31/10/2010 - 11:02

الاتحاد الاوروبي: من "السابق لاوانه" الاعتراف بقيام الدولة الفلسطينية

مسؤول في الخارجية الأمريكية: المفاوضات هي الوسيلة الأفضل لإقامة دولة فلسطينية * السلطة تتقدم بطلب رسمي للولايات المتحدة وللاتحاد الأوروبي..

 الاتحاد الاوروبي: من
اعتبر الاتحاد الاوروبي الثلاثاء "سابقا لاوانه" الطلب الذي تقدمت به اليه السلطة الفلسطينية لدعم مساعيها بهدف اعتراف مجلس الامن الدولي بقيام دولة فلسطينية مستقلة.

وصرح وزير الخارجية السويدي الذي تتولى بلاده حاليا رئاسة الاتحاد الاوروبي كارل بيلت "لا اظن اننا وصلنا لذلك. بودي ان نكون قادرين على الاعتراف بدولة فلسطينية لكن يجب اولا ان تكون تلك الدولة قائمة وبالتالي اعتقد انه امر سابق لاوانه".

وادلى بيلت بهذه التصريحات امام الصحافيين على هامش اجتماع مع نظرائه في الاتحاد الاوروبي في بروكسل ردا على طلب رسمي تقدمت به الاثنين السلطة الفلسطينية.

كذلك اعتبر الممثل الاعلى للسياسة الاتحاد الاوروبي الخارجية خافيير سولانا ان عملية من هذا القبيل "ستاخذ وقتا" ويجب ان تتم "في هدوء وفي الوقت المناسب" مضيفا "لا اظن ان يكون الوقت حان اليوم للتطرق لذلك".

كما اعتبرت المفوضة الاوروبية للشؤون الخارجية بينيتا فيريرو فالدنر "من السابق اوانه قول اي شيء في هذا الموضوع" مشددة على ان قضية "حدود 1967" للدولة الفلسطينية المقبلة "ستكون مهمة".

واعتبر وزير الخارجية الفنلندي الكسندر شتوب الخطوة الفلسطينية عملية تكتيكية تهدف الى ممارسة الضغط على اسرائيل لتحريك مفاوضات السلام.

وقال "اظن انه يجب حقا التقدم خطوة خطوة" معتبرا ان "كافة طرق التفاوض مستخدمة" في محاولة اخراج عملية السلام من المازق.

لكنه رفض مقارنة الاراضي الفلسطينية بكوسوفو التي اعترفت باستقلالها عدة دول اوروبية رغم ان اعلانه كان احادي الجانب ورغم معارضة صربيا وروسيا وقال ان "كوسوفو تختلف عن فلسطين، فلسطين تختلف عن ابخازيا وابخازيا تختلف عن اوسيتيا الجنوبية" في اشارة الى الجمهوريتين الجورجيتين الانفصاليتين.

وادلى المسؤولون الاوروبيون بهذه التصريحات امام الصحافيين على هامش اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي المجتمعين في بروكسل.

وجاءت التصريحات ردا على طلب رسمي رفعته السلطة الفلسطينية الاثنين الى الاتحاد الاوروبي دعم مساعيها الرامية الى اعتراف مجلس الامن الدولي بدولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

والاتحاد الاوروبي اكبر ممول للفلسطينيين. وقد جددت واشنطن تاكيد موقفها من اعلان احادي الجانب لقيام دولة فلسطينية مشيرة الى ان تلك الدولة يجب ان تنشأ من خلال التفاوض بين اسرائيل والفلسطينيين.

من جانبهم هدد القادة الاسرائيليون الفلسطينيين بتدابير انتقامية اذا طالبوا بالاعتراف بدولة مستقلة دون موافقة اسرائيل مشككين في الوقت نفسه في عزمهم على تنفيذ هذا المشروع.

وتعرقل مشكلة الاستيطان عملية السلام حيث يطالب الفلسطينيون بوقف تام للاستيطان في الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية بينما ترفض حكومة بنيامين نتانياهو ذلك وتقترح تجميدا جزئيا لعمليات البناء.


عريقات: هناك فرق بين الاعتراف بالدولة والإعلان عنها


وقد تصاعدت يوم أمس ردود الفعل الإسرائيلية على قرار السلطة الفلسطينية التوجه لمجلس الأمن الدولي بطلب الاعتراف بدولة فلسطينية على الأراضي المحتلة عام 1967، وهدد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، وعدد من الوزراء بخطوات إسرائيلية تصعيدية. فيما أوضح صائب عريقات رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير/ إن الاعتراف بدولة فلسطينية يختلف عن إعلانها.

وفي غضون ذلك يبدو أن الإدارة الأمريكية تميل إلى رفض طلب السلطة الفلسطينية تأييد القرار في مجلس الأمن في حال تقديمه، ونقلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن مسؤول في الخارجية الأمريكية أن الولايات المتحدة تفضل التوصل إلى حل عن طريق المفاوضات. وقال المسؤول: "نحن مقتنعون أن الوسيلة الأفضل للتوصل إلى تحقيق الهدف المشترك، إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة، وذات تواصل جغرافي، هي عن طريق المفاوضات بين الأطراف".


وقال عريقات إن التوجه إلى مجلس الأمن لاستصدار قرار بالاعتراف بالدولة الفلسطينية بعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران عام 1967 يختلف تماما عن إعلان دولة فلسطينية من طرف واحد وبطريقة أحادية.

