31/10/2010 - 11:02

أسرى فلسطين في "عوفر" يناشدون العالم التدخل لإنقاذ حياتهم

أسرى فلسطين في

وجه الأسرى في سجن"عوفر" المقام على أراضي بلدة بيتونيا غرب محافظة رام الله والبيرة، نداء للرأي العام الدولي للتدخل لإنقاذ حياتهم، وقال الأسرى في رسالة سربت من داخل المعتقل، وحملت عنوان "متى سيسمع العالم صيحة المعتقلين من بين أكوام الهموم؟" إن معاناتهم داخل المعتقل بلغت ذروتها، جراء الإهمال والممارسات الإسرائيلية.

وأشارت الرسالة إلى تضاعف معاناتهم خلال الأيام القليلة الماضية، بعد سقوط الثلوج على خيامهم، لافتقارهم إلى الملابس وانعدام التدفئة، وتدفق المياه إلى خيامهم.

ورسمت الرسالة صورة سريالية لمعاناتهم، فبينما لبست الأرض حلتها البيضاء وكأنها عروس في لباس زفافها الأبيض الناصع، هلل المعتقلون في خيام "سجن عوفر العسكري" لتساقط وريقات الثلج القطنية المنسابة من بين أطياف الأجواء وتفاءلوا بالثلج، ليس للونه الناصع الصافي فحسب، بل لأن المعتقلين يعشقون التميز في حياتهم اليومية، لشدة ما فيها من روتين دائم وقاتل.

وبينت الرسالة أنه لا جديد لدى الأسرى سوى اختلاف مناخ الطقس، وسرعان ما تحولت الابتسامات المرتسمة على وجوه الأسرى إلى أنات ألم وزفرات آهات تتابع سقوط الثلوج وتراكمها فوق الخيام، مما أدى إلى انهيار بعضها، وسارع الأسرى إلى اختيار أقل الضررين وهو الخروج لإزاحة الثلج من الخيام.

وتابعت الرسالة "أن الأسير الذي يخرج إلى الحمامات لقضاء حاجته لم يجد إلا أن تغوص قدماه إلى الركب بين أكوام الثلوج، فبالرغم من فتاوي العلماء من المعتقلين بجواز التيمم، إلا أن احتياجات المرء أكبر من أن يقضيها بالتيمم فقط، فالرياح العاصفة تعصف بالخيام وتصارعها وتعصف بالمعتقلين ببرودة قارسة، ولا نار تدفئ ولا سكن مغلقاً ولا لباس سميكاً ولا طعام ساخناً، وما زال الصبر والمصابرة هما شعار الأسرى.

جدار إسمنتي يفصل بين مختلف أقسام السجن

هذا وشرعت إدارة السجن بإقامة جدار إسمنتي حول أقسام السجن العشرة يبلغ ارتفاعه 5 أمتار، مما يحجب أية رؤية خارجية عن المعتقلين ويزيد من معاناتهم النفسية.

وأكد عدد من الأسرى خلال اتصال أن آليات وطواقم الاحتلال باشرت بإقامة هذا الجدار متذرعة بأن ذلك جاء عقب فرار سجينين مؤخراً منه.

ويأتي هذا العمل استكمالاً لوضع أسلاك شائكة إضافية خلال الأسبوعين الماضيين، ليصبح حول كل قسم 3 جدران يليها هذا الجدار الإسمنتي الرابع، بالإضافة إلى أبراج المراقبة والعد " الإحصاء" الدوري للمعتقلين الذي يصل إلى 3 مرات يومياً.

ويذكر، أن عدد الأسرى والمعتقلين في "سجن عوفر" وصل إلى 700 أسير يعيش كل 20 منهم في خيمة، من بينهم عدد كبير من المرضى ومصابي الانتفاضة والمحكومين إداريا.

أوضاع صحية خطيرة في سجون الإحتلال

و استنكر مدير مؤسسة لجان العمل الصحي، الدكتور أحمد مسلماني، اليوم، معاناة الأسرى الصحية داخل سجون الاحتلال وما يتعرضون له من تنكيل وإهمال صحي متعمد من قبل إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي.

وأوضح خلال مؤتمر صحفي عقد في مركز الإعلام الفلسطيني في مدينة البيرة اليوم مختلف أوجه المعاناة والأمراض التي يعاني منها الأسرى ومماطلة سلطات سجون الاحتلال بتقديم العناية الصحية والعمليات الجراحية اللازمة لهم.

وأشار الدكتور مسلماني الذي أفرجت عنه سلطات الاحتلال مؤخرا إلى الواقع الصحي المأساوي الذي يعيشه المعتقلون، و إلى العذاب اليومي الذي يتعرض له الأسرى وأنواع الأمراض الخطيرة التي يصابون بها من أمراض القلب والقرحة والكبد وغيرها في الوقت تتعمد سلطات سجون الاحتلال إبقائهم مرضى بل وجرحى في كثير من الأحيان حيث ترفض علاج المعتقلين المصابين.

و شرح إحصاءات عدد المرض وأشكال الأمراض التي يعانونها، مشيرا إلى الشهيد وليد عمرو الذي قضى في سجون الاحتلال بسبب الإهمال الصحي من قبل إدارة السجون.

ومن جانبها اعتبرت مديرة مؤسسة الضمير، خالدة جرار، أن ما تقوم به قوات الاحتلال من اعتقالات ومحاكمات غير عادلة ومعاملة سيئة للأسرى بمثابة مخالفة للقوانين الدولية، مشيرة إلى الانتهاكات لحقوق الإنسان في هذا الصدد لا سيما الإهمال الطبي الذي يعانيه أسرانا خلف قضبان سجون الاحتلال.


المصدر: المركز الصحافي الدولي+ وكالة الأنباء الفلسطينية " وفا "

التعليقات