18/01/2009 - 07:14

دخول وقف إطلاق النار من جانب واحد إلى حيز التنفيذ؛ فصائل المقاومة ترفض وتجدد المطالبة بالانسحاب ورفع الحصار

دخل وقف إطلاق النار الأحادي الذي أعلنته سلطات الاحتلال حيز التنفيذ الساعة الثانية من صباح اليوم الأحد بتوقيت القدس المحتلة، وأعلنت فصائل المقاومة في قطاع غزة أنها لن تقبل وجود أي جندي إسرائيلي في قطاع غزة

دخول وقف إطلاق النار من جانب واحد إلى حيز التنفيذ؛ فصائل المقاومة ترفض وتجدد المطالبة بالانسحاب ورفع الحصار
دخل وقف إطلاق النار الأحادي الذي أعلنته سلطات الاحتلال حيز التنفيذ الساعة الثانية من صباح اليوم الأحد بتوقيت القدس المحتلة، وأعلنت فصائل المقاومة في قطاع غزة أنها لن تقبل وجود أي جندي إسرائيلي في قطاع غزة مجددة مطالبتها بانسحاب قوات الاحتلال ورفع الحصار وفتح المعابر. وفي إسرائيل بدأ المعلقون الإسرائيليون يطرحون الأسئلة حول الحملة العسكرية وإطالتها دون أن تحرز تقدم في الايام الأخيرة.

وكشفت القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي السبت أن الاحتلال استخدم نصف سلاحه الجوي، ونفَّذ ما لا يقل عن 2500 غارة خلال أسابيع العدوان الثلاثة. وأفاد المراسل العسكري للقناة أن الطائرات الإسرائيلية ألقت على غزة ألف طن من المتفجرات إلى جانب ما أطلقته المدفعية والدبابات والمشاة في الألوية البرية والمدمرات وسفن الصواريخ في سلاح البحرية.

ومع انتهاء اليوم الـ22 من الحرب العدوانية الإسرائيلية على غزة ارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين إلى أكثر من 1203، وشمل القصف للمرة الثالثة مدرسة تابعة للأونروا. واستشهد 15 فلسطينيا بينهم طفلان شقيقان السبت في قصف بقنابل فوسفورية استهدف مدرسة تابعة للأونروا في بيت لاهيا وأسفر أيضا عن إصابة أربعة بجروح. كما استشهد ثلاثة في قصف برج الكرامة شمال غرب مدينة غزة.
وفي دير البلح وسط غزة استشهدت امرأة وأطفالها الخمسة بقصف على منزلهم، كما استشهد أربعة فلسطينيين في غارة على خان يونس. ومن بين الشهداء منذ بدء العدوان الإسرائيلي 410 أطفال و108 نساء و118 من المسنين و14 مسعفا وأربعة صحفيين وخمسة أجانب، في حين تجاوز عدد الجرحى 5320 بينهم 350 في حالة خطيرة.

ووصف أسامة حمدان، ممثل حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في لبنان، خطاب رئيس الوزراء الصهيوني إيهود أولمرت الذي أعلن فيه عن وقف أحادي الجانب لإطلاق النار، بأنه "خطاب الخيبة الثانية بعد خطاب خيبة 2006".
وقال حمدان في تصريح له: "هذا الخطاب هو في وجهه الآخر إعلان على صمود المقاومة وانتصارها في محاولة شطبها"، مشيراً إلى أن أولمرت قال في بداية خطابه إنه وجه ضربة قاسية لحماس ثم يعترف في نهايته بأنه عجز عن تحرير الجندي الصهيوني جلعاد شاليط، "والذي حتى لا يعرف مصيره إن كان حياً أو ميتاً بفعل حربه المجنونة على غزة".

وأضاف رداً على قرار أولمرت إبقاء قواته في قطاع غزة في ظل وقف أحادي الجانب لإطلاق النار: "إذا استمر الوجود العسكري الصهيوني في قطاع غزة؛ فإن هذا سيكون باباً واسعاً للمقاومة ضد الاحتلال".