وأضاف عريقات في تصريحات اذاعية أن منظمة التحرير الفلسطينية لا تطرح خيار إعلان الدولة من جانب واحد مؤكدا أن الهدف من الذاهب إلى مجلس الأمن هو الحفاظ على خيار الدولتين على اعتبار أنه هو خيار منظمة التحرير الفلسطينية.

وعلى صعيد التهديدات الإسرائيلية شدد عريقات أن كل سياسات وممارسات الحكومات الإسرائيلية تقوم على إجراءات أحادية الجانب وفرض الحقائق على الأرض من طرف واحد مبينا أن النشاطات الاستيطانية وبناء جدار الفصل العنصري هو تعميق للاحتلال وهدم البيوت وتهجير السكان هو تهويد للقدس وما حولها. وأشار إلى أن الوقت حان لإعلان مجلس الأمن من خلال دعم المجتمع الدولي الاعتراف بإقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران عام 1967.


وأكد مصدر فلسطيني أن الولايات المتحدة لم ترد بعد بشكل رسمي على طلب السلطة الفلسطينية تأييد استصدار قرار من مجلس الأمن الدولي يعترف بدولة فلسطينية على الأراضي المحتلة عام 1967. وقال المصدر إن السلطة الفلسطينية توجهت للولايات المتحدة طالبة تأييدها في مجلس الأمن الدولي على قرار اعتراف بدول فلسطينية، فتعهدت الإدارة الأمريكية بدراسة الطلب والرد على السلطة الفلسطينية. وقال المصدر إن السلطة لا تعتزم الإعلان عن دولة حال حصولها على القرار، بل ستعتبره قاعدة للمفاوضات مع إسرائيل.

وأعلن عريقات يوم أمس أن أن السلطة الوطنية تقدمت بطلب رسمي لدول الاتحاد الأوروبي لدعم توجهها لاستصدار قرار من مجلس الأمن الدولي للاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة. وأضاف عريقات في مؤتمر صحافي برام الله 'التقيت اليوم ممثل الاتحاد الأوروبي و27 قنصلا وممثلا لدول الاتحاد الأوروبي في رام الله، وتقدمنا لدولهم بطلب رسمي لدعم توجهنا إلى مجلس الأمن الدولي باستصدار قرار للاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف'.

وقال 'خلال الاجتماع لم أسمع أي معارضة أو تساؤل من ممثلي دول الاتحاد الأوروبي'، مؤكدا أن 'الرد الأولي من الاتحاد الأوروبي ايجابي، ولدينا اتصالات مسبقة مع هذه الدول وهناك موافقة وتعاون بهذا الاتجاه من الاتحاد الأوروبي.

من جانبه قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، اليوم إن رد الفعل الفوري من قبل إسرائيل على توجه السلطة الوطنية لقيام الدولة الفلسطينية على الأراضي المحتلة عام 1967، يدل بشكل واضح وصريح على أن إسرائيل لا تريد السلام ولا إقامة دولة فلسطينية مستقلة.

وأضاف أبو ردينة أن كل ما تبحث عنه إسرائيل هو البحث عن مزيد من الأعذار وإضاعة الوقت، لذلك فإن الرد الفوري يكشف النوايا الحقيقية الإسرائيلية، والإجراءات أحادية الجانب بدأتها إسرائيل منذ فترة طويلة، والاستيطان أكبر دليل على ذلك.

وقال أبو ردينة: صحيح أن المطلوب هو المفاوضات، ولكن على أساس مرجعية واضحة، وهي مرجعية الأرض التي احتلت عام 1967 وعلى رأسها القدس.
وأضاف: أما المفاوضات دون مرجعية واستمرار الاستيطان فهو شيء مستحيل، والمطلوب من إسرائيل الآن هو قرارات سياسية وليس فقط مفاوضات، لأن المفاوضات مستمرة منذ أكثر من 20 عاما، وإسرائيل تبحث عن الأعذار تلو الأعذار.

وقال الناطق الرسمي إن الموقف الفلسطيني واضح، وهو أن الدولة الفلسطينية يجب أن تقوم، وعلى المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته، وإسرائيل لن تستطيع أن تتهرب من هذا الاستحقاق للأبد، لأن الدولة الفلسطينية هي مفتاح الأمن والاستقرار للمنطقة بأسرها.
وفي نفس السياق قال اعضاء بمجلس الشيوخ الامريكي يزورون اسرائيل يوم الاثنين إن الولايات المتحدة ستستخدم حق النقض (الفيتو) ضد أي اعلان فلسطيني للدولة في مجلس الامن التابع للامم المتحدة.

وقالوا إن التهديد من جانب مسؤولين فلسطينيين بتحويل القضية الى قرار بالامم المتحدة اهدار للوقت ولن يحقق أي تقدم. وحثوا الدول العربية على منعه.

وقال السناتور الديمقراطي تيد كوفمان في مؤتمر صحفي في القدس "سيكتب له الموت لحظة وصوله." واضاف "انه اضاعة للوقت."

وقال السناتور جوزيف ليبرمان وهو عضو مستقل بمجلس الشيوخ إن أي اعلان "منفرد بصفة اساسية" بشأن الدولة هو الشيء الوحيد الذي لن يحرك عملية السلام المتعثرة الى الامام."

وقال السناتور الامريكي عن الحزب الجمهوري لينزي جرايام ان أي اعلان "منفرد" من الفلسطينيين "سينقل الموقف اليائس الى اخر أكثر فوضوية."

وقال جراهام "حان الوقت للقيادة العربية في هذا العالم كي تخطو الى الامام وتحث رئيس السلطة الفلسطينية على الجلوس مع الحكومة الجديدة ومعرفة الى اين ستسير الامور."

التعليقات