بثينة العيسى: أدين للواقع بكلّ ما أكتبه | حوار

بثينة العيسى

 

وُلِدَت الروائيّة الكويتيّة بثينة العيسى عام 1982، وفي عام 2004 نشرت روايتها الأولى «ارتطام لم يُسمع له دويّ». منذ ذلك الحين، نشرت العيسى  ستّة عشر كتابًا ما بين الرواية، وأدب الطفل، والنصوص النثريّة، كان آخرها رواية «السندباد الأعمى؛ أطلس البحر والحرب» (2021)، والّتي صدرت في نسختها  الفلسطينيّة عن «دار طباق للنشر والتوزيع».

توزّعت نشاطات العيسى ما بين الكتابة الروائيّة، والنشاط الثقافيّ، وورش الكتابة الإبداعيّة. وفي عام 2013، أطلقتْ مشروع «دار تكوين للنشر والتوزيع»، لتبدأ بتعريف نفسها بـ «بائعة كتب»، وهي الصفة الّتي تقول عنها أنّها تجعلها تشعر بتفوّق الواقع على الخيالات الروائيّة.

في هذا الحوار الّذي تجريه فُسْحَة – ثقافيّة فلسطينيّة، نتحدّث مع بثينة العيسى عن الرقابة على الكتب والأدب، ونشاطاتها الثقافيّة في «دار تكوين» وسوق الكتب المزوّرة، وعن الكتابة ووظيفتها في حياة الكاتبة الشخصيّة.

 

فُسْحَة: حصل تعديل جيّد لقانون منع الكتب المستوردة في الكويت قبل فترة وجيزة، ولا بدّ أنّ لجهودك في هذا السياق حصّة في التعديل. لكنّك متوجّسة من تطبيقه. كيف تنظرين إلى مستقبل مسألة الرقابة بعامّة؟ هل أنت متفائلة؟

بثينة: أعتقد أنّنا لا نملك ترف عدم التفاؤل، طالما أنّنا ما زلنا نحاول. لكنّ تعديل بنود القانون بذاته لا يكفي، إذ يحتاج الأمر أن يصاحب ذلك تغييرًا في الثقافة داخل أروقة وزارة الإعلام، وهو ما يحتاج إلى إرادة عُليا وسياديّة، الأمر الّذي قد يكون أصعب بمراحل من إجراء تعديل تشريعيّ، لكنّنا ما زلنا نحاول.

 

فُسْحَة: ما هي الأثمان الّتي دفعها القارئ الكويتيّ، ودفعتها أنتِ، جرّاء سياسة الرقابة؟ هل تشعرين بفرق واضح بين تاريخ القراءة في الكويت وفي بلدان أخرى لا تسنّ قوانين رقابة كهذه؟

بثينة: أنا لا أعتقد بأنّ القارئ هو الّذي يدفع ثمن الرقابة، وكما قلت سابقًا، للقرّاء غريزة القراصنة وهم يبرعون في مطاردة الكتب. لكنّ المتضرّر الأكبر هو دور النشر والمكتبات؛ أي الكيانات الّتي يفترض بها أن ترعى المناخ الثقافيّ، بصفته بيئة حاضنة لقيم الحرّيّة والتعدّديّة والحوار. ويمكن أن أذهب أبعد وأن أقول بأنّ المشكلة ليست تجاريّة بأيّ شكل، إذ يمكن لصاحب المكتبة الّذي مُنِعَ من بيع رواية «مئة عام من العزلة» لماركيز، أن يحرز ثورة من بيع كتب مُجازة ومقبولة من الجهاز الرقابيّ، كتاب «السرّ» مثلًا. والحقّ أن كتاب «مئة عام من العزلة» لن يحقّق رواج كتاب «السرّ» ولا غيره، لكنّها قضيّة مبدأ. ما من مكتبة تحترمُ نفسها تقبل ألّا يتوفر على أرففها كتاب مثل «مئة عام من العزلة» أو «أحدب نوتردام» أو «الجريمة والعقاب».. الأمر بالنسبة لي مُعيب.

