07/01/2010 - 08:36

حراك عربي مؤيد: سليمان وأبو الغيط في الولايات المتحدة لعرض مبادرة مصرية ؛ عباس: علينا ضغوط للعودة للمفاوضات

قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إنه يتعرض لضغوط من أجل استئناف المفاوضات مع الاحتلال الإسرائيلي، غير أنه لم يكشف عن الجهات التي تمارس هذه الضغوط.

حراك عربي مؤيد: سليمان وأبو الغيط في الولايات المتحدة لعرض مبادرة مصرية ؛ عباس: علينا ضغوط للعودة للمفاوضات
من جانبه قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إنه يتعرض لضغوط من أجل استئناف المفاوضات مع الاحتلال الإسرائيلي، غير أنه لم يكشف عن الجهات التي تمارس هذه الضغوط.

وقال عباس في مقابلة مع الجزيرة بثت مساء الأربعاء نقلها موقعا على الشبكة "علينا ضغوط للعودة إلى المفاوضات"، لكنه أكد أن السلطة لن تستأنف هذه المفاوضات إلا إذا أوقفت إسرائيل الاستيطان بشكل كامل واعترفت بخارطة الطريق مرجعية للتفاوض.

واعتبر أن هذه ليست شروطا مسبقة كما يقول الإسرائيليون ولكنها "التزامات حددتها خارطة الطريق" وأعاد التأكيد عليها مؤتمر أنابوليس للسلام، الذي عقد في الولايات المتحدة الأميركية نهاية نوفمبر/تشرين الثاني عام 2007.

استمرار التنسيق

وأكد الرئيس الفلسطيني أنه لا جديد لحد الآن في ملف المفاوضات وأن اللقاء الذي عقده في الأيام الأخيرة الرئيس المصري محمد حسني مبارك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يعرض أي شيء جديد.

وأضاف أن المبعوث الأميركي للسلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل سيزور المنطقة في منتصف هذا الشهر "وسنلتقيه ونقرر موقفنا"، وقال "سمعنا عن ضمانات وخطة أميركية لكننا لم نرها لحد الآن".

وعلى الرغم من عدم استئناف المفاوضات، اعترف عباس بأن السلطة الفلسطينية لديها اتصالات يومية مع الاحتلال الإسرائيلي تشمل التنسيق الأمني وغيره من المجالات.

وقال إن السلطة اختارت نهج السلام والتسوية مع إسرائيل لأن العرب اختاروه منذ 1949 وأعادوا التأكيد عليه عام 2002 عندما طرحوا المبادرة العربية للسلام، وتابع "إذا شعرنا بأن هذا الخيار فاشل لماذا لا يقول العرب إننا فشلنا وليتحمل الجميع مسؤوليته؟".

وأضاف "أنا أريد السلام لأن العرب قبلوا بالسلام والعالم كله يتحدث عن السلام ويعمل من أجله، وعندما يأتي العرب ويقولون نحن مع الحرب على إسرائيل فليتفضلوا والخيار الآخر موجود".

الضغوط الأميركية

وفي موضوع المصالحة الفلسطينية قال عباس إنه لا جديد يذكر، واتهم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بأنها لا تريد التوقيع على الورقة التي أعدتها مصر لإنهاء الانقسام الداخلي الفلسطيني.

ودعا قادة حماس إلى التوقيع على الورقة "وإذا كانت لديهم عليها استدراكات فليناقشوها مع المصريين"، منبها إلى أن الانقسام الفلسطيني هو "أحسن مشجب تستعمله إسرائيل عندما توضع في الزاوية".

ورفض عباس أن يحدد ما إذا كان إعلانه عدم الترشح لولاية رئاسية جديدة قرارا نهائيا، وجوابا عن سؤال بشأن موقفه إذا ما تعرض لضغوط أميركية من أجل إعادة الترشح، قال "لست ممن يخضعون للضغوط الأميركية".

وأكد أن الولايات المتحدة ضغطت عليه من أجل ألا يوقع على اتفاق المصالحة الفلسطينية ورغم ذلك وقعه، وكشف أن ديك تشيني نائب الرئيس الأميركي السابق ضغط عليه أيضا حتى لا يحضر القمة العربية التي عقدت في العاصمة السورية دمشق في مارس/آذار 2008، لكنه تحدى هذه الضغوط وحضر القمة.



