16/04/2009 - 14:11

آلاف المواطنين يرابطون في الأقصى وفي محيطه للتصدي للمتطرفين اليهود

القوى الشعبية والسياسية ومنظمة التحرير الفلسطينية، دعت الشعب الفلسطيني إلى التوجه للمدينة المقدسة لحمايتها من هذا الإعتداء المرتقب من قبل المستوطنين

آلاف المواطنين يرابطون في الأقصى وفي محيطه للتصدي للمتطرفين اليهود
رغم إجراءات الاحتلال المشددة تمكن أكثر من ثلاثة آلاف مواطن ممن تزيد أعمارهم عن الخمسين عاماً من دخول المسجد الأقصى المبارك منذ ساعات فجر اليوم، فيما تحتشد آلافٌ أخرى من المواطنين ممن تقل أعمارهم عن الخمسين عاماً في محيط المسجد الأقصى وبوابات البلدة القديمة من القدس المحتلة، لمنع العصابات الاستيطانية اليمينة المتدينة من تنظيم مسيرة إلى باحة الأقصى وإقامة شعائر تلمودية.

وكانت مجموعات يهودية أعلنت في بيانات وملصقات أنها «ستقيم الصلوات في باحة المسجد لتهويد المكان الأكثر قداسة في العالم الذي ينتهك بشكل مخجل». ولكن حتى ساعات ما بعد الظهر لم تحضر تلك المجموعات إلى باحة الأقصى.

واحتشد مئات الفلسطينيين في محيط بوابة دمشق 'العامود' وأعدادا مماثلة في بابي الساهرة والأسباط. وقالت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث والحركة الإسلامية في الداخل، أن نحو مائة حافلة وصلت من مختلف مناطق الداخل.

وقامت سلطات الاحتلال بإغلاق باب المغاربة الذي عادة ما تستخدمه سلطات الاحتلال لإدخال الجماعات اليهودية المتطرفة منه إلى باحات وساحات الأقصى. ويتواجد في باحات وساحات الأقصى عدد كبير من القيادات الوطنية والدينية بالإضافة إلى مسؤولي مجلس الأوقاف الإسلامية والهيئة الإسلامية العليا، وحُرّاس وأذنة وسدنة المسجد الأقصى المبارك مستنفرون.

وقال حاتم عبد القادر مستشار رئيس الوزراء لشؤون القدس، اليوم، إن الوضع في المسجد الأقصى المبارك تحت السيطرة الكاملة، مؤكدا أن أحدا من المتطرفين اليهود لم يتمكن أو يجرؤ على اقتحام الأقصى.

وأوضح عبد القادر لـوكاة 'وفا' أن المواطنين الذين تمكنوا من دخول الأقصى والذين منعتهم شرطة 'حرس حدود' الاحتلال من الدخول بسبب تحديد الأعمار، مصرّون على التصدي بقوة لأي محاولة لاقتحام باحات المسجد الأقصى من قبل الجماعات اليهودية المتطرفة.
وقال إن المواطنين الذي يحتشدون ويعتصمون في محيط البلدة القديمة، والذين منعهم الاحتلال من الدخول، يوفرون دعما خارجيا للأقصى. وأشاد عبد القادر بالوحدة الوطنية التي تجلت في باحات الأقصى بمشاركة كافة القوى الوطنية والدينية وبمشاركة عدد كبير من المواطنين المسيحيين المقدسيين في معركة الدفاع عن الأقصى.

وكانت جماعات استيطانية يمينية يهودية دعت إلى مسيرة إلى باحة الأقصى وإقامة الشعائر التلمودية. وأعلن الفلسطينيون على إثر ذاك استنفارا لمنع تلك المسيرة، فيما كثفت أجهزة أمن الاحتلال منذ ساعات الصباح المبكرة من يوم الخميس 16 أبريل/نيسان إنتشارها في القدس الشرقية.

ودعت القوى الشعبية والسياسية ومنظمة التحرير الفلسطينية، الشعب الفلسطيني إلى التوجه للمدينة المقدسة لحمايتها من هذا الإعتداء المرتقب من قبل المستوطنين، كما قررت المنظمة إعلان هذا اليوم يومًا للدفاع عن القدس وحمّلت المجتمع الدولي المسؤولية حيال أي اعتداءات يتعرض له المسجد الأقصى. وأعلنت الحركة الإسلامية الشمالية داخل الخط الأخذر عن تسيير حافلات للقدس من كافة المناطق، معلنة " يوم النفير العام الى القدس والمسجد الأقصى ".

وافاد مصادر فلسطينية أن أن الأجواء مشحونة جداً في القدس الشرقية وأن الإجراءات الأمنية مشددة.

كما أشارت المصادر الى أن شخصيات فلسطينية دينية وسياسية أصدرت بياناً اكدت فيه ان الاحتلال الإسرائيلي يسعى لتدنيس المسجد الأقصى ما يشكل انتهاكاً لجميع المعاليم الدينية والقوانين الدولية التي تحرم تدنيس دور العبادة. وجدد البيان الاتهامات للسلطات الإسرائيلية بحماية الجماعات اليهودية المتطرفة التي تسعى لإقتحام المسجد الاقصى.

وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي أغلقت الليلة الماضية البلدة القديمة من مدينة القدس المحتلة بوجه المواطنين الفلسطينيين ممن تقل أعمارهم عن الخمسين عاماً وفرضت الإجراء نفسه على بوابات المسجد الأقصى المبارك، ودفعت بأعداد هائلة من حرس حدودها وشرطتها ووحداتها الخاصة إلى البلدة القديمة ومحيطها وانتشروا في الشوارع والطرقات والأحياء والأسواق المؤدية إلى المسجد الأقصى المبارك.

كما وضعت سلطات الاحتلال متاريس بوليسية وعسكرية على بوابات البلدة القديمة وخاصة بوابات العامود والساهرة والأسباط، وأغلقت المدخل الرئيسي لبلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك من جهة بابا المغاربة ووادي حلوة.



وتسود مدينة القدس خاصة بالقرب من بوابات البلدة القديمة ومحيط المسجد الأقصى المبارك أجواء مشحونة بالتوتر الشديد قد تنفجر في أي لحظة خاصة مع سماح شرطة الاحتلال للحافلات التي تقل اليهود المتطرفين بالوصول بحرية إلى باب المغاربة والتوجه إلى حائط البراق والتي من المتوقع أن تخرج بمسيرة كبرى من هناك باتجاه المسجد الأقصى.


التعليقات