الهند: "أمطار لا مثيل لها منذ نصف قرن".. 115 قتيلا وإجلاء 150 ألف مواطن

يبحث رجال الانقاذ، السبت، في الوحل والركام آملين في العثور على ناجين بعد انزلاقات تربة وفيضانات أودت بـ115 شخصًا على الأقل في غربي الهند الذي تجتاحه أمطار موسمية، مع إجلاء نحو 150 ألف مواطن.

الهند:

الهند (أ ب)

يبحث رجال الانقاذ، السبت، في الوحل والركام آملين في العثور على ناجين بعد انزلاقات تربة وفيضانات أودت بـ115 شخصًا على الأقل في غربي الهند الذي تجتاحه أمطار موسمية، مع إجلاء نحو 150 ألف مواطن.

وقال وزير الصحة في غوا، فيشواجيت راني "خسر السكان كل شيء تقريبا" مشيرا إلى أن الولاية لم تشهد مثل هذه الأمطار الغزيرة منذ نصف قرن.

وأضاف أن أكثر من ألف منزل في المنطقة أصيبت بأضرار جسيمة بعدما اجتاحتها السيول.

وفيضانات غوا هي الأسوأ منذ عقود، وفقا لرئيس وزرائها برامود ساوانت الذي قال إن الرياح الموسمية تسببت في "أضرار هائلة" لكن لم تقع إصابات بخلاف ولاية ماهاراشترا المجاورة حيث قتل 76 شخصا.

ووقع انزلاق للتربة في قرية تالييه في جنوب بومباي أدى إلى انهيار مبنيين إسمنتيين وعشرات المنازل في دقائق، كما قال شهود لوكالة "فرانس برس".

وقال ديليب باندي الذي شاهد الكارثة مساء الخميس "حدث ذلك بسرعة كبيرة" مضيفا لوكالة فرانس برس "سمع دوي هائل وانهارت القرية".

وأمضى عمال الإنقاذ ساعات في محاولة العثور على ناجين لكنهم انتشلوا جثثا فقط، وقد تسبب انزلاق التربة بنصف الوفيات المرتبطة بالرياح الموسمية البالغ عددها 76 والتي سجلت في ولاية ماهاراشترا.

وأشارت حكومة ولاية مهاراشترا وعاصمتها بومباي، إلى أن 59 شخصًا على الأقل ما زالوا في عداد المفقودين، بعد وقوع عدة حوادث مرتبطة بالامطار الموسمية من فيضانات وانزلاقات تربة وغيرها.

وقال المسؤول عن إدارة الكوارث في منطقة ريغاد، جنوب بومباي، ساغار باتاك، لوكالة "فرانس برس" إن "43 شخصا قضوا في ثلاثة انزلاقات تربة بالمنطقة. وتتواصل عمليات الإغاثة".

الهند (أ ب)

وقال المتحدث باسم حكومة ماهاراشترا انيرودا اشتابوتري لوكالة فرانس برس إن شخصين آخرين لقيا حتفهما في انزلاقات تربة في منطقة ساتارا، وفُقد نحو 15.

وأوضح مسؤولون أن الأمطار الغزيرة تسببت بفيضانات في العديد من مناطق ولاية كارناتاكا (جنوب غرب) ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وأدى الى إجلاء تسعة آلاف شخص.

كذلك، تم الابلاغ عن وقوع ثمانية انزلاقات تربة من بينها واحد أدى إلى خروج قطار عن مساره. وأصدر خبراء الأرصاد إنذارا أحمر للمناطق الساحلية وتوقعوا أن تستمر الامطار الغزيرة لثلاثة أيام أخرى.

وتشارك وحدات من سلاح الجو والبحرية في جهود الإنقاذ بعدما تسببت الأمطار بفيضانات عزلت آلاف المواطنين، إلا أن عمليات الانقاذ تتعرقل بسبب انزلاقات التربة التي قطعت الطرق، ومن بينها الطريق السريع الرئيسي الذي يربط بومباي بغوا.