يصل وزير الخارجية المصري أحمد ابو الغيط، ووزير المخابرات عمر سليمان اليوم إلى واشنطن للقاء مسؤولي الإدارة الأمريكية وعرض خطة سلام مصرية قد يتم دمجها مع خطة الإدارة الأمريكية لاستئناف عملية التسوية بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.

وسيلتقي المسؤولان المصريان بوزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، والممبعوث الخاص للشرق الأوسط جورج ميتشيل، وإطلاعهما على نتائج محادثات الرئيس المصري حسني مبارك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وعدد من قادة الدول العربية، وعرض خطة مصرية لاستئناف عملية التسوية.

وكانت صحيفة الجمهورية المصرية كشفت يوم أمس الأربعاء تفاصيل مبادرة مصرية للتسوية تنص على البدء بمفاوضات الحل النهائي بين الفلسطينيين وإسرائيل باعتراف إسرائيل بحدود 1967 لدولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية. وفي المقابل يوافق الفلسطينيون على السماح لإسرائيل ببناء ثمانية آلاف وحدة سكنية في المستوطنات اليهودية.

وذكرت الصحيفة أن تفاصيل مشروع إعادة التفاوض بين إسرائيل والسلطة الوطنية الفلسطينية تبلورت عبر جهود حثيثة بدأت بلقاء عمر سليمان مع بنيامين نتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي في تل أبيب ثم لقاء الأخير مع الرئيس حسني مبارك في القاهرة ثم لقاءه برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الاثنين في شرم الشيخ.

حزمة مقترحات

وقالت الصحيفة أن نتائج المحادثات مع الإسرائيليين أسفرت عن تقديم بنيامين نتانياهو حزمة مقترحات يمكن أن تشكل أساساً للتفاوض مع الفلسطينيين تقوم على الأسس التالية:
"أولاً : رفع الحواجز التي تقيمها إسرائيل في المناطق التي يسيطر عليها الفلسطينيون في الأراضي المحتلة بحيث يمكنهم التنقل بحرية والدخول والخروج والعمل والدراسة وذلك كمرحلة أولى.

"ثانيا:ً اعتراف إسرائيلي بحدود 1967 وإعلان القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية القادمة. وإذا تم الاتفاق علي ترسيم الحدود بين الدولتين سيتم بعدها مناقشة المسائل المتعلقة مثل المياه واللاجئين وتسوية أوضاعهم إما بالتعويض أو العودة.

"ثالثا: إذا تم الاتفاق على ترسيم الحدود، يصبح الاتفاق على قيام الدولة الفلسطينية قاب قوسين أو أدني ومن ثم يتم تفعيل ما يطلق عليه تبادل الأراضي بين الفلسطينيين والإسرائيليين والذي سيتراوح ما بين 1 بالمئة إلى 3 بالمئة من الأراضي الفلسطينية والإسرائيلية".

وذكرت الصحيفة أن هناك فكرة لعقد مؤتمر مصري للسلام في الشرق الأوسط برعاية أميركية في الربيع القادم وربما يكون في شهر مارس/آذار أو إبريل/نيسان القادمين بحيث تبدأ بعده أو من خلاله مفاوضات الحل النهائي بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

دعم سعودي وأردني للمبادرة المصرية

من جانبها ذكرت صحيفة هآرتس أن السعودية تدعم المبادرة المصرية لاستئناف المحادثات بين إسرائيل والفلسطينيين، وتسعى كذلك لحشد الدعم السوري لاستئناف عملية المفاوضات.

ونقلت الصحيفة في عددها الصادر الأربعاء عن مصادر مصرية قولها إن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قد أعرب عن استعداده لقبول الخطة المصرية بشرط أن تلقى أيضا دعم الزعماء العرب، الأمر الذي يشكل دافعا أيضا للجهود المصرية والسعودية في حشد دعم عربي شامل بحيث يتم توفير الدعم اللازم لعباس، وفق ما تابعت المصادر نفسها.

وأشارت الصحيفة إلى سلسلة اجتماعات مكثفة عقدت أمس الثلاثاء في منتجع شرم الشيخ المصري، حيث قدم الرئيس حسني مبارك تفاصيل المبادرة لوزير الخارجية السعودية الأمير سعود الفيصل الذي توجه بعد ذلك إلى دمشق لعرضها على الرئيس السوري بشار الأسد.

كما التقى مبارك أمس الثلاثاء العاهل الأردني الملك عبد الله الذي أعرب أيضا عن تأييده لجهود القاهرة.



التعليقات