كيف قاومت جدّتي المستعمِر في مخيّم عين السلطان؟

امرأة فلسطينيّة لاجئة (صورة توضيحيّة) | سيرين أسير

 

ثمّة مَنْ قد يرى في الكتابة عن جدّتي نوعًا من الرفاهة الاجتماعيّة؛ فنحن اعتدنا على جدّاتنا يقعدن أمام الباب نطرح عليهنّ السلام ليدعون لنا، وبات هذا جزءًا من حياتنا الطبيعيّة الّتي لا تحتاج إلى فلسفة، أو مقال قصصيّ يُبصِّر لنا أدوارهنّ في الحياة اليوميّة. وإنّ ما يجعل قصّة جدّتي تبدو جذّابة بعض الشيء، الطريقة الّتي قاومت بها المستعمِر الإسرائيليّ، يوم 5 يونيو/ حزيران 1967؛ ولهذا يُعَدّ حدث النكسة حدثًا غير طبيعيّ في تاريخ عائلتي.

في فلسطين تؤدّي جدّاتنا أدوارًا سياسيّة واجتماعيّة وثقافيّة واقتصاديّة، ولا نبالغ إن ارتفعنا بهنّ بالوصف إلى تقديمهنّ على أنّهنّ تاريخنا الشفويّ، وأرشيفنا الوطنيّ، وذاكرتنا المنطوقة الّتي تساعدنا على كتابة رواية مقنعة.

وبصرف النظر عن أنّني لم أرَ جدّتي، إلّا أنّني أجد في قصّتها شكلًا من أشكال المقاومة، والإصرار والعناد على البقاء والاستمرار في الحياة؛ فثَمّة العديد من الجدّات في فلسطين، فلّاحة وبدويّة ومدنيّة مباركة من الربّ، أو مغنّية يصدح صوتها بالأوف والعتابا، طيّبة وحنون أو ماكرة وخبيثة، لكنّهنّ في كلّ الأحوال يرين أنّ قضيّتهنّ قضيّة تحرّر من مستعمِر استيطانيّ، وهنّ لطالما ردّدن بأنّنا شعب اقتُلع من أرضه، ومصمّم على العودة إليها.

بالتركيز على جدّتي، يروي هذا المقال قصّة جدّة لم تعش حياة طبيعيّة لنفسها وعائلتها وجيرانها فحسب، بل جدّة صنعت تاريخ عائلة بقدرتها على مقاومة المستعمِر من جهة، ومقاومة سلطة جدّي وأبنائه من جهة ثانية. أمّا بالنسبة إليّ، فجدّتي هي حكاية مقاومة.

 

من عجّور إلى "بلاد الله الواسعة"

لم تكتب جدّاتنا قصص حياتهنّ، لعدم قدرتهنّ على إنتاج رواية مكتوبة، لها حبكة وعقدة وشخصيّات وأحداث ولغة جميلة، وقد ظلّ جزء رئيسيّ من حكايتنا مشتَّتًا وضائعًا، أمام مستعمِر لم يتوانَ عن سرقة التاريخ، كما الأرض والإنسان؛ ولهذا يشعر الفلسطينيّ أحيانًا بأنّ التاريخ الشفويّ بات ملاذه لتشكيل ممارسة يوميّة (فرديّة أو جماعيّة) يستغلّها، بوصفها أداة لترسيخ أعمال المقاومة وتعزيزها، وتحفيز غريزة الفلسطينيّين لكتابة ذاكرتهم؛ رغبة منه في استرجاع الماضي من أجل فهم الحاضر والمستقبل. وقد أدركت جدّاتنا أهمّيّة العلاقة بين الذاكرة والهويّة في حياتهنّ اليوميّة، لا بصفتها مسألة لتعبئة فراغ هذا اليوم أو ذاك، بل لصياغة رواية مقنعة، وتأكيد أهمّيّتها بنقلها إلى أبنائها وبناتها وأحفادها.

