02/04/2009 - 09:07

فتح وحماس تستأنفان حوارهما في القاهرة؛ حماس تأمل بتقدم في حوار القاهرة وتنتقد عدم مرونة فتح وتتهم أجهزة السلطة باعتقال 28 من أعضائها

القيادي في حركة حماس، أسامة حمدان يعرب عن أمله بأن يحقق الحوار الذي استؤنف في القاهرة مع حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) تقدما، وانتقد مواقف مفاوضي فتح لعدم إبدائهم مرونة.

فتح وحماس تستأنفان حوارهما في القاهرة؛ حماس تأمل بتقدم في حوار القاهرة وتنتقد عدم مرونة فتح 
وتتهم أجهزة السلطة باعتقال 28 من أعضائها
أعرب القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أسامة حمدان عن أمله بأن يحقق الحوار الذي استؤنف في القاهرة مع حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) تقدما، وانتقد مواقف مفاوضي فتح لعدم إبدائهم مرونة.

وقال حمدان وهو ممثل حماس في لبنان لنشرة الحصاد في قناة "الجزيرة" إن مفاوضي حماس لم يلمسوا "مرونة من وفد حركة فتح رغم المرونة التي أبديناها وكانت محل إجماع فلسطيني سابق ولا زالت محل إجماع".

وأكد أن مرونة حماس شملت "برنامج الحكومة والعقيدة الأمنية والمرجعية الوطنية في المرحلة الانتقالية". وأعرب عن أمله بتحقيق نتائج إيجابية بحلولهذا اليوم (الخميس)، مضيفا أن وفد حماس مفوض "بحدود لا تمس في الثوابت الوطنية وتهدف إلى تحقيق إنجاز وطني".

وقد استئنف الحوار بين حركتي فتح وحماس الاربعاء في القاهرة، في محاولة جديدة لتقريب وجهات النظر بينهما، في وقت تولت فيه الحكومة الاسرائيلية الجديدة مهماتها برئاسة زعيم حزب الليكود (يمين) بنيامين نتانياهو. وعقد اجتماع بين وفدي الحركتين صباحا برعاية مدير المخابرات العامة المصرية اللواء عمر سليمان، بحسب ما نقلت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية. وقالت الوكالة ان تشكيل حكومة وحدة واعادة بناء الاجهزة الامنية والنظام الانتخابي ومستقبل منظمة التحرير الفلسطينية كانت في صلب المفاوضات. وذكرت قناة الجزيرة أن الاجتماعات ستستمر حتى التوصل إلى حسم للخلافات في المسائل الثلاث الرئيسة المتبقية من الجولتين الأولى والثانية، وهى برنامج الحكومة الانتقالية ودور المرجعية الوطنية المؤقتة لمنظمة التحرير الفلسطينية والنظام الانتخابي، بالإضافة لما تبقى من تباينات وصفت بالبسيطة في موضوع الأجهزة الأمنية.

مرجعية المنظمة

وقال مراسل الجزيرة في القاهرة حسين عبد الغني إن الحوار الدائر الآن يركز على مرجعية منظمة التحرير الفلسطينية، وأنه جرى اختيار ذلك الموضوع لأنه أقل المواضيع صعوبة من حيث اتفاق الطرفين عليه.

وأضاف المراسل أن الجانبين أكدا قبيل بدء الاجتماع أن لديهما نية سياسية كبيرة للتوصل إلى اتفاق سياسي، مضيفا أن البدء بنقاش موضوع منظمة التحرير جاء بناء على تثبيت أجواء الثقة. وأشار إلى أن المحادثات تشيع فيها أجواء المناخ الإيجابي الذي رافق الجولات السابقة.

وكانت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية قد نقلت عن مصدر مصري رفيع المستوى أن الحوار سيبحث استكمال التوافق بشأن الموضوعات المتبقية، وهى تشكيل الحكومة وقانون الانتخابات والمرجعية الوطنية المؤقتة.

وقال المسؤول -الذي لم تسمه الوكالة- إن القيادة السياسية في مصر تحشد الدعم الدولي والإقليمي والعربي من أجل إنجاح الحوار, وطالب فتح وحماس "بأن يكونا على مستوى المسؤولية والعمل على إنهاء الخلافات". كما أعلن أن مصر ستوجه الدعوة لبقية الفصائل إذا حدث اختراق في المحادثات. ولفت إلى أن مصر تعمل مع الفصائل بخطوات متأنية مدروسة, ونفى فرض أي موقف على أي فصيل.

وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس أعرب عن أمله بنجاح جلسات الحوار الوطني في القاهرة، مشيرا إلى وجود عقبات لا تزال تعترض إنجاز التفاهم الداخلي الفلسطيني.

وقال عباس في تصريح لصحيفة الشرق القطرية "إن القضايا الخلافية تتعلق بتشكيل الحكومة وبالتزامات منظمة التحرير الفلسطينية وبالانتخابات الرئاسية والتشريعية والقضايا الأمنية إضافة إلى ملف منظمة التحرير الفلسطينية".

في المقابل شدد رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية على "ضرورة تجاوز الموقف الأميركي" لإنجاح الحوار الوطني الفلسطيني، مجددا رفض حماس أي اعتراف بإسرائيل.

اعتقالات الضفة

بموازاة ذلك أصدرت حماس بيانا قالت فيه إن الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية التي تهيمن عليها فتح واصلت عشية استئناف الحوار اعتقال عناصر الحركة في الضفة الغربية.

وقال البيان إن 38 من أعضاء الحركة اعتقلوا "على خليفيات سياسية في مدن نابلس وقلقيلية وطوباس ورام الله وطولكرم والخليل". وأشار البيان إلى أن من بين المعتقلين نجل النائب عن كتلتها البرلمانية محمد أبو جحيشة المعتقل لدى إسرائيل.
وطالبت حماس بـ"الإفراج عن كافة عناصرها المعتقلين في الضفة الغربية كشرط أساسي لنجاح الحوار وتحقيق المصالحة الوطنية".

ويضم وفد حماس مسؤولين من الداخل، اي قطاع غزة، ومن دمشق. ويترأسه نائب رئيس المكتب السياسي للحركة موسى ابو مرزوق ويضم محمود الزهار وخليل الحية وعماد العلمي. اما وفد فتح فيترأسه المفاوض احمد قريع ويضم نبيل شعث وعزام الاحمد.

وكانت جولة اولى من الحوار بين الحركتين علقت في 19 اذار/مارس الفائت بسبب استمرار الخلافات حول نقاط عديدة.
وتتجه الانظار الى الحوار الفلسطيني لمعرفة ما ستؤول اليه عملية اعادة الاعمار في قطاع غزة الذي تعرض لهجوم عسكري اسرائيلي بين 27 كانون الاول/ديسمبر و18 كانون الثاني/يناير.

ولا يعترف المجتمع الدولي الا بالسلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس ويرفض التحاور مع حماس مشترطا عليها الاعتراف باسرائيل ونبذ العنف. كما يرفض ان تمر المساعدات الدولية عبرها لاعادة اعمار قطاع غزة.
وكانت الاسرة الدولية تعهدت في الثاني من اذار/مارس خلال مؤتمر في القاهرة تقديم 4,5 مليارات دولار لاعادة اعمار غزة والنهوض بالاقتصاد الفلسطيني.


التعليقات