"المسخ" | معرض رقميّ

 

مجموعة كريم أبو شقرة هي سلسلة من اللوحات، الّتي تجمع وتحوّل الصور المتكرّرة من أعماله السابقة، بطرق زاهية الألوان وسرياليّة، ولكنّها مزعجة في بعض الأحيان. يدمج الحيوانات والنباتات والطيور في ما يشبه المخلوقات الهجينة المتعدّدة العينين، وأشكالها الجديدة الغريبة الّتي تتكشّف عبر اللوحات، في فوضًى من التشويهات المحرجة وحتّى المؤلمة.

أسلوب أبو شقرة انتقائيّ، ويبدو أنّ لوحات الأكريليك الزاهية تُستلهم من التكعيبيّة والسرياليّة، وكذلك عناصر من الفنّ الشعبيّ، الّذي يفضّله العديد من معاصريه الفلسطينيّين، بمن فيهم عمّه الراحل عاصم أبو شقرة، كتأثير رئيسيّ. تختلف اللوحات أيضًا اختلافًا كبيرًا عن بعضها بعضًا؛ في كلّ قطعة، لا تنتقل الوحوش الهجينة للفنّان؛ من خلال تكوينات جسديّة جديدة فحسب، بل أيضًا من خلال تجارب جديدة بالنمط والطلاء.

وفقًا للفنّان نفسه؛ فإنّ هذه السلسلة "تُظهر" صور الحيوان ورموزه؛ وسيلةً لإدراك حدود الإنسان والإنسانيّة في عصرنا، وعلى هذا النحو، في بعض الصور، يظهر الحيوان والإنسان في وئام تكافليّ، يتّجهان إلى بعضهما بعضًا بحثًا عن المودّة، ويمتزجان معًا تقريبًا في المساحة المطليّة باللوحات، وفي حالات أخرى علاقتهما غريبة؛ تطفو سمكة مرسومة بدقّة فوق رجل متأمّل، وتتساءل عمّا إذا كان اللون الأزرق الّذي يغسل الصورة، هو بحرًا أو سماء؛ ممّا يجعل من رواقيّته سخيفة للغاية، ودعامة الديك شرسة ومكشوفة في منظور مفكّك، فوق النساء المسطّحات ذوات الأيدي الحزينة، والوجوه الّتي تبكي بشدّة. في كلّ مكان، يتفوّق الإنسان، بطريقة ما، على هجمة الشخصيّات الحيوانيّة.

 

تنشر فُسْحَة-ثقافيّة فلسطينيّة بعضًا من أعمال هذا المعرض.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

كريم أبو شقرة

 

وُلد في أمّ الفحم عام 1982، وترعرع في عائلة تشتهر بشغفها بالفنّ والإبداع، وتأثّر - بخاصّة - بالعمل الفنّيّ لعمّه الراحل عاصم أبو شقرة، الّذي دعم باستمرار شغفه بالفنّ وموهبته. إنّ أعمال أبو شقرة مستوحاة من قطع وأجزاء وشظايا، من ذكريات طفولته، الّتي تعكس ارتباطه العميق بالطبيعة ومحيطه.