"الصدفة" تؤدي لدواء الصلع والفياغرا والبنسلين وقوانين الجاذبية

"بمحض الصدفة"، عبارة تتردد كثيرًا في حياتنا اليومية، لكن شتان ما بين صدفة وصدفة، إذ أدت بعض الصدف إلى ابتكارات فارقة في حياة الإنسان وأنقذت حياته، وأخرى حققت قفزات علمية كبيرة، بعد أن رافقها الشغف والبحث العلمي.

صورة توضيحية

"بمحض الصدفة"، عبارة تتردد كثيرًا في حياتنا اليومية، لكن شتان ما بين صدفة وصدفة، إذ أدت بعض الصدف إلى ابتكارات فارقة في حياة الإنسان وأنقذت حياته، وأخرى حققت قفزات علمية كبيرة، بعد أن رافقها الشغف والبحث العلمي.

نستعرض هنا بعض "الصدف" التي كتبت اسم أصحابها في سجلات التاريخ البشري، وسجلت ابتكارات أنقذت حياة ملايين البشر، مثل البنسلين والنتائج التي ترتبت على أثر التجارب التي أجريت على ذات النمط.

"صدفة" دواء للصلع

ومن بين هذه الصدف، دواء للصلع، الذي لم يجرب بعد على البشر ولم يطرح في الأسواق، ففي حين كان فريق من الباحثين يجري أبحاثًا على سرطان "نيوروفيبروماتوزيس"، وهو مرض وراثي يؤدي إلى نمو الخلايا السرطانية على الأعصاب، اكتشفوا بـ"الصدفة" ما يمكن أن يكون علاجًا للصلع، والذي جربوه حتى اليوم على الفئران فقط.

واكتشف الباحثون دور بروتين يسمى (KROX20) في نمو الشعر، فيتغير اتجاه البحث لفهم أعمق لتحديد الخلايا المنتجة لهذا البروتين ودوره في بقاء الشعر على لونه الأصلي، وعدم الإصابة بالصلع، ليجدوا أن نفس الخلايا تنتج بروتينًا آخر يسمى (SCF) وهو المسؤول عن نمو خلايا تلوين الشعرة في البصيلة، وعند نزع الخلايا المنتجة لهذا البروتين يبدأ تغير لون الشعر تدريجيًا بعد 30 يومًا ثم يصبح شعر الفأر أبيض تمامًا خلال 9 شهور.

أما إذا تم نزع الخلايا المسؤولة عن إنتاج البروتين (KROX20) لا ينمو الشعر نهائيًا، ويصبح الفأر أصلع.

والبحث لم تتم تجربته على الإنسان ولكن الجميع يتوقع نجاحه، لأن الخلايا متشابهة إلى حد كبير في جميع الثدييات.

ويتوقع إنتاج كريمات أو مستحضرات جديدة قد تكون علاجًا نهائيًا للصلع ولعلاج حالات تساقط الشعر المرتبطة بغياب (KROX20).

وأيضًا يمكن القضاء نهائيًا على الشعر الأبيض بعد فهم طريقة عمل الخلايا الموجودة في بصيلات الشعر والمسؤولة عن نمو والحفاظ على لون الشعر، ولكن نحتاج لدراسات أعمق ونقل التجارب على الإنسان للتأكّد من صحتها.

"صدفة" الفياغرا

خلال محاولات ابتكار دواء لعلاج ارتفاع ضغط الشريان الرئوي، أدت الصدفة إلى اكتشاف الفياغرا، وهو العقار الذي يحسن الانتصاب لدى الرجال الذي يعانون من الضعف الجنسي، وتم الموافقة عليه عام 1998 من الهيئة الغذاء والدواء الأميركية.

وحققت شركة "فايزر"، التي أنتجب الفياغرا، مكاسب بلغت مئات المليارات، وأصبحت الفياغرا أول علاج للضعف الجنسي لدى الرجال.

"صدفة البنسلين"

أنقذت هذه الصدفة حياة الملايين من الناس، إذ كانت فاتحة لإنتاج المضادات الحيوية، التي تعتبر أحد أساسيات الطب الحديث وعلاج مختلف المشاكل التي تصيب جسم الإنسان.

وبدأت الصدفة مع العالم البريطاني المتخصص في علوم البكتريا، ألكسندر فيلمنغ، حيث ذهب لقضاء إجازته في الريف وترك نافذة المعمل مفتوحة، وبعد عودته وجد أن الأطباق التي كان ينمي البكتريا فيها قد تلوثت فقرر التخلص منها، ولكنه لاحظ أن هناك طبقاً ماتت به كل البكتريا المحيطة بالعفن.

في هذه المرحلة، انتهى دور الصدفة، وجاء دور العمل والاجتهاد، كرر التجربة مرات عديدة ليتأكد أن فطر البنسيليوم الذي انتقل إلى الطبق عن طريق النافذة قادر على إنتاج مضاد حيوي يقتل البكتيريا.

"صدفة" قوانين الجاذبية

تعتبر قصة نيوتن والتفاحة إحدى أشهر القصص في العالم، صحيح أن الصدفة أوقعت التفاحة على نيوتن، لكن شغفه واجتهاده وضعوه على رأس قائمة العلماء الذين سيذكرهم التاريخ قرونًا طويلة، وأدت هذه الصدفة إلى وضع قوانين الجاذبية والحركة وغيرها من قوانين الفيزياء الكلاسيكية.

التعليقات