وشمان على مؤخّرة الموت


الوشم الأوّل

لن يشكّل الموت فرقًا

 

بعد الصّرخة الثّلاثين

تتدحرج قلوبنا كالسّجائر النّاشفة

في الرّيح...

وتبتلّ أحذيتنا من دماء من سبقونا

ونكبر في كلّ يوم... عامًا كاملًا

نتوقّف عن عدّ الرّصاصات الواقفة

على قوالب أعياد الميلاد...

لا فرق إن تذكّرنا اسم أوّل معلّمة

رأينا عصافير تطير من خصرها

على مقاعد الدّراسة...

أو إن نسينا أرقام هواتفنا الطّارئة.

لم يعد مهمًّا إن قاطعنا جارٌ سمج

ونحن في منتصف حزننا

...

لن يشكّل الموت فرقًا كبيرًا

حين نخرج من بين أصابع

نصوص الآخرين مصابين

بحمّى الكآبة،

ولن يشكّل فرقًا أن نفقد عند

 مقصّ الرّقيب... ما تبقّى

...

لا فرق إن عشنا أحرارًا

عبيدًا

مماليك

جوارٍ

غلمانًا

فرسانًا

فقراءَ

محتالين

أو شرفاء

...

والأهمّ

لن يشكّل الموت فرقًا

إن قرأنا نصًّا مكتظًّا بالكآبة كهذا

قبل أن تموت


 

الوشم الثّاني

ما حاجتنا لمتّسعٍ من الوقت

 

لا وقت لدينا لنشتري علبة ثقاب

قبل موت خاطف...

ربّما ستنحتنا قذيفة أمام الباب

بين أصابعنا سجائرَ لم نشعلها بعد

وعلى الطّاولة كأسان من الرّمال

ونظرتنا إلى الطّين

...

لا وقت لدينا لنتبادل قبلة

قبل مصيرنا المخنوق...

ستأكلنا قذيفة ثانية وتَقِيؤنا في القبور

على شكل عاشقين

كما صور المعايدات

...

لا وقت لدينا لنصّ جديد

ستحرقه قذيفة ثالثة

وتبقى جثاميننا عالقة فوق المكتب

أمامها الكثير من الحسرة

...

لا وقت لدينا لأيّ شيء،

فالقذائف كقطعان الذّئاب

ينكبّ الجوع من أشداقها...

ونحن فريسة سهلة نرى الموت

ولا نجرؤ أن نَخِزَ الحياة

من مؤخّرتها كأطفال الشّوارع...

 ونلوذ بالفرار