31/10/2010 - 11:02

عباس يعلن عن نيته عقد جلسة طارئة للمجلس الوطني الفلسطيني

بعد نجاحه في تعزيز سيطرته على حركة فتح، يريد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس نقل نموذج مؤتمر فتح إلى منظمة التحرير * اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير: حماس تكرر التجربة الصومالية

 عباس يعلن عن نيته عقد جلسة طارئة للمجلس الوطني الفلسطيني
بعد نجاحه في تعزيز سيطرته على حركة فتح، يريد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس نقل نموذج مؤتمر فتح إلى منظمة التحرير الفلسطينية، وأعلن يوم أمس السبت عن نيته البدء في الإعداد لعقد جلسة طارئة للمجلس الوطني الفلسطيني.

وأعلن عباس في ختام أعمال مؤتمر فتح، وبعد الإعلان عن نتائج انتخابات المجلس الثوري في بيت لحم بعد، أن اللجنة المركزية والمجلس الثوري سيعقدان اجتماعا اليوم الأحد في المقاطعة (في رام الله) وقال إن «هناك أخبار أُخرى تتعلق بالاعداد للمجلس الوطني الفلسطيني كدورة طارئة ولن يكون هذا بعيدا، سيكون هذا خلال ايام من اجل إعادة تنشيط وتحفيز ودفع اللجنة التنفيذية الى الامام».

والمجلس الوطني الفلسطيني الذي حاز رئيسه سليم الزعنون بمقعد في اللجنة المركزية في حركة فتح هي أعلى سلطة فلسطينية إلا أنه دوره مغيب وأصبح صوريا منذ التوقيع على اتفاقات أوسلو. كما أن عددا كبيرا من أعضائه لم يعد على قيد الحياة، وثمة مطلب فلسطيني ملح بإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على أسس وقواعد جديدة، وأن يضم كافة الفصائل الفلسطينية غير الممثلة بما فيها حماس والجهاد الإسلامي.

ويسعى عباس لعقد جلسة للمجلس الوطني الفلسطيني والذي يمثل أعلى هيئة تشريعية فلسطينية من اجل انتخاب عدد من الاعضاء الجدد للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بدل الذين توفوا خلال السنوات الماضية. ويهدف إلى الاستمرار في توطيد سيطرته على القرار الفلسطيني.

وأعلن عباس في كلمته المقتضبة انتهاء أعمال المؤتمر السادس لحركة فتح معتبر أنه «انطلاقة جديدة لحركة فتح». وأشار عباس الى انه يتجه الى تعين امرأة في اللجنة المركزية بعد ان فشلت أي منهن في الوصول الى اللجنة المركزية بالانتخاب وقال "كنا نتمنى احدى الاخوات معنا في اللجنة المركزية لكن نعد انها ستكون ان شاء الله" حيث يحق له تعين ثلاثة أعضاء بموافقة ثلثي أعضاء اللجنة المركزية.

وقال عباس "أمامنا مهمات عظيمة اعتقد انكم خاصة المجلس الثوري خاصة برلمان فتح الذي سيراقب اعمال فتح سيراقب اللجنة المركزية وسيعمل معها ليس مراقبا وانما يده بيد أعضاء اللجنة المركزية التي ستركز اهتمامها على الوضع الفتحاوي."
واضاف "هناك مهمات كبيرة وعظيمة تنتظرنا.. حركة فتح بحاجة الان اكثر من اي وقت مضى الى هذه الجهود الشابة التي تم اختيارها والتي نعول عليها في المستقبل لكي تقود الحركة في المستقبل القريب."


وفي السياق ذاته ؛ شنت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية هجوما عنيفا على حركة حماس، في جلستها التي عقدت يوم أمس السبت، وتبنت مواقف رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وأشادت بنتائج مؤتمر فتح السادس. وخرجت اللجنة في ختام اجتماع عقدته في رام الله برئاسة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ومشاركة رئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون، ببيان يصف تجربة حركة حماس بالتجربة الصومالية والأفغانية.

واعتبرت التنفيذية في بيان نقلته وكالة "وفا" مؤتمر فتح إنجازا كبيرا. وقال البيان إن اللجنة التنفيذية «تتوجه بـالتحية والتقدير إلى حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) على الإنجاز الكبير الذي حققته من خلال نجاح مؤتمرها السادس في مدينة بيت لحم، وسط شعبها وفي وطنها، وفي ظل المناخ الديمقراطي الذي عززه وأكد عليه المؤتمر ذاته والنتائج السياسية والتنظيمية التي أسفر عنها».

وأدان بيان اللجنة التنفيذية ما وصفه ب « أعمال القتل والتدمير التي ترتكبها حركة حماس وعصابات دخيلة على وطننا أنشأتها حماس وفتحت لها الأبواب والأنفاق للتسلل إلى قطاع غزة، ومولتها وتركتها تشاركها في الإمعان في تحويل جزء عزيز من وطننا إلى مرتع لتخريب حياة الشعب وتمزيق وحدته وفرض أفكارهم المجنونة والعابثة باسم الدين الحنيف».

