ثلاثة نصوص

اختفاء آخر | سام فرانسيس، 1963

 

(1)


طيف

يا ليت وجودي
خفيفٌ
كخفّة انعكاس صورتي
على مرآة
ليتني صورة نفسي ولست نفسي
أو صورتي الّتي
تطفو بين وجه الماء والأثير
ليتني طيفي الخارج من الباب
أو ما يعلق منّي على وسادة
أو ما تبقّى منّي في كفٍّ أخرى
بعد مصافحة.
ليتني الملوحة على أدَمتي
أو بقيّة صوتي
آخر محادثةٍ هاتفيّة
ليتني
أخـ.. ت.. في

 


(2)


أيّها البعيد

هناك دائرة كبيرة جدًّا
رُسمت على الرمال
أقف أنا هنا، على الدائرة
وتقف أنت مقابلي.
ندور وندور
نزحف على مدارنا هذا
نهرول أحيانًا
لكنّنا في الحالتين
نسير بنفس السرعة
لذا لن نلتقي أبدًا
لكنّنا في نفس المدار
ونرى بعضنا دومًا في المدى
على أمل أن نلتقي
 


(3)


ذكرى هاربة

أودّ لو أبني علّيّةً صغيرة
أضع فيها ذكرياتٍ
لم أعد أذكرها
ذكرياتٍ لم تعد موجودةً في الدماغ
تلك الّتي امّحت منه طوعًا
أملأ العلّيّة بمشاهدَ يوميّةٍ عاديّةٍ لم تختزن
وأعطّرها بروائح ذَوَت
وأسمع فيها تسجيلات،
لأصواتٍ لم تترك أيّ إحساس
يحثّ عصب السمع
ليأخذها للذاكرة بغبطة.
وسأحضر علبًا مليئةً بسكاكرَ، لها
طعم الأشياء المنسيّة.
تنتقي ذاكرتي محتوياتها
كخمسينيٍّ ينتقي حبّات فاكهة.
فإلى أين تذهب حبّات الخوخ المكدومة؟
والذكريات المكدومة؟
إلى أقبية:
يسقط فيها كلّ ما سقط سهوًا.
لذا، سأبني علّيّةً صغيرة
أضع فيها ذكريات

 

 

أديل جرّار

 

 

معماريّة من فلسطين، من مواليد 1992، حاصلة على شهادة البكالوريوس في العمارة من جامعة بيرزيت، تكتب في الثقافة والفنّ، ومهتمّة في البحث في الثقافة البصريّة.