19/12/2009 - 15:44

الأمن المصري يعزز قواته ؛ حماس تعتبر بناء الجدار الفولاذي استمرارا لمخطط خنق مليون ونصف فلسطيني

" هذه الخطوة تأتي بعد الفشل الإسرائيلي والأمريكي في تدويل حدود القطاع بعد الحرب الأخيرة على غزة والتي فضحت الاحتلال وكل حلفاءه الداعمين والمتعاونين معه"

الأمن المصري يعزز قواته ؛ حماس تعتبر  بناء الجدار الفولاذي  استمرارا لمخطط خنق مليون ونصف فلسطيني
اعتبرت حركة حماس إن الجدار الفولاذي الذي ينفذ على حدود مصر مع غزة بإشراف وتمويل أمريكي يأتي في إطار استمرار المخطط الأمريكي لخنق مليون ونصف مليون فلسطيني في غزة بعد فشل الاحتلال الإسرائيلي في كسر إرادتهم عبر القتل والحرق والتدمير والخنق والحصار. من جانب آخر عززت الشرطة المصرية من وجودها بالقرب من المعدات الخاصة بحفر الجدار الفولاذى على الشريط الحدودى المشترك بين قطاع غزة والأراضى المصرية.

وقال فوزي برهوم المتحدث باسم حماس في تصريحات له اليوم السبت "أن هذه الخطوة تأتي بعد الفشل الإسرائيلي والأمريكي في تدويل حدود القطاع بعد الحرب الأخيرة على غزة والتي فضحت الاحتلال وكل حلفاءه الداعمين والمتعاونين معه".

وشدد علي أن الاستحقاق القومي والأخلاقي والإنساني والديني يتطلب من مصر وكل الدول العربية والإسلامية إفشال هذه المخططات وفك حصار غزة، وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني، سيما وأن تقرير غولدستون عد حصار غزة جريمة ضد الإنسانية والقتل الإسرائيلي المتواصل لأهل غزة جرائم حرب.

وأكد أن التهديد القادم على مصر وغزة هو من الاحتلال الإسرائيلي، قائلاً "إن تصريحات ليبرمان والمتطرفين الصهاينة التي استهدفت العرب والمصريين والفلسطينيين تدلل على ذلك".

وشدد الناطق باسم حماس على أن غزة لن تشكل في يوم من الأيام خطراً على مصر، "بل هي بوابة الأمان للشعب المصري".

واعتبر برهوم " تصريحات الرئيس محمود عباس المؤيدة لهذا الجدار الفولاذي بمثابة تأكيده على استمرار الحصار والتضييق على سكان القطاع لضمان بقائه واستفراده بالقضايا الرئيسية للشعب الفلسطيني للمصالح الإسرائيلية والأمريكية" حسب برهوم .

وذكرت صحيفة "الشروق المصرية" أن الشرطة المصرية عززت من وجودها بالقرب من المعدات الخاصة بحفر الجدار الفولاذى على الشريط الحدودى المشترك بين قطاع غزة والأراضى المصرية.

ونقلت عن جهات رفيعة المستوى أن السلطات المصرية خاطبت قيادات حركة حماس بخصوص تعزيز أفراد الأمن التابعين للحركة فى الجانب الفلسطينى لمنع أى انتهاكات من الجانب الآخر من الحدود فى رفح الفلسطينية ومعرفة المتسببين فى حادث إطلاق الرصاص على الموقع مساء الخميس.


ورجح مصدر أمنى رفيع المستوى أن يكون المتسببون فى إطلاق الرصاص من مهربى الأنفاق، الذين يخشون تأثر الأنفاق من عمليات الحفر المستمر، والمتجه شمالا نحو بوابة صلاح الدين.


كانت معدات الحفر قد تعرضت لإطلاق النار من مجهولين من فوق الجدار الأسمنتى المقابل دون أن تسفر عن إصابات بين العاملين. جاء ذلك بعد وقت قصير من مرور وليد ناصر المشرف الأمريكى على إنشاء منظومة ضبط الحدود، وهو من أصل لبنانى، برفقة وفد أمنى رفيع المستوى.


من جهة أخرى، قالت مصادر فلسطينية فى غزة للصحيفة إن حالة من القلق والتوتر تسيطر على سكان القطاع مع تزايد التقارير التى تتحدث عن إقامة مصر جدارا فولاذيا تحت الأرض لوقف عمليات حفر أنفاق التهريب بين قطاع غزة وسيناء.

وأكدت روايات متطابقة أنه مع انطلاق الآليات والمعدات الإنشائية التابعة لشركة المقاولون العرب فى تلك المنطقة راجت شائعات على نطاق واسع فى غزة تفيد بأن شريان الحياة الوحيد للقطاع، فى إشارة إلى الانفاق، ستتوقف فى ظل تراجع العوائد الاقتصادية الخاصة بتلك التجارة، التى ازدهرت خلال السنوات الثلاث الأخيرة منذ فرض الحصار الإسرائيلى على القطاع، فضلا عن ضعف الطلب على عمال حفر الانفاق وحدوث بطالة فى صفوف هذه العمالة.


