الصين وطموحاتها الفضائية على المريخ والقمر

تستعد الصين خلال الشهر الحالي، في خطوة تاريخية، لإطلاق أول مهمة لها من جزيرة هاينان المدارية جنوبي البلاد إلى المريخ، ووضع مسبارها حول مداره ليهبط على سطحه، ويخرج منه "روبوت" مسيّر لإجراء تحاليل.

الصين وطموحاتها الفضائية على المريخ والقمر

توضيحية (pixabay)

تستعد الصين خلال الشهر الحالي، في خطوة تاريخية، لإطلاق أول مهمة لها من جزيرة هاينان المدارية جنوبي البلاد إلى المريخ، ووضع مسبارها حول مداره ليهبط على سطحه، ويخرج منه "روبوت" مسيّر لإجراء تحاليل.

وسميت المهمة "تيانوين-1" (أسئلة إلى الفضاء) تيمنًا بقصيدة من الصين القديمة تتناول موضوع علم الفلك خصوصًا، وسيحتاج المسبار إلى أشهر عدة لقطع مسافة 55 مليون كيلومتر الفاصلة بين الأرض والمريخ هذه الفترة.

وذكر التلفزيون الوطني الصيني أن أحد المسؤولين في البرنامج توقع وصول المسبار إلى مستوى الكوكب الأحمر بحلول شهر شباط/ فبراير عام 2021، ليبدأ بعدها الروبوت بإجراء تحاليل للتربة والغلاف الجوي، والتقاط صور، والمساهمة في مسح المريخ، والبحث عن آثار لحياة سابقة عليه.

وقال المحلل لدى موقع "غوتايكونوتس.كوم" المتخصص في برنامج الصين الفضائي، تشين لان، إن "أهداف الصين لا تختلف عن أهداف دول أخرى، فهي تريد تحسين قدراتها، واستكشاف الكون، والاستثمار في موارد مستقبلية، وفي نهاية المطاف زيادة نفوذها السياسي وتعزيز صورتها".

وقال كبير مهندسي المسبار، سون زيجو، إن عمل الروبوت على سطح المريخ سيستمر لحوالي ثلاثة أشهر، علمًا أن السلطات الصينية غالبًا ما تحجم عن التصريح قبل مشاريعها الفضائية التي يشرف عليها الجيش.

وأرسلت الصين روبوتين صغيرين مسيّرين إلى خارج الأرض هما "أرنب اليشم 1"، و"أرنب اليشم 2"، ليهبطا على القمر في العامين 2013 و2019 على التوالي، وحط المسبار الثاني على الجانب المظلم للقمر في سابقة عالمية.

وأشار عالم الفلك في مركز "هارفرد-سميثونيان" لعلم الفيزياء الفلكية في الولايات المتحدة، جوناثان ماكدويل، إن "مسبارات أرنب اليشم شكلت تدريبًا جيدًا لأن أرض القمر والمريخ متشابهتان عمومًا، إلا أن المسافة الأكبر بكثير مع الأرض قد تؤدي إلى بطء في الاتصالات، ورحلة أكثر عرضة إلى الخلل".

وأنهت الصين التي تستثمر مليارات الدولارات في برنامجها الفضائي، في حزيران/ يونيو الماضي، نظامها الملاحي "بايدو" الذي تأمل عبره بإرسال رحلة مأهولة إلى القمر بعد عقد، كما تنوي تشكيل محطة فضائية كبيرة بحلول عام 2022 ما يسمح لها نظريًا بإبقاء رواد فضاء بشكل متواصل في الفضاء.

وتجدر الإشارة إلى أنه سبق للصين أن حاولت في عام 2011 خلال مهمة مشتركة مع روسيا، إرسال مسبار صغير باتجاه المريخ، إلا أن المحاولة باءت بالفشل عند عجز الصاروخ الروسي عن الوصول إلى مدار مرحلي في طريقه إلى المريخ، لتسقط كل التجهيزات باتجاه الأرض وتفكك جزئيًا بالغلاف الجوي.

التعليقات