 

من قرية "عجّور" المهجّرة عام 1948

 

ولأنّ جدّتي، فاطمة صبيح محارمة، طُردت قسرًا من بيتها في قرية عجّور عام 1948، فقد قرّرت ألّا تعيد الكَرّة من جديد في يوم 5 حزيران (يونيو) 1967؛ فمشهد التهجير والعيش في الخيام لمدّة ثلاث سنوات، لعائلة تتكوّن من جدّ وجدّة ومجموعة من الأبناء والبنات، إثر طرد العصابات الصهيونيّة الفلسطينيّين من قراهم، بما فيها قرية عجّور، سيكون حدثًا مفصليًّا في قرارات جدّتي، ليحوّلها بعد ذلك إلى ثائرة، لا ضدّ سلطة مستعمِر فحسب، بل ضدّ سلطة ذكوريّة يمتلكها جدّي وأبناؤه؛ فما معنى أن تقرّر جدّتي يوم 5 حزيران (يونيو) ألّا تُهجَّر عائلتنا، مثل جلّ الفلسطينيّين الّذين هُجّروا من منطقة الأغوار إلى نهر الأردنّ شرقًا؟

تبدأ القصّة في 15 أيّار (مايو) 1948، وهو اليوم الّذي طُردت فيه جدّتي من بيتها، كباقي الفلسطينيّين الّذين طُردوا من أرضهم، وبما أنّ فهمنا لعمليّة الطرد تطوّر مع الزمن، فلم تُدرك جدّتي أنّها أمام حدثٍ مفصليّ يُعَدّ الحمض النوويّ للدولة اليهوديّة الحديثة من جهة، والمخاض العسير لولادة مشكلة اللاجئين الفلسطينيّين من جهة ثانية.

بدأت القصّة برحلة طرد من قرية عجّور إلى "بلاد الله الواسعة" كما كانت تقول جدّتي؛ فبعد ثلاث سنوات من العيش في الخيام، في منطقة قريبة من جبال الخليل، شاع خبر بين الناس مفاده أنّ "وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيّين - الأونروا"، الّتي تأسّست في أعقاب النكبة، تعطي الفلسطينيّين مساكن في منطقة الأغوار، وإثر هذا النداء ارتحلت جدّتي وعائلتي - مثل بقيّة اللاجئين - إلى منطقة الأغوار، ومكثوا في مخيّم عين السلطان، منذ عام 1951 إلى عام 1967.

وفي منتصف يوم الإثنين، الموافق 5 حزيران (يونيو) 1967، بدأت الحرب الإسرائيليّة الثانية لتهجير الفلسطينيّين، والاستيلاء على أرضهم وأراضٍ عربيّة.

في اليوم نفسه تبدأ محطّة مفصليّة في قصّة جدّتي؛ فعلى وقع قصف الطائرات الإسرائيليّة، حصل جدل استمرّ ثلاث ساعات متواصلة، بين جدّتي من جهة وجدّي وأبنائه من جهة ثانية، وكانت حجّة جدّتي حينذاك أنّها لن تترك أرضها كما فعلت في المرّة الأولى، فجدّي وأبناؤه يطالبون جدّتي بالمسير شرقًا نحو نهر الأردنّ؛ خوفًا على أنفسهم من قصف الطائرات الإسرائيليّة، وتدمير ممتلكاتهم في مخيّم عين السلطان، بينما ترفض جدّتي هذا العرض لتحسم الجدل بالقول: "لن أكرّر الماضي القريب، ولن أضحّي بالبيت الّذي أُقيم فيه".

هذا التدخّل حسم الموقف نهائيًّا أمام مغادرة عائلتي إلى شرق الأردنّ، وهي الّتي اقترحت على جدّي وأبنائه أن يمكثوا ليلة واحدة تحت شجرة في أحد بساتين الحمضيّات، الّتي تبعد كيلومترًا واحدًا عن مكان إقامتهم في مخيّم عين السلطان، ظنًّا منها أنّ الطائرات الإسرائيليّة لن تقصف بساتين الحمضيّات.