من ناحيته قال محمود الزهار القيادى فى حركة حماس فى تصريح لـ«الشروق» إن فريقا فى الحركة يواصل جمع المعلومات عن الجدار الحديدى الذى تقيمه مصر على الجانب المصرى من الحدود مع قطاع غزة، ومن المنتظر أن يقدم هذا الفريق تقريره خلال أيام، حيث سيتم التباحث حول هذا الملف فى القاهرة فى أول زيارة ستقوم بها الحركة إلى مصر والتى لم يتحدد موعدها بعد.

وفى سياق متصل تدخلت سلطة حركة حماس المشرفة على المعبر لإبعاد كل من يشتبه بهم فى الوصول إلى موقع الانشاءات، ونقلت الصحيفة عن غازى حمد مدير سلطة المعابر من جانب حماس قوله إننا «ناشدنا الجانب المصرى العمل على فتح المعابر بشكل رسمى كأفضل السبل للقضاء على تلك التجارة، حتى تتم الحركة فوق الأرض وليس تحت الأرض لأن من يفعلون هذا الأمر مضطرون إلى ذلك فى ظل الحصار الراهن»، على حد تعبيره.
ودافع وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط عن الخطوة التي اتخذتها بلاده ببناء جدار فولاذي عازل على الحدود بين مصر وغزة، وذلك بهدف الحد من عمليات تهريب تجري من خلال أنفاق إلى غزة بسبب الحصار الخانق الذي يفرضه الاحتلال على المدينة.

وقال أبو الغيط في حوار مع مجلة "الأهرام العربي" السبت: إن "مسألة بناء جدار أو معدات للجس أو وسائل تنصت كلها أمور تتردد، ولكن المهم أن الأرض المصرية يجب أن تكون مصانة، وألا يسمح أي مصري بأن تنتهك أرضه بهذا الشكل أو ذاك".

وأكد أبو الغيط الجمعة على ما أسماه حق بلاده في فرض سيطرتها على حدودها بأي وسيلة تراها مناسبة، مشددا على أن الأرض المصرية يجب أن تكون مصانة، وألا يسمح أي مصري بأن تنتهك أرضه.

ونقلت المجلة عن أبو الغيط قوله: إن "القضية الفلسطينية في قلب كل مصري، وإن المصريين دفعوا الثمن الغالي من أجل تلك القضية، لكن أرض مصر وأمنها أكبر من أي شيء، ونحن على استعداد للتضحية بالكثير من أجل القضية الفلسطينية لاستعادة الحقوق الوطنية الفلسطينية، ولكن المأساة الكبرى أن الكثير من القيادات الفلسطينية لا يرون هذه الرؤية، ويرون أن الإيديولوجية والسيطرة على الحكم أكثر قيمة لهم من لم الشمل الفلسطيني، وهؤلاء عليهم أن يفكروا كثيرا في عواقب ما يفعلون".

وتابع : من يقول إن مصر تفرض سيطرتها على حدودها بهذا الجدار نؤكد له أن هذا حق كامل لمصر.

ويعد ذلك أول اعتراف رسمي مصري بوجود جدار فاصل تحت الأرض يقام على طول الحدود مع قطاع غزة.

من جهته قال طاهر النونو الناطق باسم الحكومة الفلسطينية بغزة في تصريح صحفي اليوم السبت " أن الحكومة في غزة بصدد إجراء اتصالات رسمية مع القيادة المصرية لمعرفة ما يجري في إطار التحرك الدبلوماسي بخصوص هذه القضية.

وشدد علي ان الحكومة تتطلع إلى عدم اتخاذ أي إجراءات من شأنها زيادة الحصار على أبناء الشعب الفلسطيني بل نتطلع إلى إجراءات لإنهاء هذا الحصار في الوقت الذي اكد فيه على السيادة المصرية لأراضيها.

وأكد أن الحكومة في غزة والشعب الفلسطيني بأكمله لم يكن في يوم من الأيام ولن يكون يشكل خطرا على الأمن القومي المصري لإيماننا بأن أمن مصر من أمننا واستقرارها من استقرارنا بل ويشكل قوة لنا فغزة على التخوم المباشرة للأراضي المصرية وجزء من غلافها الجغرافي وحريصون على سلامتها وأمنها.

وبين الناطق باسم الحكومة في غزة أن العدو الحقيقي والمهدد للأمن لنا ولمصر الشقيقة إنما هو الاحتلال الإسرائيلي الذي يهدد أمن المنطقة برمتها ويحاول العبث فيه وزرع التوترات هنا وهناك.

التعليقات