جَمال

عدسة بكريّة صائب

 

سُلْماز شريف، شاعرة أميركيّة من أصول إيرانيّة، ومحاضرة في جامعة ستانفورد في ولاية كاليفورنيا. صدر ديوانها الأوّل، Look، عام 2016، ونُشرت أشعارها في مجلّات أدبيّة عالميّة مثل The New Republic، وGranta وPoetry، ومطبوعات أخرى. ترشّحت عام 2017 للقائمة النهائيّة في جائزة "القلم: تخطّي الهامش" الأميركيّة (PEN: The Open Book)، وحازت على عدّة جوائز، من بينها جائزة "الكتاب الأميركيّ" (American Book Award).

ننشر في فُسْحَة - ثقافيّة فلسطينيّة قصيدة لها بعنوان "جَمال"، ترجمتها بكريّة صائب عن الإنجليزيّة.

....................

موهبةٌ موسيقيّةٌ حريصةٌ هي الكلمات التي وصفتْ بها كريستيڤا حديث الاكتئاب

تنظيف مصفاة حوض المياه

الجبنة المذابة

خليط الموزْلي المنقوع بالحليب،

قد تمرّ حياتي هكذا

في انتظار بروز الجَمال

غدًا – أقول

الحياة شيءٌ يتحقّق عند الشروع فيه

البرّاد، ما تلتصق به المغنطيسات الضعيفة، والعرق متناثرٌ بعض الشيء في باطنه

كيسٌ من حبّات البَنْزَهيرِ المتجعّدة

أوراق جرجير حُفِظَتْ بالتبريد ثمّ تُرِكَتْ للدفء وأُعيدت للتبريد من جديد، لا تزال مخزّنةً بإحكام

لم ألمس أحدًا خلال عامٍ كامل

تمنيّتِ حضور الجَمال، وفي أحد الصباحات، تصادفين قشرةً زرقاء اللون تعود لبيضةٍ صغيرةٍ على درجات مدخل المبنى، انبسطتْ متفتّتةً وفحواها اختفى

التُهِمَ على الأغلب

سألني M إن كنتُ اتّخذتُ قرارًا في الماضي بشأن العيش وما الدافع

كذبتُ كما تكذبون على ذوي الميول الانتحاريّة

مرّاتٍ معدودة، أجبتُ – ليست هي الحال في معظم الأيّام

في معظم الصباحات

كلّا، ليس في الصباح

في الصباح لا أزال غضّةً كوليدةٍ

لا أزال حدثًا محتملًا، لا أزال ربّما —

عادةً بحدود الـ 3:00

عندما فارقتْ جدّتي الحياة، لم يصفوها بالجميلة في نصف القرن الأخير قبل مماتها على الأقلّ

لم يُنسب لها الجمال صفةً

جواربها المتساقطة، أسلوبها في التّفّ، في ضرب الساطور، العظام الصغيرة التي امتصّتْها بعنايةٍ استفرغتْ محتواها وكدّستها في صحنها، دون أن تلتفتَ إلى الآخرين، وحتمًا دون أن تنظر إليّ

 

 

  بكريّة صائب

 

كاتبة ومترجمة تعيش في فلسطين وتعمل في حقليّ اللغة والفنون البصريّة. درست اللسانيّات وتاريخ الفنّ في الجامعة العبريّة في القدس. أحد مؤسّسي مشروع "مُدَامْ"، وهو نصوص مترجمة حول الحدث التصويريّ والصورة.