نجحت حيلة جدّتي؛ أقنعت جدّي وأبناءه بالبقاء ليلة واحدة في أحد البساتين، رغمًا عن قصف الطائرات الإسرائيليّة، وقد مثّل الشاعر الفلسطينيّ تميم البرغوثي جدّتي تحديدًا وجدّاتنا عمومًا بأفضل وصف، حين قال: "تهدّ اعتبارات السياسة كلّها إذا ذهبت تحت القنابل تخبز/ وقد وضعت حكّامها في مناخلَ وقامت تنقّي ما تشاء وتفرز/ وفي قولها عند الخصام فصاحة أدقّ من العقد الفريد وأوجز". بالفعل صدق ظنّ جدّتي؛ فلم تقصف الطائرات الإسرائيليّة بساتين الحمضيّات.

وخلافًا لاعتبارات السياسة الّتي تطالب بحماية اللاجئين وممتلكاتهم؛ فقد مكثت عائلتي أيّامًا عدّة في أحد بساتين الحمضيّات، وبعد انتهاء الحرب عادت جدّتي وعائلتي إلى بيتهم في مخيّم عين السلطان، وتمكّنوا بفضل فصاحتها من المحافظة على عائلتنا في المخيّم؛ وبهذا جسّدت جدّتي انتصارًا على مستعمِر لم يتمكّن من طردها مرّة ثانية، وعلى سلطة ذكوريّة كادت تُفقدها فرصتها بالحياة على أرضها.

 

كيف نفسّر مقاومة جدّتي؟

تبدو المقاومة الّتي جسّدتها جدّتي غير مقنعة لمن لا يُدرك أهمّيّتها؛ فمن الصعب إقناع الناس بجدواها في ظلّ الاحتفاء المهمّ الّذي تحظى به المقاومة العلنيّة أو المنظّمة. وتُعَرَّف المقاومة اليوميّة على أنّها جملة من التكتيكات والأفعال الّتي يقوم بها الأفراد، بهدف البقاء على الأرض وتقويض هيمنة السلطة، وهي مفهوم نظريّ قدّمه جيمس سكوت (James Scott) في ثمانينات القرن الماضي، بهدف عرض نوع مختلف من أنواع المقاومة، الّتي تضمّ ممارسات يوميّة غير منظّمة أو غير مرئيّة؛ من قبيل السخرية وعدم الولاء والحيلة. ونحن في حياتنا اليوميّة نقوم بهذه الممارسات دون أن ندرك ذلك، وتبرز تحديدًا في سياقات تكون بها المقاومة أمرًا خطِرًا.

 

"مخيّم عين السلطان" عام 1950 | ICRC

 

هذه المقاومة فرضت علينا فهمًا جديدًا للسياسة؛ فقد جعلت الحياة اليوميّة تبدو كأنّها جزء رئيسيّ من الحياة السياسيّة. ففي التصاق مفهوم "اليوميّ" بمفهوم "المقاومة"، وفق مفهوم طرحه سكوت ويسمّيه "سياسة غير مرئيّة" (Infrapolitics)، تصبح هذه الممارسات اليوميّة الشائعة أفعالًا مستلّة من نمط حياة الناس أو طريقة عيشهم، وتجسيدًا مضادًّا لهيمنة السلطة، وإن كانت غير مرئيّة إلى حدّ ما، فهذا لأنّها نوع مختلف من أنواع المقاومة، لا يتواءم مع الفهم التقليديّ والمبسّط للسياسة وديناميّاتها؛ ولهذا جسّدت المقاومة اليوميّة، ومقاومة جدّتي تحديدًا، أداة من الأدوات الّتي يرفض بها المستعمَر القيود الّتي تفرضها السلطة الاستعماريّة.

لم يقف فهم المقاومة اليوميّة عند هذا الحدّ؛ إذ تعرّضت أطروحة سكوت لنقد واسع قدّمه العديد من الباحثين. هنا تحديدًا بدا أنّ نقد أطروحة سكوت ولّد تطويرًا ملهمًا لمفهوم المقاومة اليوميّة، لذا؛ فإنّ خصوصيّة نقد المقاومة اليوميّة، غالبًا ما ساعدت دراسات المقاومة اليوميّة، ولا سيّما في الأبحاث المختصّة بالنسويّة والعمّال والمهاجرين والأقلّيّات. وبالمثل فعلت دراسات أخرى، بالنظر إلى هذه الأفعال على أنّها مقاومة خفيّة، أو بالحيلة تحدث في سياقات يوميّة، وتكتسب بمرور الزمن أهمّيّة وشرعيّة؛ من طبيعة السلوك والفعل الجماعيّ المضادّ للسلطة.

