الكرمل: حبات فول بعمر 14 ألف عام في مغارة الواد

للمرة الأولى يتم العثور على الأصول البرية لنبتة الفول في سياق دقيق جدا ويصل عمر البذور إلى 14 ألف عام، أي قبل الثورة الزراعية

الكرمل: حبات فول بعمر 14 ألف عام في مغارة الواد

عثر باحثون إسرائيليون، مؤخرا، على أربع بذرات متفحمة من نبتة الفول، وذلك في موقع أثري في مغارة الواد التي تقع غربي جبال الكرمل. وبينت الدراسات أن الحديث عن الأصول البرية لنبتة الفول والتي يقدر عمرها بنحو 14 ألف عام، أي قبل تدجين البذرة بنحو 4 آلاف عام.

وجاء أن دراسة جديدة، أجراها كل من د. فلنتينا كركوتا من معهد 'وايزمن'، ود. رؤوفين يشورون، والبروفيسور مينه عفرون، والبروفيسور دانيال كاوفمان من جامعة حيفا، تمكنت من الكشف عن الأصل البري لنبتة الفول من خلال عملية تشخيص وتأريخ للبذور المتفحمة التي يصل عمرها إلى 14 ألف عام.

يشار إلى أن الأصول البرية للمحاصيل الزراعية المدجنة تشغل علماء الآثار والمهندسين الزراعيين والبيولوجيين، وعلماء الوراثة في السنوات الأخيرة. ويتيح ذلك، مثل مكتشفات أثرية أخرى، دراسة نمط حياة وقائمة الطعام الغذائية للحضارات القديمة. ولكن الأهم هو أهمية تتبع تاريخ عملية التدجين، ودراسة التنوع الجيني لبذور المحاصيل بهدف تطويرها.

ويعود تاريخ هذه الحبات الأربع، أيضا، إلى فترة الحضارة النطوفية، التي يعود تاريخها إلى ما قبل 11700 حتى 15000 ألف عام. علما أن الحضارة أو الثقافة النطوفية المنسوبة إلى وادي النطوف، شمال غربي القدس، استخدمت للمرة الأولى من قبل باحثة إنجليزية تدعى دوروثي غارود، عام 1929، بعد أن اكتشفت الآثار المميزة لهذه الثقافة في مغارة شقبا التاريخية (في قرية شقبا القريبة من رام الله) في وادي الناطوف، وهي تعتبر الخطوة الأولى للإنسان على طريق بناء أول مجتمعات زراعية في التاريخ، وهو ما اعتبر الثورة الأهم في التاريخ البشري في منطقة الهلال الخصيب.

وبحسب الدراسة التي نشرت في مجلة 'Scientific Reports' فإن البحوث التي أجريت تظهر أنه للمرة الأولى يتم العثور على الأصول البرية لنبتة الفول في سياق دقيق جدا، وأن عمر البذور يصل إلى 14 ألف عام، أي قبل الثورة الزراعية.

ونقل عن البروفيسور يشورون قوله إن الفول من بين المحاصيل الأولى التي تم تدجينها، دون أن يعرف أحد أصولها البرية.

يشار إلى أن عملية تدجين الفول، ومثل أية محاصيل أخرى، هي بداية عملية انتقاء مستمرة، وتكون بواسطة تطوير واستخلاص صفات البذور، عبر آلاف السنين، بحيث تتناسب مع احتياجات الإنسان وظروف الزراعة السائدة في بيئته، وأنتج أنواعا مختلفة من الفول حتى درجة انقراض الأصول البرية له.

إلى ذلك، تجدر الإشارة إلى أن بذرات الفول الأربع تنضاف إلى قائمة غنية تم الكشف عنها في مغارة الواد، حيث عاش السكان هناك، وكانت كل الحيوانات البرية ضمن قائمة طعامهم، مثل الظبي والأفعى والأرنب والخنزير البري والخلد واليحمور، كما جمعوا نباتات كثيرة من جبال الكرمل.

ومن المرجح أن نسل النطوفيين هم الذين بدأوا عملية التدجين الزراعية، التي تطلبت معرفة عميقة بهذه النباتات، وذلك من خلال التجربة والانتقاء للأنواع المطلوبة.

التعليقات