 

فُسْحَة: تقولين في رواية «كبرتُ ونسيت أن أنسى» (2013)، على لسان إحدى شخصيّاتك، إنّ الكتابة ليست تفريغًا لاحتشاد نفسيّ أو إشارةً إلى جرح، بل صناعةٌ للاحتشاد والجرح. هل بإمكانك أن تحكي لنا كيف تنسجم هذه النظريّة مع تجربتك الكتابيّة؟

بثينة: الأمر ببساطة أنَّ مزاعم العامريّ الّذي ما «أنشد الأشعار إلا تداويا» تبدو لي غير مفهومة، لا لي، ولا حتّى له. إذ لم يسبق لي أن كتبتُ عن أمر لأتخلّص منه إلّا وأصبح حضوره أكثر كثافة وحدّة في حياتي. وعندما أفكّر في «المجنون» الّذي قالها، أتساءل لماذا ماتَ بهذا الشكل التراجيديّ إذا كان قد كتب كلّ هذا الشعر الشافي؟ ربما كان الجنس الوحيد الّذي يملك خواصّ شفائيّة (قراءة وكتابة) هو أدبُ الطفل. أو هكذا جاءت تجربتي أنا.

ويمكنُ القول بأنّني لا أنتمي لمدرسة العامريّ الّذي ينشدُ أشعاره للتداوي، بقدر ما يطيبُ لي أن أنتسب إلى مدرسة ابن زيدون في شطرهِ المشهور «يقضي علينا الأسى لولا تأسّينا»، أي أنّ الأمر يعتمد على قدرتنا على توليد العزاءات، والاحتفاء بها، وهذا شيءٌ يحدث غالبًا خارج الكتابة وداخل العالم. في فنجان قهوة ممتاز، لا في كتابة رواية.

 

فُسْحَة: أميل أحيانًا إلى نزع المادّة الأدبيّة أو الشعريّة عن هويّتها الجغرافيّة لصالح اللغة؛ فأفضّل مثلاً أن أتكلّم عن الشعريّة العربيّة وليس الشعريّة الفلسطينيّة أو الكويتيّة. للمكان حضور أكبر في الرواية. هل تعتبرين روايتك رواية كويتيّة بهذا المفهوم؟ كونها تَكْتُب المكان الكويتيّ؟

بثينة: نجيب محفوظ لم يغادر القاهرة ولم يكتب سواها، فهل كتبَ رواية مصريّة؟  لا أعتقدُ بأنّ الخصوصيّة تنزعُ عن الكتابة هويّتها العالميّة، بل العكس تمامًا، ومحفوظ تحديدًا حوّل الحارة المصريّة إلى ميدانٍ للتفلسف. أنا أقرأ كواباتا لكي أتخيّل الكيمونو وأشجار الكرز، وأعشق غارسيا ماركيز لأنّه أراني الحانات والأدغال الكولمبيّة. بل أذهب أبعد وأقول بأنّ السينما الإيرانيّة هي المفضّلة عندي – رغم تقصيري في الاطّلاع – لأنّها ابنة المكان، ولم يمنعني ذلك أبدًا من التعاطف (بل والتماهي) مع شخصيّات أصغر فرهادي أو عبّاس كيارستميّ مثلًا. وردًّا على سؤالك، الجواب هو نعم ولا. رواياتي تكتب المكان الكويتيّ، لكنّها ليست رواية كويتيّة. وكلمة رواية كويتيّة لها رنين مزعج في أذني، يذكّرني بالمطارات وتأشيرات الدخول.

 

فُسْحَة: قلتِ إنّ وظيفة الأدب هي قول المسكوت عنه. هل يحمّلك هذا وزر قول ما لا يُقال؟ ألا تفضّلين مناطق كتابيّة أكثر حرّيّة من ذلك؟

بثينة: المسكوت عنه ليس بالضرورة تابوهًا، وقوله ليس بالضرورة عمليّة تدنيس. ربّما أفهم الأمر أكثر من خلال فكرة كونديرا بأنّ الرواية «اللا الأخلاقيّة» هي الرواية الّتي (لا) تكشف وجهًا جديدًا من التجربة البشريّة.