في المُجمل، فإنّ هذه الأفعال الّتي برزت عند سكوت وغيره، لا تخلق بالضرورة نوعًا رسميًّا من السياسة، لكنّها بالتأكيد تواجه السياسة؛ فالناس لا يتصرّفون بشكل مجرّد، بل يتصرّفون بناءً على رغبتهم في رفض السلطة، وسلطة المستعمِر تحديدًا.

في حالة جدّاتنا، لا تكفي قراءة رسالة محمود درويش من المنفى، حينما قال: "كيف حال جدّتي؟ ... ألم تزل كعهدها تقعد عند الباب؟ تدعو لنا بالخير والشباب والثواب"، وكذلك لا تكفي أيضًا قراءة سكوت وغيره لفهم تحدّيهنّ للمستعمِر الإسرائيليّ؛ فجدّتي لم تقرأ درويش ولم تقرأ سكوت أيضًا، لذا؛ فليس من معنًى للمقاومة اليوميّة إن بقيت ممارسة طبيعيّة دون أن نفهمها أو نفسّرها، وليس من معنًى لها إن اعتبرنا كلّ ما تقوم به جدّاتنا أنّه مقاومة.

في حالة جدّتي، فإنّ حيلتها تُعتبر لحظة تاريخيّة، وإن أدركناها فهذا يعطينا جوابًا؛ لماذا المقاومة اليوميّة ضروريّة؟ فهذه المقاومة ليست حالة رومانسيّة أو دراميّة أو حكرًا على أحد؛ فهي جزء فرعيّ من حياة يوميّة، وتعبير عن رفض السلطة!

 

عن "الصمود"

ولسوء الحظ، فإنّنا نادرًا ما نختار أن نحكي قصص مقاومتنا اليوميّة، في وقت لا يعتبرها أبطالها أنّها مقاومة؛ وهنا تمكن قراءة المقاومة اليوميّة في الحالة الفلسطينيّة على أنّها "صمود"، وقد جاء في "المعجم الوسيط" أنّ الصمود يعني الثبات على الشيء والاستمرار فيه، وحسب "معجم الدوحة التاريخيّ للغة العربيّة"؛ فإنّ العرب استخدموا كلمة "صمود" للدلالة على الثبات، في عام 37 للهجرة/ 657 للميلاد.

في فلسطين، برز "الصمود" مصطلحًا سياسيًّا في سبعينات القرن الماضي وثمانيناته؛ وذلك للإشارة إلى الثبات والبقاء والتكامل، ورغم أهمّيّته، فقد خضع مفهوم "الصمود" لجدل نظريّ واسع، منذ الكتابات التأسيسيّة الّتي ظهرت في أعقاب الانتفاضة الفلسطينيّة الأولى، وبدأ يُعرَّف في حينه على أنّه شكل من أشكال المقاومة السلبيّة، قبل أن ينتهي به المطاف ليصبح نوعًا من المقامرة السياسيّة، للحصول على التمويل الدوليّ.

وبعيدًا عن اعتبارات المقامرة السياسيّة، اخترق مفهوم "الصمود" المجتمع الفلسطينيّ، وبات من الأمور المعدودة المتّفق عليها فلسطينيًّا؛ ولذلك تجده مُسْتَخْدَمًا عند الفلسطينيّين في الداخل والشتات، وعند أبناء المخيّمات والقرى والمدن، وعند الإسلاميّين واليساريّين والليبراليّين، وعند المثقّفين والكُتّاب والناشطين وغيرهم، فلا مجال للحصر؛ إذ إنّ الجميع عند مفهوم "الصمود" ثابت وساكن.

