14/03/2010 - 14:16

دعوات للإستنفار في القدس في الأيام الثلاثة المقبلة...

سلطات الاحتلال واصلت إغلاق بوابات المسجد الأقصى باستثناء بوابات: حطة والأسباط والسلسلة، غير أن قوة معززة من شرطة وحرس حدود الاحتلال تتمركز على هذه البوابات وتسبقها متاريس وحواجز شرطية وعسكرية تمنع بموجبها من تقل أعمارهم عن الخمسين عاما من دخول المسجد الأقصى المبارك

دعوات للإستنفار في القدس في الأيام الثلاثة المقبلة...
دعت قوى سياسية ورجال دين في القدس الى اعلان الإستنفار في القدس المحتلة خلال الأيام المقبلة، إذ من المقرر يوم غد الإثنين افتتاح كنيس يهودي كبير، "كنيس الخراب" أو "الهيكل الصغير"، على بعد أمتار من مسجد الأقصى المبارك.

ودعا الشيخ محمد أحمد حسين المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، المواطنين إلى شد الرحال للمسجد الأقصى المبارك والصلاة فيه، بخاصة في ظل المخاطر الحقيقية التي تهدده حاليا.

وقال المفتي، إن سلطات الاحتلال تقتحم المسجد الأقصى المبارك وتمنع المصلين من إعماره، وتفرض قيوداً مشددة على رواده، وتحفر الأنفاق أسفله، وتغلق أبوابه، وغير ذلك من الممارسات والاعتداءات التي أصبحت تشكل خطراً حقيقياً وملموساً عليه، فهي لم تكتف ببناء الوحدات الاستيطانية في مدينة القدس والنيل من مقدساتها بإقامة جدار الفصل العنصري.

وأضاف: أطلقت سلطات الاحتلال العنان ليد مستوطنيها ليعيثوا خراباً في الأراضي الفلسطينية، وها هي تساندهم في فتح كنيس يدعى 'كنيس الخراب' بالقرب من المسجد الأقصى المبارك وعلى أراضي عربية إسلامية وقفية غير آبهة بمشاعر المسلمين وحقوقهم وردود أفعالهم.

وتوقع المفتي أن تشهد الأيام المقبلة تصعيدا خطيرا ضد المسجد الأقصى، حسب ما ينشر في وسائل الإعلام عن الخطط المبيتة لذلك.

وبيّن المفتي أن سلطات الاحتلال تسعى بذلك لعبرنة الأماكن العربية والدينية وتهويدها وتحويلها إلى إسرائيلية، كما دعا الزعماء العرب الذين سيجتمعون في ليبيا نهاية الشهر الحالي لوضع القدس وفلسطين على سلم أولوياتهم.

بدورها وجهت حركة تحرير فلسطين (فتح)، الاحد، نداء لجميع الفلسطينيين وخصوصاً في الداخل "لاعلان النفير العام" والتوجه للمسجد الاقصى والمرابطة فيه ابتداء من يوم غد لحمايته من المخططات الاسرائيلية.

وقال مسؤول ملف القدس في الحركة حاتم عبدالقادر الذي وجه النداء في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) "اننا امام ثلاثة ايام هي الاخطر على القدس منذ بداية الاحتلال الاسرائيلي في العام 1967" مضيفا ان اسرائيل تتخذ اجراءات احترازية في المدينة لتنفيذ عمل كبير وخطير فيها من اجل احداث تغيير نوعي في الوضع القائم.

وحذر القيادي في حركة (فتح) اسرائيل من ان أي محاولة لاقتحام المسجد الاقصى ستشعل المنطقة" مؤكدا التصدي "بعنف وبكل قوة نملكها لاي محاولة اسرائيلية قد تجري يومي الاثنين او الثلاثاء المقبلين لاقتحام الحرم القدسي".

تمديد امر اغلاق الضفة حتى الثلاثاء المقبل

قرر وزير الأمن الإسرائيلي، ايهود براك، تمديد أمر الإغلاق المفروض على الضفة الغربية حتى يوم الثلاثاء المقبل، بدعوى خشية اندلاع مواجهات في الضفة الغربية.

وقال موقع "هآرتس" إن اجهزة الإستخبارات الإسرائيلية تلقت انذارات حول امكانية اندلاع مواجهات في القدس المحتلة ومسجد الأقصى المبارك ومواقع عدة في الضفة الغربية. وتخشى الأجهزة الأمنية الإسرائيلية من اندلاع مواجهات جراء افتتاح "كنيس الخراب" او "الهيكل الصغير" يوم غد الأثنين.

وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية أن شرطة الاحتلال الإسرائيلي أغلقت مدرسة الأقصى الثانوية للبنات التي تقع داخل المسجد الأقصى المبارك قرب باب السلسلة، وأخرجت الطالبات منها، وتمركزت عناصرها على بوابات المدرسة. وقالت إن شرطة الاحتلال أغلقت كذلك المدرسة الثانوية الشرعية داخل المسجد الأقصى، التي تقع بين بابي الأسباط وحطة.

وأضافت أن باحات وساحات ومُصليات المسجد الأقصى المبارك تبدو خالية من المُصلين بفعل إجراءات الحصار المُشدّد الذي تفرضه قوات وشرطة الاحتلال عليه.

ولفتت إلى أن سلطات الاحتلال واصلت إغلاق بوابات المسجد الأقصى باستثناء بوابات: حطة والأسباط والسلسلة، غير أن قوة معززة من شرطة وحرس حدود الاحتلال تتمركز على هذه البوابات وتسبقها متاريس وحواجز شرطية وعسكرية تمنع بموجبها من تقل أعمارهم عن الخمسين عاما من دخول المسجد الأقصى المبارك.

وفي تطور لاحق، أبعدت شرطة الاحتلال عدداً من الحافلات التي تنقل المُصلين من الداخل الفلسطيني بهدف التوجه للمسجد الأقصى لأداء الصلوات فيه، وطلبت من السائقين الابتعاد كثيرا عن أسوار القدس القديمة.

من جانبها، جدّدت القوى والمؤسسات والفعاليات الوطنية والدينية في مدينة القدس المحتلة نداءاتها للمواطنين الذين يستطيعون الوصول إلى مدينة القدس المحتلة بشدّ الرحال والتواجد في المسجد الأقصى المبارك في هذه الأيام العصيبة التي أعلنت سلطات الاحتلال وجماعاتها اليهودية المتطرفة بأنها ستفتتح في اليومين القادمين أكبر كنيسٍ يهوديٍ في البلدة القديمة لا يبعد عن الأقصى سوى عشرات الأمتار القليلة فقط.

وأكدت أن افتتاح هذا الكنيس الذي أطلقت عليه تسمية 'الهيكل الصغير' سيعطي الضوء للبدء ببناء وتشييد الهيكل الثالث المزعوم ومكانه، كما زعمت هذه الجهات، ما أسمته جبل الهيكل أي المسجد الأقصى.

وأكدت "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" أن أحد أهداف بناء هذا الكنيس هو اختلاق تاريخ عبري موهوم بالإضافة الى محاولة إخفاء معالم المسجد الأقصى المبارك خاصة منظر قبة الصخرة، بصفته المعلم الأوضح والأبرز في القدس وعبر جميع جهاتها. وقالت مؤسسة الأقصى" إن لهذه الأسباب تعمّدت المؤسسة الإسرائيلية جعل بناء الكنيس بناء مقببا عاليا وكبيرا وان المؤسسة الإسرائيلية تتعمّد نشر صور للكنيس على انه "المعلم الأبرز" في البلدة القديمة بالقدس.

و قالت المؤسسة ذاتها إن في موقع الكنيس كان بناء عثماني يقع ضمن الأبنية الإسلامية التي كانت بجانب المسجد العمري، واليوم يقام على أرض وقفية وعلى حساب بيوت فلسطينية تابعة لحارة الشرف، وهي حارة كبيرة في البلدة القديمة بالقدس فشل الاحتلال بالاستيلاء عليها عام 1948 م ، ووقعت تحت الاحتلال الإسرائيلي عام 1967م ، حيث تم الاستيلاء عليها وطرد اهلها الفلسطينيين ، وهدم أغلب البيوت ، وإقامة حي إستيطاني كبير سماه الإحتلال " حارة اليهود" .

وكانت قد فرضت قوات الاحتلال منذ ساعات مساء يوم الخميس حصاراً مشدداً على البلدة القديمة في القدس، وشدّد الإحتلال من حصاره منذ ساعات الفجر.

وتمنع قوات الإحتلال اليوم الأحد وغداً الرجال ممن هم دون جيل الخمسين من دخول المسجد الأقصى المبارك لأداء الصلوات، كما نشرت قوات الاحتلال الآلاف من عناصرها على أبواب المسجد، وعلى جميع مداخل البلدة القديمة بالقدس، بالإضافة الى قوات أخرى انتشرت في انحاء وأزقة البلدة القديمة بالقدس، كما ووضع الحواجز والمتاريس العسكرية.

.

التعليقات