إنّ «ما لا يقال» هو نطاق واسع يبدأ بالجوامع والبرلمانات والغرف المغلقة وينتهي بمأزق الحلّاج في قول ما لا تقدر عليه اللغة. إنّ استنطاق المسكوت عنه ليس وزرًا، بل هو الجانب المشاغب من العمليّة الكتابيّة وجزء عضويّ من اللعبة.

 

فُسْحَة: كتبك تحصد مبيعات كثيرة، مقروئيّتك عالية في العالم العربيّ. كيف يؤثّر ذلك على مشروعك الكتابيّ. أعني، هل تشعرين بثقل ما؟ بحصار من ذائقة القرّاء حول ماذا ينتظرون، ماذا أعجبهم أو لم يعجبهم؟

بثينة: أشعر بحاجة لكتابة المختلف. ليس فقط عمّا يكتبه الآخرون بل عمّا سبق لي كتابته، وأعتقد بأنّني سأفكّر بهذه الطريقة سواءً كانت عندي مقروئيّة عالية أم لا. إذا كتبتُ ما يتوقّعه منّي القرّاء، سأعتبر هذا إخفاقًا.

 

فُسْحَة: ربّما من الجوانب المظلمة لهذه المقروئيّة هو أنّني أردت أن أقرأ بعض رواياتك الّتي لم تصل إلى أراضي ٤٨. طلبت روايتين من متجر للكتب لأكتشف حين وصلتا إلى بيتي بأنّهما مزوّرتان. كيف تشعرين مع مسألة القرصنة والتزوير؟

بثينة: مشاعري متضاربة. من ناحية أعرف بأنّ نضج سوق الكتاب مرهون بوجود قوانين تحمي حقوق الناشر والمؤلّف والمترجم. من الناحية الثانية، عندما أفكّر بالقارئ في سوريا، أو ليبيا، أو اليمن، أو فلسطين، الّذي لا يعاني الفقر بالضرورة، بل العزلة. أتساءل ما الحلّ؟

لا أقترح التغاضي عن القرصنة والتزوير، بل أن تنهض دور النشر العربيّة بحلول فعّالة. ويبدو هذا كلامًا مثاليًّا جدًا؛ فدور النشر كيانات ربحيّة (وهذا ليس عيبًا)، لكنّها في الغالب لا تملك الملاءة الماليّة ولا الكوادر الكافية للعمل على هذا النطاق وفق دافع ثقافيّ بحت، وبربحيّة ضئيلة أو معدومة. بصراحة هذا مشروع دوَل، ودولنا لا تبالي.

يبدو لي أنّ الحلّ الأكثر فاعليّة هو في توفير طبعات فلسطينيّة وسوريّة ويمنيّة مثلًا، أسوة بالمصريّة والعراقيّة، من خلال ناشرين محلّيّين وبالتنسيق مع زملائهم الناشرين العرب، مثلما تفعل دار طباق في فلسطين  في السنوات الأخيرة. إنّ هذا حلّ معقول، لكنّه لا يحلّ المشكلة بالكامل. فماذا بشأن الكتب الّتي صدرت منذ 30 سنة مثلًا، ومن غير المجدي إعادة طبعها؟ ما نحتاجه هو خلق حلول محلّيّة لمشكلة عالميّة. لذا فالأمر يتوقّف على صاحب المشكلة الحقيقيّ؛ أي القارئ.

 

فُسْحَة: لا يمكن فصل صورتك ككاتبة عن صورتك كقارئة. وربّما جاءت «مكتبة تكوين» تحقيقًا مباشرًا لهذه الصورة. ماذا تعني لك «مكتبة تكوين»؟

بثينة: عندما أفكّر بنفسي كبائعة كتب، أشعر بأنَّ الأمر متخيّل. أنا امرأة شديدة الالتصاق بالواقع، وعندما يتفوّق الواقع على خيالاتي أجد الأمر غير معقول. ربّما لهذا السبب أعرّف نفسي دائمًا كـ «بائعة كتب»، باختصار لأنّ الأمر لا يُصدّق.