 

جيمس سكوت، صاحب نظريّة "المقاومة اليوميّة" أو "المقاومة بالحيلة"

 

أمّا المقاومة اليوميّة، فلا تحظى بهذا الإجماع الفلسطينيّ، فكلمة "مقاومة" - بغضّ النظر عن شكل المقاومة - تخيف الطبقة السياسيّة الفلسطينيّة؛ فقد تمنعهم من الحصول على التمويل الدوليّ، أو لا تناسب مصالحهم مع المستعمِر الاستيطانيّ.

"الصمود" بالنسبة إلى الفلسطينيّين ملاذ آمن، ووجبة سهلة المنال، حتّى لو أضحى "الصمود" اليوم سمة عامّة، لا تجسّد القيم النضاليّة للشعب الفلسطينيّ.

المقاومة كممارسة تحظى بأهمّيّة، بصفتها من مكوّنات الهويّة، وتعبيرًا عن التفاعل الاجتماعيّ بين الفلسطينيّين. في المقابل تُستخدم كلمة "الصمود" شكلًا من أشكال "المقاومة المحلّيّة"؛ بهدف التعبير عن البقاء والثبات. وعلى الرغم من أهمّيّة "الصمود"، إلّا أنّه بات يصوّر الفلسطينيّين ضحايا متلقّين للمساعدات والمعونات الدوليّة، وبدلًا من أن تمثّل هذه المقاومة رفضًا لسلطة المستعمِر وهيمنته، باتت طريقًا لدعم الاستعمار ووكلائه السياسيّين وتثبيتهم؛ ولهذا فإنّ الممارسات الاستعماريّة بالهيمنة على السياسة والسياسيّين، يجب – بالضرورة - أن تُجابَه بالمقاومة، والمقاومة اليوميّة تحديدًا؛ وذلك حتّى تستنهض الحركة الوطنيّة الفلسطينيّة نفسها، وتعيد الاعتبار إلى مشروع وطنيّ جامع يعيد الاعتبار إلى المقاومة.

 

على سبيل الختم

وحدها جدّتي باتت تمثّل بالنسبة إليّ رمزًا نضاليًّا وطنيًّا، في زمن غياب المقاومة الشعبيّة، و"الشعبيّة" هنا تعني المقاومة الجماهيريّة المنظّمة (دون الدخول في ثنائيّة السلميّ والمسلّح)، الّتي تضمن للفلسطينيّين رؤية وطنيّة فلسطينيّة واضحة؛ لمواجهة المشروع الاستعماريّ.

ربّما يَعتبر المستعمِر أنّ جدّاتنا لا حول لهنّ ولا قوّة؛ لأنّهنّ لم يحظين بفرصة تعليم وصحّة وحياة كريمة، فجدّتي على سبيل المثال لا تقرأ ولا تكتب، وربّما ثمّة مَنْ يرى أنّهنّ هُزِمن؛ إذ مرّ أكثر من 70 عامًا على طردهنّ من أرضهنّ، لكنّ مقاومة جدّاتنا ظلّت بالنسبة إلينا - نحن الفلسطينيّين - تمثّل ذاكرتنا اليوميّة، لندعم بها حقّنا بالثبات على هذه الأرض.

ليس لنا تاريخ آخر نكتبه عند تراجع وانحسار الهمم، سوى أن نكتب تاريخ مقاومتنا اليوميّة، أمّا لمن لا يحبّ، فلن تخسر المقاومة اليوميّة شيئًا، نحن فقط مَنْ سيخسر.

 

 

إيهاب محارمة

 

باحث فلسطينيّ يقيم في الدوحة. حاصل على الماجستير الأوّل في الدراسات الدوليّة من جامعة بيرزيت، والثاني في السياسات العامّة والتعاون الدوليّ من معهد الدوحة للدراسات العليا. شارك في مؤتمرات وملتقيات وورشات عمل في دول عربيّة وأوروبيّة عديدة، في مجالات متعدّدة، أبرزها الحوكمة، وسياسات تعزيز الحوار، والاندماج والهجرة، ومحاربة التغيّر المناخيّ، ودبلوماسيّة الاتّحاد الأوروبيّ، وما بعد الكولونياليّة، ودون ذلك.