جدال حول أخلاقيات تعديل جينات البشر

وتتيح هذه التقنية الحديثة للعلماء، تعديل الجينات من خلال "مقص" جيني، يضاهي في عمله برنامجا حيويا لمعالجة النصوص يمكنه رصد التشوهات الجينية واستبدالها. ويقوم العلماء في غضون هذه التقنية بإدخال إنزيمات تلتصق بجين متطفر يمكن أن يسبب الأمراض،

جدال حول أخلاقيات تعديل جينات البشر

احتدم أمس الثلاثاء، الجدل حول استخدام أساليب حديثة للتعديل الجيني، للحيوانات المنوية للرجل أو بويضات الأنثى أو الأجنة البشرية، بعدما التأم شمل علماء واختصاصيون في الأخلاقيات العلمية، في قمة دولية لمناقشة هذه التقنية التي يمكنها تعديل التركيب الجيني لأطفال سيولدون في المستقبل.

وطالبت عدة جماعات بوضع قيود على استخدام هذه التقنية المعروفة باسم "كريسبر-كاس9"، والتي فتحت آفاقا جديدة في مجال الوراثة الطبية، نظرا لقدرتها على تحوير الجينات بسرعة وفاعلية.

وطالبت هيلي هاكر، رئيسة قسم اللاهوت الأخلاقي الكاثوليكي بجامعة "لويولا" بشيكاجو أمس، بفرض حظر دولي مدته عامان على الأبحاث المتعلقة بتعديل الخلايا الجنسية للإنسان، وهي التغييرات التي ستنتقل للنسل الجديد.

وأضافت ـن مثل هذه الممارسات، تمثل انتهاكا لحرية الأطفال الذين لم يولدوا بعد، ممن لم تتح لهم الفرصة للموافقة على تعديل نسقهم الجيني.

لكن جون هاريس، أستاذ الأخلاقيات الحيوية بجامعة مانشستر ببريطانيا، فقد طالب بالانحياز الى التكنولوجيا الحيوية.

وقال هاريس، "لدينا جميعا واجب أخلاقي لا مفر منه: ألا وهو المضي قدما في البحوث العلمية إلى النقطة التي نصل فيها إلى خيار رشيد. ولم نصل بعد إلى هذه المرحلة. يبدو لي أن اللجوء إلى المنع ليس المسار الصحيح، إذ أن الأبحاث ضرورة".

وتتيح هذه التقنية الحديثة للعلماء، تعديل الجينات من خلال "مقص" جيني، يضاهي في عمله برنامجا حيويا لمعالجة النصوص يمكنه رصد التشوهات الجينية واستبدالها. ويقوم العلماء في غضون هذه التقنية بإدخال إنزيمات تلتصق بجين متطفر يمكن أن يسبب الأمراض، ثم يقوم الإنزيم إما باستبداله أو إصلاحه.

اقرأ أيضًا| باحثون: الضغوطات والتوتر ألد أعداء النوم

ويقول مؤيدو هذه التقنية إنها يمكن أن تسرع من اليوم الذي سيتمكن العلماء فيه من منع الإصابة بالأمراض الوراثية، فيما يشعر معارضو هذه التقنية بالقلق بشأن الآثار المجهولة على الأجيال القادمة، علاوة على ميل الآباء في المستقبل إلى دفع مبالغ مقابل تحسين النسل مثل مستوى الذكاء لدى الأبناء ورفع القدرات الرياضية.

ويبشر استخدام التقنية الحديثة للتعديل الجيني للأجنة بالقضاء على الكثير من الأمراض، لكن الكثير من العلماء يساورهم القلق من حدوث آثار مجهولة غير مأمونة العواقب لدى الأجيال القادمة لأن هذه التغييرات ستنتقل للذرية.

 

 

التعليقات