأنواع، وهو ما لا تعكسه البيانات الحاليّة"، ويقدّر علماء، أنّ عدد الحيوانات البريّة حول العالم، تقلّص بنسبة 69٪ في المتوسّط خلال نصف قرن. ويقول أستاذ علم الأحياء في جامعة كاليفورنيا بيركلي، أنثوني بارنوسكي "لن يستغرق الأمر الكثير من الفترات التي يبلغ كلّ منها 50 عامًا، حتّى نصل إلى مرحلة تتعرّض فيها تلك الأنواع للانقراض".

وأشارت دراسات نُشرت نتائجها خلال العشر سنوات الماضية، إلى أنّ 99٪ من جميع الكائنات الحيّة التي عاشت على كوكب الأرض، انقرضت بالفعل، ضمن كوارث بيئيّة ومناخيّة تسمّى بـ"الانقراض الجماعيّ"، وعلى الرغم من تاريخ الكوكب، إلّا أنّ هذه الانقراضات فتحت المجال أمام ظهور أشكال جديدة من الحياة لاحقًا.

ويشهد كوكب الأرض، إضافة للتغيّرات المناخيّة الحاصلة، أزمة في التنوّع البيولوجيّ، حيث أشارت دراسات عديدة، إلى أنّ الانقراض الحاليّ، قد يصل إلى أكثر من مليون نوع من النباتات والحيوانات، وما يزيد من وتيرة الأمر الآن، الأنشطة البشريّة الحاصلة، مثل الصيد الجائر وإزالة الغابات وثاني أكسيد الكربون…

ولاحظ باحثون، إلى أنّ حالات الانقراض الجماعي الحاصلة، هي أسرع بمئات المرّات من فترات الانقراض التي حصلت لأسباب طبيعيّة، وفي حال لم يتوقّف هذا الأمر، فإنّ البشر سيصلون إلى مرحلة الانقراض الجماعيّ بعد حوالي 240 عامًا وحتّى 540 عامًا.

من جهته، قال العالم البيئيّ في جامعة "يو إن إيه إم" الدكتور سيبالوس، إنّه يعتقد أنّ الدخول في مرحلة الانقراض الجماعي الشامل سيكون بحلول 2150، وخلال القرنين المقبلين، سيكون الكوكب قد فقد أكثر من 70٪ من النباتات والحيوانات.

ويأمل خبراء البيئة، في أن تتعهّد قمّة "كوب 15" بحماية 30٪ من المساحات الكليّة لليابسة والبحار والمحيطات في عام 2030. ويقول المتخصّص في علم الأحياء في جامعة ديوك، البروفيسور ستيورات بيم "هناك أنواع كانت ستتعرّض للفناء لو لم نعكف على حمايتها".

التعليقات