رسالة رام الله: أخبار البلاد الفلسطينية

المصدر: صحيفة "فلسطين".

موعد النشر: الثلاثاء، 20 كانون الأوّل 1932.

موقع النشر: جرايد.
 

طريق رام الله - يافا

رام الله في 16 كانون الأوّل - لمراسل فلسطين الخاصّ. ها قد مضى على صدور الإشاعة القائلة بفتح طريق تصل رام الله بيافا ما يقرب من سنة، وها قد مضى على التعهّد الّذي قطعه الأهالي الكرام هنا على أنفسهم لسعادة القائمقام، السيّد متري فراج، الّذي لا يألوا جهدًا في السهر على مصلحة البلد والحدب على منفعته، بدفع 300 جنيه للشروع بالعمل سنة ونيّف، وإلى الآن لم تدفع الجنيهات ولم تجمع ولم تفتح الطريق، فلم هذا التواني؟ ولم هذا القعود؟

علمت أنّ بعض العائلات جمعت المطلوب منها وبعض العائلات لم تقبل الدفع، فلماذا؟ وهل من دخل للحزبيّات في المصلحة العامّة؟

إنّ طريقًا تصل رام الله بيافا، ويافا هي البلدة الأولى الّتي ترسل المصطافين إلى رام الله، لتعود على رام الله خصوصًا بأجزل الفوائد، وعلى المصطافين بالاقتصاد في نفقاتهم، فلماذا لا نرى الأهالي يهتمّون بفتح هذه الطريق، ألا يحبّون مصلحة بلدهم ونجاحه وتقدّمه؟

"جرانت هول"

تمّ الاتّفاق بين الفرندز والمقاول عيسى غطّاس على بناء الدار الجديدة الّتي ستُدعى "جرانت هول"، تكريمًا للدكتور جرانت وزوجته اللّذين فتحا أوّل مدرسة للفرندز برام الله.

والّذي تبرّع بالمال لبناء هذه الدار هو أخو الدكتور جرانت المذكور.

فليعتبر أغنياؤنا وليتّعظوا!

الحكم على مختار

كان أمس الأوّل موعد النظر في قضيّة خليل عبد الغني من مزرعة شريتح، في المحكمة المركزيّة بالقدس، وكان من شهود هذه القضيّة المقامة على خليل المذكور من طرف مدير الجمرك، مختار قرية المزرعة، وكان هذا المختار قد غيّر شهادته، وبعد أن اقتنع القاضيان البريطانيّان بتغيير الشهادة حكما عليه بدفع 50 جنيهًا، أو الحبس 6 أشهر، وقد استغرقت المحاكمة 6 ساعات، وسيُعزل المختار من وظيفته ليعتبر غيره به.

لضربة خنجر

كان المدعو يوسف أبو زرّ قد طعن عمّه بخنجر على بيادر البلدة، عندما كانا راجعين من النبي صالح لإيفاء نذر.

وكان الأمس موعد النظر في القضيّة في المحكمة المركزيّة، وكان يمثّل النيابة خير الدين بك بسيسو، ضابط بوليس رام الله، وكان الوكيل عن المدّعى عليه أبكاريوس بك، فحكم على المتّهم 6 أعوام.

تخاذل

في بدء هذه السنة الدراسيّة، قام الأهالي يطلبون من الحكومة أن تزيد في عدد الأساتذة في مدرسة الذكور الأميريّة، وأرسلوا أبناءهم زرافات زرافات للاكتتاب في المدرسة المذكورة. فوعدت إدارة المعارف بذلك، وطلبت من البلديّة مساعدتها، فقام أعضاء البلديّة الّذين تهمّهم مصلحة البلد الثقافيّة، وجمعوا من الأهالي نفقات للأساتذة المرغوب فيهم. غير أنّ كثيرين من الأهالي لم يدفعوا، فاندحر المتبرّعون أيّما اندحار، ولا تزال المسألة على حدّ قول العامّة "لا مطلّقة ولا معلّقة"، ونحن الآن نريد أن نسأل كلا الطرفين سؤالًا واحدًا هو: وماذا أنتم فاعلون؟

قلّة المطر

كان المطر حتّى الآن قليلًا، والفلّاحون يخشون أن تجفّ المزروعات فيموتوا جوعًا.

وقد حدّثني بعض العارفين بالزراعة قائلين: إذا لم ترسل السماء مطرًا في هذا الأسبوع، يُخشى على المزروعات أن تجفّ لا سمح الله بذلك. ونحن لا يسعنا إلّا أن نقول "ألا لطف الله بالحال وترفّق بعباده الفلّاحين، وهم السلسلة الفقريّة في هذه الأمّة".

فرقة جوّالة فضاء رام الله

اجتمعت هذه الفرقة في الأسبوع الماضي، وقرّرت بالإجماع توزيع شارات في أيّام العيد المقبل، يصرف معظم دخلها لمساعدة المحتاجين في البلدة. وسيطلب رئيس الفرقة من أحد أعضاء الشرف البارزين أن يكون مراقبًا على الدخل وعلى طريقة صرفه، وهذه إن تحقّقت مبرّة لأعضاء فرقة الجوّالة نسجلها لهم فخورين.

عَمار: عودة بالزمن إلى ما قبل النكبة... رحلة دائمة تقدّمها فُسْحَة - ثقافيّة فلسطينيّة لقرّائها، ليقفوا على الحياة الثقافيّة والاجتماعيّة الّتي شهدتها فلسطين، وليكتشفوا تفاصيلها؛ وذلك من خلال الصحف والمجلّات والنشرات الّتي وصلت إلينا من تلك الفترة المطموسة والمسلوبة، والمتوفّرة في مختلف الأرشيفات المتاحة. ستنشر فُسْحَة، وعلى نحو دوريّ، موادّ مختارة من الصحافة الفلسطينيّة قبل النكبة، ولا سيّما الثقافيّة؛ لنذكر، ونشتاق، ونعود.