31/10/2010 - 11:02

مسيرات حجيج وصلاة الى القدس الشريف؛ المطران عطا الله حنا: أنتم جزأ أصيل من شعب أصيل

المطران عطاالله حنا يدعو المسيحيين الى الصمود والبقاء في هذه الأرض المقدسة ويؤكد بأن الهجرة موقف لا نحبذه ويدعوهم الى تقديم أسهاماتهم في هذا الوطن

 مسيرات حجيج وصلاة الى القدس الشريف؛ المطران عطا الله حنا: أنتم جزأ أصيل من شعب أصيل
القدس – انطلقت اليوم بمبادرة من الجمعيات والأندية الأرثوذكسية في عدد من مدن وبلدات الجليل وخاصة منطقتي الناصرة وحيفا انطلقت مسيرات حجيج وصلاة الى القدس الشريف حيث انطلقت عشرات الباصات عند الصباح الباكر من المناطق المتعددة في الجليل ووصلت الى مدينة القدس في ساعات ما قبل الظهر.

وقد قدر عدد المشاركين بأكثر من ألف وخمسمائة شخص من كافة الأعمار. حيث كان التجمع في منطقة باب الأسباط وقد كان في استقبالهم سيادة المطران عطاالله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس الذي تحدث عن أهداف هذه الرحلة مرحبا بالجميع ومؤكدا بأن طابع هذه الزيارة هو روحي للتأمل في روحانية الأماكن المقدسة وخاصة في هذه الأيام المباركة التي يصوم فيها المؤمنون استعدادا لأسبوع الآلام والفصح المبارك.

وقد قاد سيادة المطران المسيرة الروحية من باب الأسباط مرورا بشوارع وأزقة القدس العتيقة وطريق الآلام وقد تخللت المسيرة قراءات من الإنجيل المقدس وتراتيل، إضافة الى توضيحات من سيادة المطران عن الأماكن المقدسة التي مر بها الزوار وهم سائرون في طريق الآلام.

وقد اختتمت المسيرة في ساحة كنيسة القيامة. حيث زار الجميع القبر المقدس والجلجلة وجالوا في المواقع الدينية في كنيسة القيامة. وقد اختتم اللقاء في كنيسة القيامة بكلمة روحية توجيهية من سيادة المطران دعا فيها المؤمنين الى تكثيف زياراتهم للقدس مؤكدا أن كنيسة القيامة وغيرها من الكنائس هي أماكن مباركة حبانا بها الله لكي تكون مراكز أشعاع روحي ولكي تذكرنا بعطايا الله لنا نحن البشر.

وقال إن مقدساتنا هي جزء من أيماننا وتراثنا وهويتنا الروحية فكنيسة القيامة هي قبلتنا والحجيج للأماكن المقدسة هو تقليد شريف أتبعه المؤمنون جيلا بعد جيل وقال إن مسيحيي الأراضي المقدسة هم مدعوون للتمسك بهذا التراث وبهذه الأصالة فالعالم المسيحي بأسره ينظر الى القدس في هذه الأيام المباركة. هذه المدينة التي احتضنت الآلام والقيامة وفيها تأسست الكنيسة الأولى. وأضاف: " أنتم امتداد لهذه الكنيسة الرسولية المقدسة والتي يصفها القديس يوحنا الدمشقي بأم الكنائس، أحبوا كنيستكم، أحبوا أرضكم المقدسة، اصمدوا في هذه الديار فمهما كانت الصعاب والضغوطات كبيرة فأنكم مدعوون للبقاء والتمسك بهذه الرسالة وعدم الهجرة. فالهجرة هي هرب وتراجع وموقف لا نحبذه لأنه ما قيمة المقدسات وما قيمة الأرض وما قيمة الوطن بدونكم. فالكنيسة ليست حجارة كما الوطن ليس ترابا وطينا أنما هو أنتم فاجعلوا من فترة الصوم الأربعيني المقدس فترة تنقية روحية وعودة إلى الذات ولنضع أمام الرب همومنا وهواجسنا فهو خير معين لنا.

وتابع: أنكم لستم طائفة ولا نريدكم أن تكونوا طائفة فالمسيح لم يقل عن ذاته يوما بأنه أتى لكي يؤسس طائفة على الأرض وإنما أتى لكي يعلمنا الإنسانية ولكي يقول لكل واحد منا: كن أنسانا كما يريد الله منك أن تكون. وقال سيادته: المسيحيون في هذا الوطن الجريح مدعوون لأن يكونوا ملح الأرض والخميرة الصالحة التي تخمر العجنة كلها. فلا تتقوقعوا فأنتم جزأ أصيل من شعب أصيل ومن قضية عادلة والمسيحي مدعو لأن يقدم إسهاماته البناءة في الحقول الوطنية والفكرية والثقافية وغيرها.

وأضاف: أننا نسأل الله أن تزول مظاهر العنصرية والتمييز والحقد التي يعاني منها شعبنا فالاحتلال يجب أن يزول ولا يجوز أن تكون الأسوار العنصرية محيطة بالقدس لا سيما وأن المسيح أتى أليها لكي يزيل أسوار وحواجز العنصرية والقهر والظلم. وما نتمناه لشعبنا الفلسطيني ونحن نجتمع للصلاة في هذه الكنيسة هي الحرية والكرامة والاستقلال والأمن والأمان. أرفعوا صلواتكم أمام الرب من أجل القدس الجريحة ومن أجل شعبنا المكلوم. فإذا ما كان الظالمون في هذا العالم كثيرون وإذا ما كان القتلة والمجرمون موجودون فأننا نؤمن أن الله أكبر وهو نصير للمظلومين وللحزانى ومكسوري القلوب.

هذا وقد تجول المشاركون في هذه الرحلة بعدئذ في مرافق القدس المتعددة ومن ثم غادروا القدس لزيارة بيت لحم وأريحا. وقد كانت أجواء هذه الرحلة روحية مؤثرة حيث عبر الجميع عن رغبتهم بالتعرف عن الأماكن المقدسة وزيارتها بشكل مستمر.



التعليقات