31/10/2010 - 11:02

أبو مازن: "نحمل الحكومة الإسرائيلية كامل المسؤولية إزاء الجرائم الفظيعة التي ارتكبتها ولم تزل"

أبو مازن يلقي خطابًا في ذكرى انطلاق "فتح"، يتركّز فيه بالعدوان الوحشي على غزة وينادي بالوحدة ويدعو مجلس الأمن لإدانة العدوان وفرض قرارات الشرعية الدولية

أبو مازن:

ألقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، خطابًا مسجّلا، بذكرى انطلاقة حركة التحرير الوطني الفلسطيني"فتح"، قال فيه أن ولكن المطلب الأول للفلسطينيين هو "تعبئة كل الجهود والطاقات، تنظيمية ووطنية وقومية، لوقف هذا العدوان الإسرائيلي الإجرامي على أهلنا بالقطاع الحبيب، واستعادة الوحدة بالحوار، وحدة وطننا الواحد وشعبنا الواحد، مصدر قوتنا الوطنية، في مواجهة الاحتلال والعدوان، والحصار والاستيطان والجدران، وضمانة انتصارنا وتحقيق أهداف شعبنا".

وقال أبو مازن إن "ما تتعرض له غزة الصامدة اليوم بأعتى آلة عسكرية توقع المجزرة الأكثر دموية والتدمير المنهجي الشامل لكل مقومات ومظاهر الحياة، عدوانا آثماً لا يستهدف غزة فحسب، بل كل أبناء الشعب الفلسطيني وقضيته ومستقبله، بل أبسط حقوقه وشرائع وحقوق الإنسان في كل مكان".
وأضاف "إن الدم الفلسطيني الزكي الواحد ليس ولن يكون رخيصا، وهو ليس ولن يكون بضاعة انتخابية أو تجارة حزبية، ولن يُنسى أو يذهب هدراً أو يهون. وإن تبعات هذا العدوان الإجرامي الذي يجب لجمه على الفور بلا قيد أو شرط لن يكون من السهل تداركها قبل أن تحمل الحكومة الإسرائيلية كامل المسؤولية إزاء الجرائم الفظيعة التي ارتكبتها ولم تزل".

ودعا الرئيس الفلسطيني المجتمع الدولي "لأكثر من وقف العدوان وإدانته بصورة فورية وملحة، ولتفعيل إرادته لتطبيق قرارات الشرعية الدولية سواء منها المتعلقة بتوفير الحماية الدولية لأبناء شعبنا، أو تنفيذ قراراته وإرادته الضامنة لحق شعبنا بالحرية والاستقلال، لإنهاء هذا الصراع المحتدم منذ عقود طويلة".

وقال أبو مازن أن هذه اللحظة التاريخية "ليست اللحظة للتلاوم والمحاسبة إزاء ما يتعرض له وجود شعبنا وقضيته وكيانه ومصيره منذ إشعال الفتنة السوداء إلى هذه المجزرة الرهيبة، ولن نصغي لأصوات الحقد والمهاترات الناشزة، لأننا لن نفرط أو نقصر أو نتهاون بحمل أمانة المسؤولية بتمثيل إرادة كل أبناء الشعب في كل أنحاء الوطن وخارجه".

وحول المفاوضات مع إسرائيل صرّح "هذا الصراع الذي لن يتوقف، دون تحقيق الحقوق العادلة لشعبنا الصامد، وإلا ما معنى استمرار التفاوض بأبواب موصدة، فالمفاوضات ليست هدفا بذاتها وما لم تكن الوسيلة والخيار، بإرادة صريحة و قوية، لتحقيق أهداف السلام المحدد الأسس والأهداف كما حددتها مبادرة السلام العربية التي نعتبرها الأساس ونقطة الارتكاز للسلام، فلا جدوى من استمرارها".

وصرّح أبو مازن "لقد نبهنا إلى مخاطر إفشال الحوار و إنهاء التهدئة، وكان الجميع يدرك تبعات إنهائها، حتى عبر وسائل الإعلام، وما تخطط له الحكومة الإسرائيلية، لاستدراج المواقف، توطئة للعدوان المدبر، وبذلنا كل الجهود عبر الاتصالات الحثيثة مع سائر الأطراف بما فيها حماس بشكل مباشر وعبر دول عديدة، ورجونا وناشدنا، عدم الانجرار إلى ما يدبر لنا وما لا نحتمل بالانضواء تحت أجندات إقليمية، لا تمت لمصالح الشعب بصلة، ولكن كل هذه الجهود باءت بالإخفاق".

وأضاف أبو مازن "خاصة في هذه الظروف المصيرية، التي ينبغي ألا يعلو أثناءها أي صوت، على الجهد المكثف المسؤول لمواجهة العدوان ولجمه وعلى صوت الحوار والوحدة، تعالوا إلى كلمة سواء بيننا، نستجيب فيها لنداء الشعب نداء غزة الجريحة المعذبة".

"وإن السلطة بنى وهياكل ووظائف، لا ينبغي أن تكون مدخلاً لتمزيق شعبنا وتفريق صفوفه، بل إطار لحشد طاقاته وقدراته، لتكون السلطة النواة الصلبة للدولة الآتية، ورافعة لأعمدتها، عنواناً لتوحده وممارسته الديمقراطية وجدارته بالحكم والاستقلال، في إطار التنوع والتعددية السياسية وتداول السلطة في ظل القانون والنظام". وأضاف "دون أن يملي فصيل أو اتجاه أجندته قسراً، على الإرادة الجماعية للشعب وقواه، وجميعنا على سفينة واحدة".

"وهو نفس النداء الذي نوجهه لكل أبناء شعبنا قوى وقطاعات ومؤسسات وفئات لنعلي صوتنا الواحد لمواجهة العدوان ووقفه واستعادة الوحدة، وممارسة كل أشكال النضال السلمي في مواجهة الاحتلال، وتأكيد وحدة الشعب والأرض في الضفة وغزة، دون عبث يعرض مصالحنا للخطر، ويكفي الثمن الباهظ للعدوان والدم الزكي الذي يسيل بغزارة من عروقنا بغزة الحبيبة".

التعليقات