04/03/2019 - 17:34

هنية: لا تواجد أمنيًا لحماس في مصر ونريد إنهاء الحصار بأقل تكلفة

نفى رئيس المكتب السياسي، لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إسماعيل هنية، أي تواجد أمني للحركة في سيناء أو رفح المصرية، وشدد على ضرورة إنهاء حصار غزة، مؤكدًا أن السلطات الإسرائيلية "تنصلت" من اتفاقيات وتفاهمات "التهدئة"، والتي أصبحت "كأنها غير موجودة، ومُعلقة"، على

هنية: لا تواجد أمنيًا لحماس في مصر ونريد إنهاء الحصار بأقل تكلفة

(أ ب أ)

نفى رئيس المكتب السياسي، لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إسماعيل هنية، أي تواجد أمني للحركة في سيناء أو رفح المصرية، وشدد على ضرورة إنهاء حصار غزة، مؤكدًا أن السلطات الإسرائيلية "تنصلت" من اتفاقيات وتفاهمات "التهدئة"، والتي أصبحت "كأنها غير موجودة، ومُعلقة"، على حد تعبيره.

وطرح هنية "مقاربة"، لإنهاء الانقسام الفلسطيني، تتضمن تشكيل حكومة "فصائلية" تجهز لإجراء انتخابات شاملة، وعقد لقاء لقادة كافة الفصائل، بهدف الاتفاق على "برنامج سياسي، وكيفية ممارسة المقاومة والنضال الفلسطيني"، وذلك خلال لقاء عقده مع صحفيين في قطاع غزة، اليوم، الإثنين.

وحول جهود إنهاء الحصار، قال هنية "هذا ما أكدنا عليه في مصر، هناك جهد مصري وقطري وأممي، ويجب أن ننهي هذا الأمر، وإذا استمر هذا الوضع بالحركة البطيئة والتلكؤ الصهيوني أخشى أن نكون أمام حالة مختلفة".

وتابع "نريد أن نحقق هدف إنهاء الحصار بأقل التكلفة، وتجنيب أهلنا الحرب، لكن إذا العدو يريدها، فشعبنا لا يمكن أن يتراجع للوراء ومقاومتنا قادرة على الإبداع وعصية على الكسر"، وطالب هنية، بإغلاق "أبواب التطبيع مع إسرائيل، في المنطقة"، مضيفا أنه "يجب ألا يتسلل العدو خلف خطوطنا العربية والإسلامية ويجب أن نغلق أمامه الأبواب".

وبخصوص التفاهمات التي عقدتها حماس، مع إسرائيل، بوساطة مصرية، قال هنية إن "العدو تنصل من هذه الاتفاقيات، والتي أصبحت كأنها غير موجودة، ومُعلقة:، علمًا بأن مصر وقطر والأمم المتحدة، تقود منذ أشهر، مشاورات للتوصل إلى تهدئة بين الفصائل الفلسطينية في غزة وإسرائيل، تستند إلى تخفيف الحصار، مقابل وقف احتجاجات ينظمها فلسطينيون في غزة قرب الحدود مع مناطق الـ48.

زيارة مصر

وتطرق هنية، لزيارته الأخيرة لمصر، وقال إنها كانت "ناجحة"، وشهدت اختراقات على صعيد العلاقات الثنائية بين الجانبين، وأوضح أن "العلاقات مع مصر، في أفضل حالاتها، وهي مستقرة وإستراتيجية، وعميقة، وطوينا الصفحة الماضية التي طرأ عليها ضباب بفعل التطورات التي حصلت في المنطقة".

وعاد هنية ووفد مرافق له إلى غزة، الأربعاء الماضي، عقب زيارة للقاهرة، استمرت أكثر من 3 أسابيع، وذكر أنه بحث مع المسؤولين المصريين العديد من الملفات السياسية والأمنية.

وقال "الزيارة كانت طويلة، وهذا صحيح، وهذا وضع طبيعي، فالقاهرة عاصمة عربية، نمارس فيها عملنا بكل حرية، وبدون شروط أو أثمان".

وأضاف إنه بحث مع المسؤولين المصريين، ملفات سياسية وأهمها الخطة الأميركية المعروفة باسم "صفقة القرن"، ومخاطرها على القضية الفلسطينية، بالإضافة إلى قضية الانقسام الفلسطيني الداخلي.

أما بخصوص الملفات الأمنية التي ناقشها مع المسؤولين المصريين، قال هنية: "استعرضنا جهود الأجهزة الأمنية في مجال حماية الحدود وموضوع الأنفاق، وهو جهد نقوم به من منطلق حسن الجوار، فغزة لن ولم تكن في يوم من الأيام تمثل تهديدا لمصر".