وقال البيان إن «حركة حماس تكرر التجربة الصومالية والأفغانية في غزة، وتتيح المجال أمام تحويل بيوت الله إلى مراكز حزبية وفصائلية لترويج الدعاية للتطرف والكراهية والتحريض ضد كل من يخالفها في الرأي والاجتهاد بما فيه الدعوة إلى القتل».

وأضاف البيان في هجومه على حركة حماس: "وليست حماس بأفعالها الدموية التي ارتكبتها طوال أكثر من عامين ضد أبناء شعبنا، الا نسخة يقتدى بها ويكررها كل عصابة من العصابات التي تنتشر في القطاع، وتجد فيه ملجأ لها، وليست إجراءاتها الأخيرة وقرارات حكومتها غير الشرعية وجهاز قضائها غير الشرعي ضد المحاميات والطلبة وسائر الحريات التي يحميها القانون بما في ذلك إعمال التعذيب والإرهاب والاعتقال ومنع المرضي من السفر وحجز حرية المواطنين بمن فيهم أعضاء مؤتمر فتح، الا نماذج عن سلوك ظلامي أهوج يتنكر للقيم الوطنية والقوانين والأنظمة الواردة في دستورنا ونظامنا الأساسي".

وأضاف: "إن العشرات من الضحايا في رفح، والذين بلغ عددهم 25 قتيلا وما يزيد عن 120 جريحا هم أبناء شعبنا وبناته الذين تسفك حماس والعصابات المتنافسة معها دماءهم، وهي العصابات التي كانت دوما رديفة لحماس ومن إنتاجها، ما يتطلب من جميع أبناء شعبنا في غزة وفي جميع إرجاء الوطن التصدي الحازم، لوضع حد لهذا الإجرام ولاستغلال الدين الإسلامي الحنيف كغطاء لزرع الأحقاد وإقامة حمامات دم يدفع ثمنها المواطن الفلسطيني".

وتابع: "وسوف تواصل القيادة الفلسطينية عملها الحثيث لإنهاء هذا الوضع المأساوي المدمر الذي نتج عن الانقلاب الحمساوي ولوقف هذا العبث بمصير الشعب وأمنه ومستقبله".

وأكدت التنفيذية أم «الخيار الوحيد المفتوح أمام نجاح الحوار الوطني يتمثل في أجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية ولعضوية المجلس الوطني الفلسطيني في موعدها المحدد لها في مطلع العام القادم.
وإذا كان بعض رموز حركة حماس يزعمون علنا أنهم لا يثقون في نزاهة الانتخابات ولذلك يعارضون إجراءها، فأن حل هذا الأمر سهل جدا ويتمثل في تأمين أشراف عربي ودولي صديق، وحضور مكثف وشامل وواسع للمراقبين والمشرفين».

وأضافت «لكن الحقيقة أن حركة حماس لا تريد الانتخابات لأنها تعرف أنها سوف تخسرها لا محالة بسبب أفعالها المدمرة والظلامية التي اختبرها الشعب وافتقارها إلى أي برنامج يساعد على تطوي حياة شعبنا في جميع المناحي الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، الا إذا اعتبرنا أن ملاحقة الناس في حقوقهم وحرياتهم وطريقة عيشهم هو البرنامج الوحيد الذي مارسته، إضافة إلى السلوك المغامر والمدمر وتمزيق العائلات وزرع الأحقاد وتحويل القتل الحرام خارج القانون إلى سلوك يومي،وفي المقابل الركض وراء التهدئة مع إسرائيل ووقف المتاجرة بالمقاومة وملاحقة كل من يطلق رصاصة تجاه إسرائيل».

وأشار البيان إلى أن «اللجنة التنفيذية تدرس بجدية كاملة الدعوة لانعقاد مجلس الأمن الدولي لبحث انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي المستمرة في القدس وجميع إرجاء الوطن، وخاصة السطو العلني على بيوت أبناء شعبنا في القدس وتوسيع الاستيطان واستمرار فرض الحصار على شعبنا في غزة ومناطق الضفة».
وأكدت اللجنة على «ضرورة بدء التشاور مع الأشقاء العرب والقوى الصديقة لإنهاء هذا الوضع الخطير والانتهاكات العنصرية والتوسعية الاستيطانية ضد شعبنا ولعرقلة السلام».

وتوجهت اللجنة التنفيذية «بالتحية إلى ذكرى الشاعر الوطني الكبير محمود درويش بمناسبة مرور عام على رحيله، مؤكدة أن رسالته في سبيل قيام وطن حر ومستقل ومجتمع ديمقراطي تنمو فيه الثقافة الوطنية وروح الإبداع الحر ويتساوي فيه الناس جميعا كأحرار وبناة لمستقبل واعد، وأن رسالته هذه سوف يصونها الفلسطينيون ويحمونها جيلا بعد جيل».

التعليقات