كائنات يمكنها تحمل الظروف القاسية على سطح المريخ

تُعرف ظروف الكوكب الأحمر بأنها صعبة، حيث يبلغ متوسط درجة حرارة سطح المريخ -63 درجة مئوية، يمكن أن تنخفض إلى -145 درجة في المناطق القطبية.

كائنات يمكنها تحمل الظروف القاسية على سطح المريخ

توضيحية (pixabay)

خلصت دراسة روسية حديثة، إلى أن الكائنات الحية الدقيقة قادرة على تحمل الظروف القاسية على سطح المريخ، ما يمكن أن يساعد في توسيع مدى الاستكشاف البشري للفضاء.

الدراسة أجراها باحثون بجامعة موسكو الحكومية، ونشروا نتائجها في العدد الأخير من دورية (Extremophiles) العلمية.

وبحسب الفريق، كان الهدف من الدراسة التحقق مما إذا كانت الكائنات الحية الدقيقة قادرة على تحمل الظروف القاسية على المريخ.

وتُعرف ظروف الكوكب الأحمر بأنها صعبة، حيث يبلغ متوسط درجة حرارة سطح المريخ -63 درجة مئوية، يمكن أن تنخفض إلى -145 درجة في المناطق القطبية.

في الوقت ذاته، فالضغط الجوي على المريخ أقل بنحو 170 مرة من ذاك الموجود على الأرض، كما يحوي المريخ أشعة فوق بنفسجية قوية.

وللوصول إلى نتائج الدراسة درس الباحثون الكائنات الدقيقة في بيئة تحاكي ظروف المريخ، مع التركيز على آثار الإشعاع.

كما درس البحث مقاومة الإشعاع لدى المجتمعات الميكروبية في الصخور الرسوبية المجمدة، ضمن الحرارة والضغط المنخفضين، حيث تشبه هذه الصخور، الحطام الصخري وهي طبقة غير متجانسة تغطي الصخور وتتألف من الغبار والتراب والصخور المتكسرة على سطح المريخ.

وأظهرت النتائج أن المجتمعات الميكروبية أظهرت مقاومة عالية للظروف التي تحاكي بيئة المريخ، وظل العدد الكلي للخلايا بدائية النواة وكذلك عدد الخلايا البكتيرية النشطة، تحت مستوى السيطرة بعد تطبيق الإشعاع عالي الطاقة.

ووجد الباحثون أن عدد الخلايا النشطة المرتبطة بعملية التمثيل الغذائي للميكروبات انخفض بنحو 3 أضعاف، إلا أن الباحثين أشاروا إلى أن سبب زوالها كان نتيجة التغير الفسيولوجي للتكيف على الوضع القائم بدلا من الموت.

وقال الباحث الرئيس للدراسة، فلاديمير شيبستوف، إن "نتائج الدراسة تجعل من الممكن افتراض أن النظم البيئية الافتراضية للمريخ، يمكن الحفاظ عليها ضمن الطبقة السطحية من الحطام الصخري المحمي من الأشعة فوق البنفسجية، لمدة لا تقل عن 1.3 مليون سنة، وعلى عمق مترين لمدة لا تقل عن 3.3 مليون سنة، وعلى عمق 5 أمتار لمدة لا تقل عن 20 مليون سنة".

أوضح شيبستوف أن البيانات التي حصل عليها الباحثين، يمكن تطبيقها، بهدف تقييم إمكانية الكشف عن الكائنات المجهرية القابلة للحياة، على أجزاء أخرى من النظام الشمسي وداخل الأجسام الصغيرة في الفضاء الخارجي.

وتخطط وكالة الفضاء والطيران الأميركية "ناسا" على المدى الطويل، إلى إنزال رواد فضاء على سطح المريخ في منتصف ثلاثينيات القرن الجاري.

ومنذ عام 2004 أرسلت "ناسا" مركبات فضاء غير مأهولة؛ أبرزها المسباران "كوريوسيتي" و"أبورتسونيتي"، إلى كوكب المريخ، وأرسلت المركبات صورًا عديدة إلى الأرض، وتواصل إجراء أبحاث على سطح الكوكب الأحمر.

ويهدف مشروع "مارس ون" الذي ترعاه "ناسا"، إلى إرسال مجموعة من الأشخاص في رحلة ذهاب بلا عودة إلى سطح المريخ للعيش عليه، مع العمل في نفس الوقت على تصويرها وتسويقها كعرض تلفزيوني، وبالفعل تطوع 200 ألف شخص تقريبا من 140 دولة حتى اليوم للقيام بالرحلة.

التعليقات