أمّا بالنسبة لـ «تكوين»، فهي تمنحني انفصالًا ميتافيزيقيًّا عن العالم المادّيّ. إنّ الساعات الّتي أقضيها هناك تبدو لي مُختَلَسة، مسروقة، خارج الزمن. مع مرور السنوات أصبح العمل أقلّ تطلّبًا لحضوري في المكان، فأنا عندي فريق ممتاز (أعظم فريق في العالم!)، وأصبحت مهامّ العمل تحتاج منّي البقاء في البيت، خلف شاشة كمبيوتر، أتخيّل شكل المرحلة القادمة ثمّ أطارد هذا الخيال وهكذا.

المهمّ أنّني غير محتاجة للذهاب إلى المكتبة إلّا ثلاثة أيّام في الشهر، لكنّني صدقًا أفقد توازني الداخليّ عندما لا أفعل. وقد عشتُ أيّامًا قاسية في حياتي، أقسى أيّام حياتي حتّى، عندما يمسُّ الضرّ أحد أولادي مثلًا. كنت دائمًا أركض إلى هناك، بلا وعي تقريبًا، أجلس على الأرض وأحدق في الأغلفة. أتصرّف بهذا الشكل على نحو غريزيّ، دون أن أفطن إلى حقيقة ما أفعله، لكن لاحقًا، عندما تصبح الأمور على ما يُرام (وهو ما يحدث فعلًا)، أفهم الأمر كما هو. إنّ المكتبة هي المكان الّذي يحافظ على تماسكي، وهو أكثر مكان في الدنيا أشعر فيه بالأمان. وهناك أحسّني تقريبًا منيعة أمام الواقع. الأمر واضح جدًا، ليس لي فحسب، بل حتّى للفريق المرابط في المكتبة، إذ نادرًا ما يتسبّب حضوري في إقامة حوار، وغالبًا ما أُترك وشأني، وقد انسحب الأمر عبر السنوات حتى على القرّاء الّذين يعرفون بأنّ وجودي في المكتبة لا يعني بالضرورة أنّني متاحة للدردشة، بل أنّني راغبة في الصمت.

  

فُسْحَة: أُهْمِلَتْ الكتابة الإبداعيّة ربّما في مناهج جميع أنظمة التعليم العربيّة. هل تعتقدين بأنّ ثقافة ورشات الكتابة الإبداعيّة من الممكن أن تتوسّع لتؤسّس لشيء جديد؟ لمجتمع كاتب، حيث الكتابة ليست ترفًا إنّما طريقة تعبير طبيعيّة وربّما فطريّة؟ حدّثينا عن أفكارك من خلال تجربتك في «تكوين».

بثينة: هل الكتابة طريقة تعبير فطريّة فعلًا؟ لا أدري. إنّ جودة المكتوب ترتبط بحساسيّتنا تجاه الأدوات، أي ما نسمّيه الصنعة. يمكننا أن نتحدّث برومانسيّة عن الرقص وشعورنا بالحرّيّة عندما نرقص، لكنّنا لا نرقص كيفما اتفق، منذ الباليه الروسيّ مرورًا بالدبكة الفلسطينيّة وانتهاءًا بالـ «السامري» الكويتيّ. إنّ ورش الكتابة تهدف في جوهرها إلى مضاعفة حساسيّتنا تجاه أدوات الكتابة. وأعتقدُ بأنَّنا أصبحنا أكثر انفتاحًا على ثقافة الورش، وأصبحنا أقلّ انغلاقًا على مشاريعنا الخاصة، وأكثر تطلّبًا عندما يتعلّق الأمر بتحرير النصوص وتجويدها. والأهمّ أنّنا أقلّ ادّعاءً بأنّنا مجموعة من الأنبياء المصطفين الّذين يخبطهم الوحي مثل صاعقة سماويّة، ويمخرون العالم مخفورين بشياطين الشعر وربّات الإلهام وكلّ ما هو ميتافيزيقيّ. ورش الكتابة تدنّس رومانسية النّص، إنّها تهبط به من السماء إلى الأرض، تجعله قابلًا للتشريح والجَرْحِ والتعديل.

