دار نشر فلسطينيّة وحيدة في معرض القاهرة الدوليّ

ركن وزارة الثقافة الفلسطينيّة

(خاصّ من القاهرة)

تغيب دور النشر الفلسطينيّة، بوضوح، عن معرض القاهرة الدوليّ للكتاب، الذي تحتضنه أرض المعارض في مدينة نصر بالعاصمة المصريّة - القاهرة، حتّى العاشر من الشهر الجاري، وذلك بسبب ارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه (الدولار يساوي 20 جنيهًا)، وبالتالي ارتفاع أثمان الكتب بالعملة المحلّيّة إلى حدّ يفوق طاقة المواطن المصريّ الذي أرهقه ارتفاع الأسعار، بما فيها السلع الأساسيّة، وتقلّص قيمة الرواتب الشرائيّة، فلم يعد الكتاب أولويّة على الإطلاق.

تقول مديرة معرض فلسطين الدوليّ للكتاب، نوال حلس: 'نشارك، سنويًّا، في معرض القاهرة الدوليّ للكتاب، لما له من دلالات ثقافيّة وسياسيّة مهمّة، فهو من أهمّ المعارض العربيّة وأقدمها. الإصدارات المعروضة في الجناح الفلسطينيّ تعود لأبرز الكتّاب والمبدعين الفلسطينيّين، وتشمل مجالات عدّة؛ الثقافة، والتراث، والفنّ، والتاريخ، وغيرها. أمّا في ما يتعلّق بدور النشر الفلسطينيّة، فقد شاركت من خلال منح توكيلات لدور نشر مصريّة أو عربيّة، نظرًا لارتفاع تكاليف شحن الكتب من فلسطين إلى القاهرة، وبسبب الظروف السياسيّة'.

سمير الجندي

لا مشترين

'دار الجندي للنشر والتوزيع' هي دار النشر الفلسطينيّة الوحيدة المشاركة في المعرض. يقول صاحب الدار، سمير الجندي، حول مشاركتهم: 'شاركنا في المعرض ونحن على علم بأنّنا سنخسر بسبب ارتفاع الدولار مقابل الجنيه، إذ بلغ الدولار 20 جنيهًا، ما يجعل من تسويق كتبنا أمرًا صعبًا، فالكتاب الذي يُعرض في معارض أخرى بعشرين دولارًا، سيُباع، هنا، بملبغ 400 جنيه، وهذا المبلغ يساوي في حالات عدّة نصف راتب موظّف مصريّ، ولذلك، قدّمنا خصمًا يصل إلى 90% أحيانًا، ومع ذلك لا إقبال على شراء الكتب؛ الرواية التي تكلّف 400 جنيه نعرضها بخمسين جنيهًا وما من مشترين'.

وأشار الجندي إلى أنّ مشاركتهم تأتي من باب الانتصار لرسالة الدار الثقافيّة، وليس التجاريّة، فـ 'دار الجندي، على المستوى الثقافيّ، عربيًّا، بلغت مكانة مرتفعة ومهمّة، لكن على المستوى التجاريّ فلا شيء، صفر'، كما يقول.

وأخذ الجندي على وزارة الثقافة الفلسطينيّة تنازلها عن المساحة المجّانيّة (18 مترًا)، التي منحتها إدارة معرض القاهرة للوزارة، والتي تقدّمها الأخيرة، عادة، لدور النشر الفلسطينيّة المشاركة، 'وكوني المشارك الوحيد، فقد خسرت فرصة الحصول على المساحة المجّانيّة، على الرغم من علم الوزارة المسبق أنّني مشارك في المعرض، ما دفعني إلى شراء تسعة أمتار بـ 1300 دولار'، كما يقول، ويؤكّد: 'سألوني في وزارة الثقافة عن مشاركتي في معرض القاهرة الدوليّ للكتاب، ورددت عليهم بالإيجاب، ومع ذلك خسرنا الـ 18 مترًا المجّانيّة لصالح لا أحد. علينا أن نعيد حساباتنا وأن نكون على قدر المسؤوليّة. أنا أقدّر وزير الثقافة وأعتقد أنّ هذا القرار لم يصدر عنه، لكن ثمّة مشكلة واضحة'.

وأشار الجندي إلى أنّهم يعرضون في ركن الدار كتبًا فلسطينيّة مميّزة، صادرة عن دار الجندي للنشر والتوزيع، والمركز الفلسطينيّ للدراسات الإسرائيليّة 'مدار'، و'الأسوار' في عكّا، والاتّحاد العامّ للأدباء والكتّاب الفلسطينيّين.

عبد السلام عطاري

إحجام فلسطينيّ

من جهته، قال مدير دائرة الآداب والنشر في وزارة الثقافة، عبد السلام العطاري: 'تكون المشاركة الفلسطينيّة في معرض القاهرة الدوليّ للكتاب، عادة، من شقّين؛ الشقّ الرسميّ المتمثّل بجناح وزارة الثقافة الفلسطينيّة، والشقّ غير الرسميّ الذي يتعلّق بثمانية عشر مترًا مربّعًا تمنحها إدارة المعرض لفلسطين مجّانًا، وتُقدّم هذه المساحة للناشرين الفلسطينيّين'.

وأضاف: 'تواصلنا هذا العام مع العديد من الناشرين الفلسطينيّين، لكن، للأسف، وجدنا إحجامًا عن المشاركة، فتواصلنا مع إدارة المعرض بأنّه ليس هناك مَنْ يشغل هذه المساحة، لا سيّما أنّ وزارة الثقافة لا تبيع الكتب الصادرة عنها، والتي تطرحها في المعرض، وبالتالي لم نجد من المناسب أن تكون هناك مساحة فارغة باسم فلسطين في صالة الناشرين، وعليه خاطبنا الإدارة هنا، في القاهرة، للاستغناء عن هذه المساحة'.

وأكّد العطاري: 'ليس للوزارة أيّ علم عن أنّ أيّ دار نشر ستشارك في المعرض من فلسطين، وبالتالي، إذا شاركت أيّ دار باسم فلسطين، فذلك ليس عبر الوزارة'.

 

بديعة زيدان

 

 

صحافيّة متخصّصة في الشأن الثقافيّ بعامّة، والأدبيّ بخاصّة. تكتب لعدد من المنابر الفلسطينيّة والعربيّة. لها مقالات محكّمة في دوريّتي 'أوراق فلسطينيّة'، عن مؤسّسة ياسر عرفات، و'مشارف مقدسيّة'، عن اللجنة العليا للقدس عاصمة دائمة للثقافة العربيّة.