الوحدة... أسبابها ومضاعفاتها

ويتخيل البعض أنه بمجرد جلوسه بمفرده لعدة ساعات فهو بذلك وحيد، ومشاعر الوحدة عادة ما تكون مجرد وهم تم صناعته وتغذيته في العقل، فكثيرا ما يعاني أشخاص من الوحدة وهم وسط عائلتهم وأصدقائهم، وهذا يعني أن لكل شخص مفهوما خاصا عن الوحدة، فهناك من

الوحدة... أسبابها ومضاعفاتها

الوحدة شعور صعب يمكن أن يمر به أي إنسان في مسيرة حياته، وتكمن صعوبته بعدم لذة الفرد في أن يفرح بمفرده، أو يتعايش في المنزل والحياة وحيدا دون التعامل مع بشر، فالوحدة تصيب الإنسان بالكبت والاكتئاب، فهي حالة عقلية مؤلمة تشعر بها في أعماق نفسك بأنك تفتقد إلى العلاقات الهامة ذات المعنى مع الآخرين، ويرافق تلك الحالة الشعور بالحزن والانعزال والقلق والانزعاج، ونتيجة لهذا تتولد رغبة قوية للحصول على اهتمام وتقدير الآخرين، وهو ما يؤدي للفشل العاطفي.

ويتخيل البعض أنه بمجرد جلوسه بمفرده لعدة ساعات فهو بذلك وحيد، ومشاعر الوحدة عادة ما تكون مجرد وهم تم صناعته وتغذيته في العقل، فكثيرا ما يعاني أشخاص من الوحدة وهم وسط عائلتهم وأصدقائهم، وهذا يعني أن لكل شخص مفهوما خاصا عن الوحدة، فهناك من يرى الوحدة في عدم فهم الناس له، وآخرون في البعد عن الوطن، والبعض في الجلوس بمفردهم، وعند وضع تعريف للوحدة يمكن الوصول إلى حقيقتها والتعامل معها بالطريقة الصحيحة.

وخلصت دراسة اجتماعية، أجراها قسم العلوم الإنسانية التابع لجامعة أوسب، في مدينة ساو باولو، إلى أنه ليس بمقدور الكثيرين التعامل مع الوحدة، فلا بد من مشاركة الآخرين في الحديث أو العلاقات بكل أنواعها.

 وأن الوحدة يمكن أن تكون خيارا طوعيا لبعض الناس الذين لا يقدرون على التعامل مع الآخرين، وهنا تكون الآية معكوسة، لأن هذا الشخص هو من اختار أن يعيش منعزلا عن العالم، وبعيدا عن الناس والاختلاطات.

وأجرت الدراسة استطلاعا حول سؤال “هل تحب الخروج وحيدا للاستمتاع بوقتك؟” وجاءت الإجابة: أن 45% لا يحبون الخروج بمفردهم، و30% لا يحبون حتى تناول الطعام بمفردهم، و25% فقط هم من لديهم بعض الأوقات التي يفضلون فيها التواجد بمفردهم.

وطرحت الدراسة سؤال'كيف أصبحت بعد خروجك من آخر قصة عاطفية؟'، لمعرفة ما إذا كان الذي خرج من قصة عاطفية قد بدأ على الفور بالبحث عن أخرى جديدة، أم أنه ظل وحيدا، واختار العزلة، أو شعر بالسعادة بعد خروجه من قصة كان محكوما عليها بالفشل.

وتشير الدراسة إلى أن أجوبة المشاركات في استطلاع الرأي حول الموضوع تفاوتت على النحو التالي: 49% من الذين خرجوا من قصص عاطفية شعروا بحزن شديد، واستغرق بعضهم أعواما للعودة إلى طبيعتهم، وكانت الوحدة حسب آرائهم أفضل بكثير من التفكير في مشاركة أحد في الحياة.

اقرأ/ي أيضًا | ازرع ثقة طفلك بنفسه

وشعر نحو 26% بالارتياح لانتهاء قصة كان محكوما عليها بالفشل، أما نحو 25% قد باشروا على الفور في البحث عن قصة عاطفية جديدة، نظرا لعدم قدرتهم على التعامل مع الوحدة.

التعليقات