 

فُسْحَة: كيف تجدين التوازن الفعليّ بين حياتك ككاتبة؛ الّتي تتطلّب هدوءًا ووقتًا وصفاء ذهن، وحياتك كصاحبة مشروع ثقافيّ يحمل قضايا جمعيّة ومسؤوليّات عامّة سياسيّة - بالمفهوم الواسع للسياسة، كتلك الّتي ترتبط بالرقابة على سبيل المثال لا الحصر؟

بثينة: أنا مدينة للواقع بكلّ ما أكتبه، ولا أعتقد بأنّني سأكتب ما يُعوَّل عليه إذا انفصلت عن واقعي. العمل الثقافيّ وقضايا الرقابة والتعليم ليست شيئًا أمام اليوميّ والعاديّ والبسيط، أمام حياتي كامرأة وهمومي الصغيرة كأمّ وواجباتي الاجتماعيّة. عندما كتبتُ «تحت أقدام الأمهات» (2009)، استغرقني الأمر ثلاث سنوات، كنتُ خلالها أمًّا لطفل عمره عامًا واحدًا، وحُبلى بولدي الثاني، وأدرس الماجستير وأعمل في وزارة الماليّة، ومضطّرة للذهاب إلى مكتبة الجامعة في الليالي للتحضير لاختباراتي. ومع ذلك، كنت قادرة دائمًا على أن أكتب. حتّى لو اختلست ثلاث ساعات من الوظيفة بعد أن أنجز مهامّي، حتّى لو جلست في آخر القاعة أثناء محاضرة مملّة وبدأت في التخيّل. إنّني أستغرب دائمًا من تلك الحجج الواهنة، الدبقة والمليئة برثاء الذات، عن عدم وجود «وقت». المشكلة هي عدم وجود نار جوّانية تجعلنا نكتب، الوقت مجرّد حجّة.

 

فُسْحَة: صِفِي لنا يومًا من أيّامك العاديّة. حصص الكتابة والعمل والقراءة والموسيقى والأطفال فيها، انشغالاتك الداخليّة والعامّة الّتي تشكّل جزءًا من حياتك اليوميّة.

بثينة: أقرأ من 30 إلى 60 صفحة يوميًّا. أمارس الرياضة 3 مرّات في الأسبوع. أتعلم العزف مرّتين في الأسبوع منذ سنة. متابعة أعمال المكتبة تعني أن أكون متاحة طوال اليوم وفي أيّ لحظة، لكن إذا لم يكن ثمّة ما يستدعي التدخّل أو الإنجاز فأنا غالبًا أجيد الانفصال عن العمل ومعاودة الاتّصال بحسب الضرورة. أمّا بالنسبة للكتابة، فالأمر يعتمد على المشروع أكثر ممّا يعتمد على ظروفي. إنّها في الغالب حالة قهريّة استحواذيّة قادرة على ابتلاع عالمي بما فيه.

إنّ مرحلة الكتابة الذهنيّة، أو ما نسمّيه التخيّل، يستغرق منّي أشهرًا إلى سنة. بمجرّد أن تكتمل الملامح الأوّلية للعمل في خيالي، وتبدأ الصور والثيمات والشخوص في الإلحاح، أشرع في تحويلها إلى لغة، الأمر الّذي يستغرق سنة إلى سنة ونصف. تليها ستّة أشهر من التحرير والتعديل والتدقيق والمراجعة. إذا كنت في حالة كتابة، فأنا أكتب عادة 3 - 4 ساعات في اليوم، أو من 800 إلى 2000 كلمة يوميًّا. وقد عرفت أيّامًا كنت أكتب لتسع وعشر ساعات. إنّه ترف أن تكون كاتبًا متفرّغًا.. لا يمكنني أن أشكو.

 


 

أسماء عزايزة

 

شاعرة وصحافيّة. حاصلة على البكالوريوس في الصحافة والأدب الإنجليزيّ من جامعة حيفا. لها ثلاث مجموعات شعريّة؛ "ليوا" (2010)، و"كما ولدتني اللدّيّة" (2015)، و"لا تصدّقوني إن حدّثتكم عن الحرب" (2019). تشارك في أنطولوجيّات ومهرجانات شعريّة في العالم. تُرجمت قصائدها إلى لغات عدّة. عملت لسنوات في الصحافة المكتوبة وفي التلفزة. تدير حاليًّا "فناء الشعر"، وهي مبادرة مستقلّة أسّستها عام 2017. تكتب في عدد من المنابر العربيّة.