وأضاف: "الكثير من جبل الجليد ذاب، وأكدنا حرصنا على الأمن القومي المصري، فنحن لا نتدخل في الشأن الخارجي لأي دولة أخرى ولا يوجد لنا تواجد أمني إلا داخل فلسطين".

وأكد أنه "نحن بحاجة لكل أمتنا على قاعدة التوازن، فنحن نريد مال وسلاح ومواقف سياسية داعمة، دون التدخل في شؤون الآخرين، لذلك نفتح علاقات مع المحيط، وهي قائمة على هذا التوازن الدقيق".

وأشاد هنية، بإفراج مصر الخميس الماضي، عن أربعة معتقلين فلسطينيين، كانوا معتقلين لديها، مقدما الشكر لرئيس جهاز المخابرات المصرية، اللواء عباس كامل، الذي قال إنه بذل جهدا كبيرا مع الرئاسة المصرية للإفراج عنهم.

"مقاربة" لإنهاء الانقسام الفلسطيني

وطرح هنية "مقاربة" لإنهاء الانقسام الفلسطيني قال إنها تستند على التمسك بالحقوق والثوابت الفلسطينية، وعدم التفريط بها، وعدم الاعتراف بالخطة الأميركية للتسوية المعروفة باسم "صفقة القرن".

وأضاف أن "المقاربة" تشتمل على أن آليات تحقيق المصالحة تتمثل في "تطبيق الاتفاقيات الموقعة بين حركتي فتح وحماس، وتشكيل حكومة وحدة وطنية من الفصائل بحيث تكون قوية ولها شبكة أمان قوية".

وتابع هنية: "نريد حكومة من الفصائل، لا أقول حكومة تكنوقراط ولا حكومة أكاديمية ولا حكومة توافق، بل حكومة سياسية ووحدة وطنية، بها الفصائل، لكي تقود المرحلة".

وذكر أن مهمة هذه الحكومة، التحضير لانتخابات شاملة، تبدأ "بإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية في المرحلة الأولى، ويتم التوافق على موعد إجراء انتخابات المجلس الوطني في الداخل وحيث ما أمكن في الخارج".

وتختلف حركتي فتح وحماس، في مسألة عقد الانتخابات، حيث تطالب حركة فتح بإجراء انتخابات المجلس التشريعي داخل الضفة الغربية وقطاع غزة، فيما تُصر حركة حماس على أن تشمل الانتخابات، المجلس الوطني، وهو برلمان منظمة التحرير الفلسطينية، والذي يمثل الفلسطينيين داخل فلسطين وخارجها.

وأكد هنية أن تشكيل الحكومة، يجب أن يصاحبه رفع "كل العقوبات"، التي فرضتها الرئاسة الفلسطينية على قطاع غزة، وأضاف أن "إجراء انتخابات تشريعية لوحدها مرفوض، وإجراء انتخابات في الضفة بلا غزة مرفوض، وإجراء انتخابات بلا القدس مرفوض".

وأوضح رئيس المكتب السياسي لحماس، أن المسار السياسي، في "المقاربة" يشتمل على دعوة قادة جميع الفصائل الفلسطينية لاجتماع، سيناقش ثلاثة ملفات رئيسية.

وهذه الملفات هي: البرنامج السياسي الذي سيتوافق عليه الفلسطينيون، وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية لتضم كافة الفصائل، والاتفاق على الإستراتيجية النضالية، وكيفية ممارسة المقاومة والنضال الفلسطيني.

المعتقلون في ليبيا

وفي موضوع آخر، طالب هنية، السلطات الليبية، بالإفراج عن أربعة فلسطينيين، صدرت بحقهم أحكام بالسجن مؤخرا.

وقال: "أطالب ليبيا بالإفراج عن الفلسطينيين المعتقلين بتهمة الانتماء لحماس... ليبيا كانت حاضنة للمقاومة، وهي أحكام صاعقة، لا تتماشي مع الشعب الليبي الداعم لفلسطين".

وسبق لحماس، أن استنكرت الأسبوع الماضي، الأحكام التي أصدرتها محكمة ليبية في طرابلس، بحق كل من "مروان عبد القادر الأشقر، ونجله براء، ومؤيد جمال عابد، ونصيب محمد شقير".

وقالت الحركة إن الفلسطينيين الأربعة أقاموا داخل ليبيا بغرض "الدراسة وللحصول على قوت يومهم، وهمهم الأكبر أن تتحرر أرضهم، والعودة إلى ديارهم ووطنهم فلسطين".

 

التعليقات