قصائد مترجمة عن الإسبانيّة

أنتونيو ساورا (1980)

 

لولا

فيديريكو غارثيا لوركا

 

رحماكِ يا جالسةْ...

وسطَ بيتكِ، واحدةٌ أنتِ

يا لابسة...

من بياضِ الرداء...

بين تلك السنابل والياسمين

كخطِّ استواء...

تنصتينَ لدهشة ماء النوافيرِ

ينسابُ في ساحِ دارِكْ...

لاصفرارِ نشيدٍ تَهدَّلَ وَهنًا

بِحلقِ كنارِكْ...

والمساءَ

تشدّينَ طَرفًا إلى شجر السرو

حيثُ ارتجافُ الحمامْ...

بينما، بِتأنٍّ شديدٍ

تطرِّزُ كفُّكِ في قطعةِ الخيشِ

بعضَ الكلامْ...

رحماكِ يا جالسةْ...

وسطَ بيتكِ، واحدةٌ أنتِ

يا لابسةْ...

من بياضِ الرداء...

رحماكِ، كم هوَ حجمُ العناء...

أن أقولَ: أحبُّك.

***

 

متلازمة

ماريو بينيديتي

 

لم يزَل جلُّ أسنانيَ الآنَ عندي

وإن لم تكُن كاملةْ...

شعرُ رأسي لديَّ

وإن هذَّبتهُ يدُ الشيبِ والخصلُ الخاملةْ

في يدي بعدُ أن أتقِنَ الحبَّ أو أُحسِنَ الإمتناعْ

وأن أصعدَ الدرجاتِ الطوالَ اثنتَين اثنتَينْ...

وأن أُزمِعَ الجريَ خلفَ القطارِ، على إثرهِ أربعينَ ذراعْ

وأن لا أطيلَ جلوسيَ شأنَ المُسنّينَ يحصونَ عُمرًا ببطنِ اليدَينْ

ولكنَّ ما كانَ مِن خطأٍ، كانَ غالي الثمَنْ

كيف لم أكتشِف كلَّ هذي التفاصيلِ منذُ زمَنْ

***

 

أحد ما...

ماريو بينيديتي

 

أحدٌ ما غسلَ الزنزانةْ

لا الدمُ ظلَ ولا طعمُ الويلات

أحدٌ ما زرعَ اسمكِ

في كلِ الأسوار

فما نجمٌ يحرسُ هذي الليلات

أحدٌ ما غسلَ الحقدَ المدفونَ

بكلْمةِ وُدٍّ مُهداهْ

ونساهْ

يلمعُ مثلَ المرآهْ

أحدٌ ما أضناهُ السؤلُ؛

إلامَ يسيرُ المرءُ أماما

ضحكاتٌ ترقصُ في الوهمِ كمزمارٍ، وعلامَ...؟

راح الديك يذيعُ نشيدَ الصبحِ، وهاما

ليظلَ القلقُ الأبديُ

يُحلّقُ فيكَ غماما...

أحدٌ ما كانَ يؤمّلُ أن يصبحَ نِدًا

والحظُ قليل...

أن تقفَ أمامَ الموتِ

لأمرٌ جِدُ ثقيل

أحدٌ ما غسلَ الزنزانةْ...

لا دمَ ظلَ

سوى أن الحزنَ أناخَ مكانَهْ

 

الجهات في شعر لوركا

فيديريكو غارثيا لوركا

 

الشمال؛

باردات النجوم

تراوحُ سقفَ الدروبْ...

والذين تروحُ مقاصدُهم

والذين تؤوبْ

في البراري الدخانْ

والمواشي تَنفَّسُ

دون صباحٍ تخطَّى الزمانْ

وبضربةِ فاسْ...

بَرارٍ وأوديةٌ - كالمراكب -

يشحنها قلقٌ والتباسْ

بضربة فاسْ...

 

الجنوب؛

الجنوبُ

السرابُ،

انعكاسْ...

ليس يختلف الآن

لو قلتُ نجمٌ، ولو قلتُ ذا برتقالْ...

ليس يفرقُ

لو قلتُ هذي سماءٌ

ولو قلت مجرىً وسالْ...

أو هو السهمُ!

آهٍ هو السهمُ

ذاك الجنوب

أجل، هو سهمُ ذهَبْ...

بلا هدفٍ، في الرياحِ نشَبْ...

 

الشرق؛

دراجٌ من العطرِ

يهبط صوبَ الجنوبْ...

جامعًا شاردات الطيوبْ...

 

الغرب؛

دراجٌ، ومِن قمرٍ قد تكوَّنْ...

يتسامَقُ صوبَ الشمالْ،

يتلوَّنْ...

 


 


بهاء الدين السيوف

 

 

شاعر ومترجم من مواليد عمّان، درس اللغة والأدب الإسبانيّين، ويترجم الشعر من الإسبانيّة إلى العربيّة. منصبّ على إعداد دراسات في اللسانيّات العامّة وأصول اللغة، ويعمل مدقّقًا لغويًّا في مجال الإعلام.