وتابع: "الجريمة التي ارتكبت في غزة هي عامل جديد من العوامل التي ستدفع إلى المقاومة، وأذكّر بأن الجيل الذي يخوض المعركة هو الجيل الذي نشأن وترعرع في الانتفاضة الأولى (انتفاضة الحجارة)، فلك أن تتخيل الجيل الذي نشأن في ظل المحرقة".

ورأى حمدان أن أولمرت "بدا مرتبكاً عندما قال إنه أضعف حماس ثم تحدّث عن ضمانات دولية لإضعاف حماس، هذا سؤال كبير ومهم، وحديثه عن اتفاقية مع مصر والإدارة الأمريكية فهذا يعني انه لا يزال لا يستطيع تقدير الواقع على حقيقته".
ورداً على قول أولمرت بأن الكيان الصهيوني استخدم قوة الجيش كاملة ضد غزة؛ أوضح حمدان: " أولمرت عجز في حسم المعركة وكسر المقاومة وإرادة الشعب، فلك أن تتخيل ماذا سيكون في المرحلة القادمة؛ إن الظروف ستتغير لأننا سنعمل على تغييرها ولن ننتظر أن يضعف هو وحده فقط".
واعتبر حمدان أن التركيز على منع تهريب الأسلحة "يعكس حالة القلق من قدرة حماس واستطاعتها من تطويرها، وعدم الاطمئنان إلى نتائج العملية. وأقول إن هذا الخطاب هو خطاب خيبة جديدة يختم به أولمرت حياته السياسية التي بدأت بفشل وتنتهي بفشل ويعطي فرصة جديدة للمقاومة".
وأكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أنها لن تقبل بوجود أي جندي صهيوني على أرض قطاع غزة "مهما كلفنا ذلك من ثمن"، وذلك قبل إعلان الاحتلال عن وقف أحادي الجانب لإطلاق النار.

وقال فوزي برهوم، في بيان تلاه عبر شاشة قناة "الأقصى" مساء يوم أمس السبت (17/1): "على العدو الصهيوني أن يوقف عدوانه وينسحب من قطاع غزة بشكل كامل ويفك الحصار ويفتح المعابر، فلن نقبل بوجود أي جندي واحد على ارض غزة مهما كلفنا ذلك من ثمن. فحماس باقية والمقاومة باسلة والقيادة ثابتة".

واعتبر برهوم أن "طرح العدو وقف إطلاق النار من طرف واحد يؤكد أن الحرب هي من طرف واحد وفي اتجاه واحد شنها العدو على شعبنا وأهلنا، وأن هذه الحرب الطاحنة ليس لها علاقة بصواريخ المقاومة ولا علاقة بموجود حماس ولا الوحدة الوطنية بقدر ما هي توظيف رخيص لدماء الأطفال والنساء والشيوخ والمدنيين في الانتخابات الصهيونية المقبلة".

ورأى الناطق باسم "حماس"، في بيانها الذي يأتي في اليوم الثاني والعشرين للعدوان الصهيوني، أن مذكرة التفاهم الأمريكية الصهيونية هي عبارة عن جر وإقحام أطراف عربية بحجة وقف تسليح المقاومة وهي بمثابة حيلة جديدة لإحكام حصار غزة وتدويل بحر قطاع غزة والبحر الأحمر والضغط على شعبنا وتشكيل قاعدة تجسس على مصر والشعب الفلسطيني وفيه انتهاك صارخ".

وقال: "ندرك تماماً أن هذه الحرب جاءت لخلق واقع جديد أكثر إيلاماً ومعاناة للتضيق على أهلنا وخلق واقع جديد عنوانه القتل والحرمان وفصل غزة عن مدنها وقراها ثم فرض الحلول السياسية الظالمة لصالح العدو".

وتابع برهوم: "نرى أن ما تقوم به رايس وليفني من اتفاقيات هي خير دليل على الأهداف المجرمة الأمنية والعسكرية لهذه الحرب رغم كل إدراكنا لكل ما يخطط لحماس ولشعبنا ولغزة وللمقاومة؛ فإننا نقول إن ما رفضنا أن نعطيه تحت الحصار والدمار لن نعطيه بالأطروحات الصهيونية الخبيثة ولن نقبل بأقل من وقف العدوان ودحر الاحتلال وفك الحصار وفتح كافة المعابر، ونرفض أي مساس بسلاح المقاومة والذي سيبقى الحامي لمصالح شعبنا وأي محاولة لتقويض المقاومة هي محاولات يائسة لن يكتب لها النجاح ومقاومتنا مستمرة طالما أن هناك احتلال فهذا حقنا ولا يستطيع احد أن يسلبنا هذا الحق".

