"الطقوس الدينية" عند الشمبانزي: الرجوع إلى الإنسان الأوّل

نشرت مجلة "نيتشر" العلميّة"، تقريرًا جديدًا عن ظاهرة غريبة رصدها العلماء، تقوم بها قردة الشمبانزي، والتي تشبه إلى حدّ كبير ما يقوم به الإنسان، من الطقوس الدينيّة، ومفاهيمه حول "المقدس" و"المدنس".

nature

نشرت مجلة "نيتشر" العلميّة"، تقريرًا جديدًا عن ظاهرة غريبة رصدها العلماء، تقوم بها قردة الشمبانزي، والتي تشبه إلى حدّ كبير ما يقوم به الإنسان، من الطقوس الدينيّة، ومفاهيمه حول "المقدس" و"المدنس".

وقالت المجلة في تقريرها المنشور، إنّ زعيم القرية، ومرشد الرحلة التي قام بها الباحثون، مامادو أليوه، كان قد أخبرهم عن رصده لظاهرة غريبة تقوم بها قردة الشمبانزي، في مناطق السافانا، في جمهورية غينيا.

وكان الباحثون يأملون بتصوير بعض قردة الشمبانزي البرية، وتصويرها ودراسة سلوكها، خاصة وأنّه لم تقم أيّ جهة من قبل بدراستها.

ووجد الباحثون وجود علامات خفيفة فوق جذع أحد الأشجار، وهي لا تكاد تلاحظ داخل بيئة السافانا المتشابكة، حتّى أخبرهم المرشد، بأنّ هذه العلامات صنعتها قردة الشمبانزي، بعد أن كانوا يظنون أنّ المراهقين هم الذين قاموا بصنع هذه العلامات.

ونصب العلماء كاميرات والتي تسمى بـ"أفخاخ تصويرية"، والتي تبدأ بتسجيل المقاطع آليا، إذا تم رصد أيّ حركة أمامها، وتمّ تثبيتها لمدة أسبوعين كاملين.

وبعد أسبوعين، تفحص العلماء مرّة أخرى الكاميرات المنصوبة في الغابة، ليروا أنّ ذكر شمبانزي كبير، يقترب من الشجرة ومن ثمّ يمسك حجرًا ضخمًا، ويرميه باتجاهها، وهذا التصرّف بحسب الباحثين القائمين على هذه التجربة، يذكّر بعادات الإنسان الأوّل.

وقال الباحثون، إنّ القردة كانت تستخدم العصي والأغصان والأشجار للحصول على الطعام، كما استخدمت بعض الرماح للغرض نفسه، ولكن ما رصده العلماء، كان أعمق من مفهوم الطعام أو التظاهر بالقوّة، ولكنّه كان جزءًا من الشعائر "الدينيّة" لدى قردة الشمبانزي.

ووجد الباحثون العديد من الأشجار التي تحمل علامات مشابهة جدًا، بالإضافة إلى وجود أكوام من الحجارة في محيط هذه الأشجار التي تحمل العلامات، وهي سلوكيات تذكّر بأكوام الحجارة التي كشف عنها علماء الآثار النقاب لدى دراستهم للتاريخ البشري.

وتقضي النظرية المشهورة، بأنّ هذه السلوكيّات تعتبر استعراضًا من الذكور لقوتها، ولكن الباحثين ذهبوا إلى أبعد من ذلك، حيث توصلوا بعد دراسة العلامات الموجودة على الأشجار، بأنّ هذه العمليّة رمزية، حيث ذهبوا إلى النظرية الثانية، والتي تقول بأنّ سلوك هذه القردة، دفعهم للبحث في سلوك الإنسان القديم.

وقال الباحثون، في الدراسة المنشورة، إنّهم قد يكونوا قد عثروا بالفعل، على أدلّة دامغة، لبناء الشمبانزي أضرحة من الأشجار المقدّسة، والذي نجده مشابهًا جدًا، لدى سكان أفريقيا الأصليين، ممن يستخدمون مجموعات من الصخور عند "ألأشجار المقدسة"، والتي تتطابق بشكل مدهش، مع هذا الاكتشاف.

التعليقات