27/10/2009 - 08:25

بعد التدهور الحاد لمكانته: كلينتون تطالب بتركيز الجهود لتعزيز عباس

كلينتون تجتمع مع عدد من وزراء الخارجية العرب في مطلع الشهر القادم في المغرب لتطلب منهم تقديم الدعم السياسي والاقتصادي لعباس والقيام بخطوات تطبيعية مع إسرائيل..

بعد التدهور الحاد لمكانته: كلينتون تطالب بتركيز الجهود لتعزيز عباس
أكدت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، في تقريرها المقدم إلى الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، الأسبوع الماضي، على ضرورة تركيز الجهود في هذه المرحلة من أجل تعزيز قوة رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، وذلك على خلفية التدهور الحاد في مكانته في الساحة الفلسطينية.

وكانت القناة الإسرائيلية العاشرة قد ذكرت يوم أمس، الإثنين، أن عباس قد هدد في رسائل بعث بها إلى البيت الابيض بالاستقالة من منصبه وذلك في ظل الجمود السياسي الحالي.

وقال مصدر سياسي إسرائيلي مطلع على تقرير كلينتون، الذي تركز في تجديد المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، إن كلينتون قد أكدت على حقيقة حصول ضرر سياسي شديد لعباس في أعقاب تراجع السلطة عن طلب تبني تقرير غولدستون في مجلس حقوق الإنسان في جنيف.

تجدر الإشارة إلى أنه قبل تقديم كلينتون، كان رئيس طاقم المفاوضات الفلسطيني، صائب عريقات، قد عرض على المسؤولين الأمريكيين صورة الوضع الخطير الذي وصل إليه عباس، واليأس الذي يسود رام الله بسبب الجمود السياسي.

وقدمت كلينتون عددا من التوصيات لأوباما بهدف القيام بعمليات مختلفة لتعزيز قوة أبو مازن، من بينها الطلب من إسرائيل القيام ببوادر حسن نية، وإبداء مرونة أكثر حيال الموقف الفلسطيني، بحيث يمكن تجديد المفاوضات على شكل "إنجاز فلسطيني". كما أكدت كلينتون على أن تقديم الدعم لعباس هو أمر مصيري في ظل إمكانية إجراء انتخابات لرئاسة السلطة الفلسطينية.

وفي أعقاب تقرير كلينتون، تحدث أوباما مع عباس هاتفيا، الجمعة الماضي. صدر بعدها بيان أكد فيه أوباما على التزامه بـ"حل الدولتين لشعبين"، وأنه سيواصل العمل بشكل شخصي على تحقيق ذلك.

ومن جهتها قالت كلينتون إنها تنوي الاجتماع مع مجموعة من وزراء الخارجية العرب في المغرب في الثاني من تشرين الثاني/ نوفمبر، لتطلب منهم تقديم الدعم لعباس مقابل حركة حماس، سواء من الناحية السياسية أم من الناحية الاقتصادية. كما أكدت أنها ستطلب من وزراء الخارجية العرب القيام بخطوات تطبيعية تجاه إسرائيل.

كما تضمن تقرير كلينتون المصاعب القائمة أمام تجديد المفاوضات في الساحة الفلسطينية، والفجوات الكبيرة التي لا تزال قائمة بين الطرفين. وبحسبها فقد تم التوصل إلى تفاهم مع إسرائيل حول التجميد المؤقت لأعمال البناء الاستيطانية لفترة تتراوح ما بين 9 - 12 شهرا.

وكانت القناة الإسرائيلية العاشرة قد أفادت أن عباس قد هدد الأمريكيين بتقديم استقالته أو عدم ترشيح نفسه في الانتخابات الرئاسية القادمة للسلطة الفلسيطنية. وبحسب المصادر ذاتها فإن عباس قد بعث برسالة إلى البيت الأبيض مفادها أنه يشعر بأن الإدارة الأمريكية قد تخلت عنه.

وفي سياق ذي صلة، قال مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية إن نتانياهو قام بسلسلة من الخطوات من أجل تجديد المفاوضات، كما طالب الفلسطينيين بتجديدها فورا بدون أية شروط مسبقة، إلا أن الفلسطينيين لا زالوا متشددين في مواقفهم، ويضعون شروطا مسبقة للمفاوضات أمام الحكومة الإسرائيلية، وهو ما لم يحصل مع الحكومات السابقة. بحسب مكتب نتانياهو.

تجدر الإشارة إلى أن مكتب عباس نفى يوم أمس، الإثنين، أنه ينوي تقديم استقالته، واعتبر ذلك مجرد شائعات هدفها إثارة البلبلة والإحباط في الساحة الفلسطينية. كما اعتبر بيان صادر عن رئاسة السلطة الفلسطينية أن ذلك يأتي في إطار حملة إسرائيلية ضد عباس للتهرب من التزامات إسرائيل بخارطة الطريق. بحسب البيان.

التعليقات