إلا أن الناطق باسم حركة "حماس" أوضح أن الحركة "لن توقف جهودها الرامية إلى التعاطي بكل جدية ومصداقية مع كل الأطروحات والمبادرات من أجل إنهاء معاناة شعبنا وتحقيق أهدافه في وقف العدوان وانسحاب الاحتلال وكسر الحصار وفتح المعابر، وسنبني مواقفنا الأساسية من أي مبادرة أو حل بقدر ما تجلب الخير والأمان لشعبنا".
وقالت سرايا القدس، الذراع المسلح لحركة الجهاد الإسلامي على لسان الناطق باسمها "أبو يوسف" إن خطاب قادة الاحتلال حول إعلان وقف إطلاق النار دليل علي حالة العجز لدي قيادة الأمن بالكيان الصهيوني في تحقيق أي انتصارات ضد المقاومة في قطاع غزة.

وأكد أن المقاومة ستواصل معركتها طالما هناك تواجد لقوات الاحتلال علي أرض غزة واستمراراً للحصار وإغلاقاً للمعابر.

وشدد علي رفض أي تهدئة مع الاحتلال ما لم تتضمن في إطار شروطها فتح المعابر وفك الحصار بشكل كامل عن قطاعنا الصامد ووقف أي عدوان قد يقع بحق أبناء شعبنا من المواطنين العزل.
وقالت ألوية الناصر صلاح الدين الذراع المسلح للجان المقاومة الشعبية إن الاحتلال فشل فشلاً ذريعاً في حملته العسكرية على غزة سواء كانت الجوية أو البرية أو البحرية وهو لم ولن يحقق أهدافه المعلنة أو السرية منها بوقف صواريخ المقاومة أو القضاء عليها أو حتى إعادة الجندي جلعاد شاليط .
وأكدت بأن وقف إطلاق النار من جانب واحد هو أمر لا يعنينا ويأتي ضمن المؤامرات السياسية لتجاهل دور المقاومة التي ستغير قواعد اللعبة عما قريب بالحديد والنار ، مؤكدين أن عملياتنا ضد جنود العدو في الميدان متواصلة وأن صواريخنا لن تتوقف ، وأن فصائل المقاومة هي من يقود المعركة ويحدد سياستها .

وشددت على أنه لا يوجد أحد على وجه الأرض يستطيع أن يوقفنا عن التزود بالأسلحة وممارسة حقنا المشروع في الدفاع عن أبناء شعبنا وبأي طريقة كانت مؤكدين أن لنا الطرق الخاصة في جلب السلاح والعتاد إلى قطاع غزة وسنعمل على مضاعفتها في المرحلة القادمة بإذن الله على الرغم من كافة الإتفاقيات الأمنية الهزيلة .
وقالت إن عدد قتلى الاحتلال منذ بدء الحملة البرية على غزة تجاوز الـ 50 قتيلا وأكثر من 300 إصابة إضافة إلى أكثر من 60 منهم أصحاب إعاقات دائمة وبأن شهداء المقاومة منذ بدء العمليات على غزة لم يتجاوز العشرات من كافة الفصائل الفلسطينية وأن الباقي من المدنيين لا سيما الأطفال والنساء .

وأكدت بأن حماس وحكومتها الشرعية هي جزء أصيل وأساسي من المقاومة الفلسطينية وإن أي محاولة للقضاء عليها ستفشل لأن كافة الفصائل تقف إلى جانبها .
6- نبارك الجهود التي تبذلها بعض الدول العربية والإسلامية من أجل وقف العدوان ورفع الحصار ووقوفهم مع شعوبهم إلى جانب المقاومة الفلسطينية لا سيما في غزة .

التعليقات