دراسة: نعت "السمينة" للمراهقات يؤدّي لاضطّرابات الأكل لاحقًا

أظهرت دراسة أميركية جديدة أنّ الوصمات المرتبطة بالوزن الزّائد والازدراء الاجتماعيّ للأفراد وإطلاق نعت "سمينة" على الفتيات المراهقات يرتبط ارتباطًا وثيقًا باضطّرابات الشّهيّة فيما بعد.

دراسة: نعت

(pixabay)

أظهرت دراسة أميركية جديدة أنّ الوصمات المرتبطة بالوزن الزّائد والازدراء الاجتماعيّ للأفراد وإطلاق نعت "سمينة" على الفتيات المراهقات يرتبط ارتباطًا وثيقًا باضطّرابات الشّهيّة فيما بعد.

وكانت دراساتٌ عديدة سابقة بحثت العلاقة بين التّعرّض للمضايقات بسبب السّمنة واضطرابات الأكل والسّلوكيّات غير الصّحيّة لدى الفتيان والفتيات، لكنّ المميّز والجديد في هذا البحث كونه يبحث العلاقة بينهما على المدى البعيد.

وقال أستاذ علم النفس في جامعة كاليفورنيا بلوس أنجليس وقائد فريق البحث، جيفري هنجر، إنّ " كيفية الحديث بشأن الوزن خاصة مع الفتيات الصغيرات يمكن فعليا أن يكون له تأثيرات سلبية على الصحة العقلية والبدنية".

وأضاف أنّ "نعت الفتيات الصغيرات بلفظ ’سمينة جدا‘ لن يؤدي أبدا لسلوكيات صحية إيجابية، وإنما ببساطة ستنتج عنه صورة سلبية عن الجسد وممارسات غير صحية للتحكم في الوزن واضطرابات الأكل".

وفحص هنجر وأحد زملائه بيانات 2036 فتاة شاركن في هذه الدراسة الأكبر نطاقًا والأطول من حيث الفترة الزمنية، فسألا الفتيات في سن الرابعة عشرة إن كن تعرضن لوصف ”سمينة جدًّا“ من جانب الآباء، والأشقاء، والصديقات، والأصدقاء، المعلمين أو غيرهم من المراهقين.

وفي سن 14 و19 عامًا أجابت نفسُ الفتيات على استبيان يهدف لتقييم السلوكيات غير الصحية للتحكم في الوزن والميل للنهم (البوليميا) والرغبة في النحافة وعدم الرضا عن شكل الجسد. وسئلَت الفتيات إن كن مارسن سلوكيات غير صحية في الثلاثين يوما الماضية مثل عدم الأكل أو التقيؤ عمدًا أو تناول أقراص حمية غذائية أو ملينات، وفي سنّ 19 وُجِّهت للفتيات أسئلة بشأن التدخين والتخلي عن بعض الوجبات كوسائل للتحكم في الوزن.

واكتشف الباحثون أن معدلات إصابة الفتيات -اللاتي أُطلق عليهن نعتٌ متعلّق بالوزن في سن الرابعة عشرة- باضطرابات الأكل في سن التاسعة عشرة كانت أعلى بالمقارنة مع فتيات لم يتم نعتهن بصفة سمينة في نفس السن.

وكشفت الدراسة أيضًا أن إطلاقَ نعت "السمينة" على الفتاة من قِبَلِ أفراد الأسرة، يرفع احتمالات الإصابة باضطّرابات الأكل لاحقًا، مقارنةً بإطلاق النّعت ذاته من قِبَلِ أشخاصٍ من خارج الأسرة.

وقال هنجر إن أهم ما في الأمر هو أن الأبوين إذا ساورهما شك بأن طفلهما يعاني من اضطراب في الأكل، ينبغي أن يعرضا الطفل على متخصص لتقييم حالته. وإضافة إلى ذلك فإنّ بإمكانهما ترسيخ صورة إيجابية عن الجسد وسلوكيات الأكل الصحية لأطفالهما بطرق متنوعة.

وأضاف: "يمكنهما إبعاد الوزن عن أحاديثهم تمامًا عندما يناقشون أمورًا صحية مع الأطفال". ثمّ اقترح أن يكون الأبوان نموذجًا يحتذي به الأبناء في صورة الجسد الإيجابية والسلوكيات الصحية.

 

التعليقات