ووصل مستوى المياه إلى 3,5 أمتار في مناطق بمدينة تشيبلون التي تبعد 250 كيلومترا عن بومباي، بعد 24 ساعة من هطول الأمطار بدون توقف ما تسبب بفيضان نهر فاشيشتي وغرق طرق ومنازل.

وقال رئيس وزراء ولاية مهارشترا أوداف ثاكيراي إن فرق الطوارئ تجد صعوبة في الوصول إلى أحياء معزولة في تشيبلون بسبب حالة الطرق وتضرر الجسور جراء الفيضانات.

ونشرت البحرية الهندية سبعة فرق إنقاذ مزودة زوارق مطاط وسترات نجاة وعوامات في المناطق المتضررة، إضافة إلى مروحية لنقل السكان المحاصرين جوا. ويرافق كل فريق غواصون متخصصون من البحرية.

وقال الجيش إن 15 فريقا ستتمركز خلال الليل في أكثر المناطق تضررا لإنقاذ الأشخاص المحاصرين وتقديم الإسعافات الأولية.

وأدى انزلاق للتربة في بلدة خيد المجاورة إلى إصابة عشرة أشخاص، وفقا لبيان صادر عن حكومة الولاية.

وأصدرت إدارة الأرصاد الجوية الهندية تحذيرات للعديد من المناطق في الولاية، تشير إلى استمرار هطول الأمطار الغزيرة خلال الأيام المقبلة.

واوضحت حكومة ولاية مهارشترا أن الأمطار الموسمية الغزيرة ترافقت مع تدفق كثيف للمياه من عدة سدود تعرضت للضغط جراء تراكم المخزون.

وتكثر الفيضانات وانزلاقات التربة خلال موسم الأمطار في الهند الذي يمتد من حزيران/ يونيو حتى أيلول/ سبتمبر، وتتسبب أيضا في انهيار مبان وجدران لا تلتزم معايير البناء.

وقتل أربعة أشخاص قبل فجر الجمعة في انهيار مبنى في حي فقير في بومباي، بعد أقل من أسبوع على مقتل ما لا يقل عن 34 شخصا بعدما سحقت منازل عدة بانهيار جدار وانزلاق للتربة في المدينة نفسها.

(أ ب)

وتسببت مياه الأمطار أيضا بإغراق مجمع لتنقية المياه ما أدى إلى تعطيل الإمدادات "في غالبية أنحاء بومباي"، وهي مدينة مترامية يبلغ عدد سكانها 20 مليون نسمة، كما قالت سلطاتها.

والشهر الماضي، قتل 12 شخصا بانهار مبنى في حي فقير في بومباي.

ويؤدي تغير المناخ إلى اشتداد الرياح الموسمية في الهند، وفقا لتقرير صادر عن معهد بوتسدام لبحوث تأثير المناخ نشر في نيسان/أبريل.

وحذّر التقرير من عواقب وخيمة محتملة على الغذاء والزراعة والاقتصاد ستؤثر على نحو خُمس سكان العالم.

والعام الماضي، كانت خمس من أكثر الظواهر المناخية القصوى كلفة في العالم مرتبطة بالرياح الموسمية الممطرة بشكل غير عادي في آسيا، وفقا لإحصاء أعدته مؤسسة "كريستشن إيد" الخيرية.

وعام 2013، لقي حوالى ستة آلاف شخص حتفهم عندما جرفت فيضانات وانزلاقات للتربة قرى بكاملها في ولاية أوتاراخند الهندية مع ارتفاع منسوب الأنهار بسبب الأمطار الموسمية.

وقال روكسي كول عالم المناخ في المعهد الهندي للأرصاد الجوية المدارية إن الفيضانات الموسمية وإن كانت متوقعة فإنها "غير مسبوقة".

وكتب على "تويتر": "نشهد ارتفاعا بمقدار ثلاث مرات في معدل هطول الأمطار الغزيرة التي تتسبب بفيضانات في كل أنحاء الهند".

التعليقات