31/10/2010 - 11:02

استقبال حافل للبابا في بيت لحم وأبو مازن يدعو إلى حل الدولتين..

البابا في اليوم الثاني يقيم قداسا بوادي الجوز في القدس بحضور آلاف من المسيحيين * أبو مازن يدعو إلى حل متفق عادل عليه لقضية اللاجئين..

استقبال حافل للبابا في بيت لحم وأبو مازن يدعو إلى حل الدولتين..
يزور بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر اليوم مدينة بيت لحم بالضفة الغربية في اليوم الثالث من زيارته لإسرائيل والأراضي الفلسطينية. وقد أعلنت الشرطة الفلسطينية حالة الاستنفار القصوى استعدادا للزيارة.

وقد دعا رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، اليوم، الأربعاء، أثناء استقباله في بيت لحم قداسة البابا بنديكت السادس عشر إلى إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني وحل الدولتين، دولة فلسطين إلى جانب دولة إسرائيل تعيشان جنبا إلى جنب بأمن واستقرار، وإيجاد حل متفق عليه لقضية اللاجئين، وتطبيق مبادرة السلام العربية التي اعتمدتها 57 دولة عربية واسلامية.

كما تطرق في حديثه إلى سياسة العزل الاسرائيلية للاراضي الفلسطينية وبناء جدار الفصل، واتهم إسرائيل بإجبار الفلسطينيين، مسلمين ومسيحيين، على الهجرة من بلادهم.

وتطرق إلى أوضاع مدينة القدس وإحاطتها بجدار الفصل ومنع أبناء الضفة الغربية من الوصول إليها، وأشار الإجراءات التي تمارس بحق الفلسطينيين في المدينة المقدسة من كل أشكال القمع ومصادرة الاراضي ومنع البناء وهدم البيوت وفرض الضرائب الباهظة.

وقال أيضا: "الطريق الذي ننشده واضح وضوح الشمس ويحظى بتأييد المجتمع الدولي بأسره على أساس حل الدولتين، دولة فلسطين إلى جانب دولة إسرائيل تعيشان جنبا إلى جنب بأمن واستقرار مع حل عادل ومتفق عليه لقضية اللاجئين بناء على قرار الامم المتحدة 194 وطبقا لمبادرة السلام العربية المعتمدة من قبل 57 دولة عربية واسلامية".

إلى ذلك، تميز اليوم الثاني من زيارة البابا بالطابع الديني حيث أقام في المساء قداسا بوادي الجوز الواقع بين جبل الزيتون وأسوار البلدة القديمة في القدس المحتلة بحضور آلاف من المسيحيين، كما صلى بمكان "العشاء الأخير" للمسيح.

وفي القداس الذي أقامه، اعترف البابا بما وصفها بالصعوبات والإحباط والألم والمعاناة التي يواجهها المسيحيون بالأرض المقدسة، وقال إن وجوده بينهم يظهر أنه لم ينسهم. كما حث المسيحيين على المثابرة وتحمل الصعاب.

ومن جانبه ألقى بطريرك اللاتين بالقدس فؤاد طوال كلمة رحب فيها بالضيف.

وقبل ذلك زار البابا الحائط الغربي من المسجد الأقصى، المعروف باسم حائط البراق -والذي يطلق عليه اليهود حائط المبكى- وترك هناك رسالة دعا فيها إلى السلام بالشرق الأوسط والعالم أجمع.

كما زار مسجد قبة الصخرة، والتقى هناك المفتي العام للقدس الشيخ محمد حسين، وحث المسلمين واليهود على الحوار الصادق بهدف بناء عالم من العدل والسلام.

وقال البابا إن الحرم القدسي يمثل "حافزاً للسلام في عالم تمزقه الانقسامات"، مؤكدا أن هذا الموقع المقدس يحفز ذوي النيات الحسنة للتغلب على سوء الفهم وتجاوز صراعات الماضي، وانتهاج سبيل الحوار الصادق من أجل بناء عالم قوامه العدل والسلام للأجيال المقبلة.

وفي أعقاب الاجتماع، قال الشيخ محمد حسين إنه أطلع بنديكت السادس عشر على معاناة الفلسطينيين، وطلب إحقاق العدل في هذه الأرض المقدسة. ولما سئل عن رد البابا، قال مفتي القدس إنه "بدا متقبلاً".

ومن جهتها منعت سلطات الاحتلال النقل المباشر لوقائع زيارة البابا للحرم القدسي الشريف، كما منعت الصحفيين الفلسطينيين من نقل وقائع الزيارة في حين سمحت للصحفيين كافة بمتابعة زيارة البابا لحائط البراق.

يأتي ذلك في وقت انتقد فيه المتحدث باسم الفاتيكان تقارير وتصريحات إسرائيلية وصفت ماضي البابا الألماني الأصل بالماضي النازي.

وقال فريدريكو لومباردي خلال مؤتمر صحفي عقده بالقدس إنه تم تجنيد جوزيف راتزنغر وهو الاسم الأصلي للبابا، عنوة في الجيش الألماني خلال الحرب العالمية الثانية، مشدّداً على أنه لم يكن محاربا وإنما هو رجل ينشد السلام.

كما تطرّق للغضب الذي يسود إسرائيل بسبب ما سماه عدم تنديد البابا بالفظائع التي ارتكبها النازيون بحق اليهود خلال المحرقة، وقال إن البابا استنكر أعمال النازيين وهو غير معتاد على تكرار أقواله مرات كثيرة، وخلال زيارته لمتحف "ياد ياَشيم"، اختار أن يركز على الذكرى واحترام ضحايا المحرقة، وحتى أنه أكد أن الكنيسة الكاثوليكية كافحت دائما ضد جرائم ضد البشرية كهذه.

وكانت صحف إسرائيلية أبرزت الثلاثاء تصريحات غاضبة لمسؤولين إسرائيليين، وخيبة أمل إسرائيلية بسبب عدم اعتذار البابا عن محرقة اليهود إبان الحكم النازي لألمانيا.

التعليقات