31/10/2010 - 11:02

البرغوثي يحذر من عملية تضليل واسعة تكرس الأوهام حول الوضع السياسي

-

البرغوثي يحذر من عملية تضليل واسعة تكرس الأوهام حول الوضع السياسي
حذر د.مصطفى البرغوثي، عضو المجلس التشريعي الفلسطيني، وأمين عام المبادرة الوطنية الفلسطينية، من عملية تضليل واسعة يتم تسويقها، هدفها الإيهام بأن هناك طروحات جدية للسلام في المنطقة.

وقال د. البرغوثي، بأن هناك محاولة لسيطرة الرواية الإسرائيلية على المشهد الفلسطيني السياسي، وعلى المشهد الإعلامي فيما يشكل خطورة حقيقة لتفرد وسيطرة الرواية الإسرائيلية المشوهة وما يؤدي إليه من تحليل مؤذ للأوضاع، وثانياً: غياب كثير من الحقائق عما يجري في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وخصوصاً ما يجري في قطاع غزة، وهذا التغييب بدون شك يؤثر بشكل سلبي جداً على معرفة الوضع الفلسطيني.

وفيما يتعلق بالأمر السياسي، أكد البرغوثي أن هناك خطورة لطروحات تقدم، سواء فيما ورد لخطة أولمرت أو بالطروحات الإسرائيلية المتوالية، وفيما ورد في خطاب الرئيس الأمريكي بوش، أو ما يقدم من مقترحات كحلول، أو كاتجاهات للحلول، في موضوع الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ونحن نستطيع أن نحدد أن هناك عدة إشكاليات محددة في الرواية الإسرائيلية التي لا بد من متابعتها ومتابعتها وانتقادها. لأنها قد تشكل تشويه كبير لما قد يجري.

واعتبر البرغوثي أن المشكلة الأولى فيما يتعلق بمحاولة بعض الأطراف الدولية وإسرائيل تحديداً، تصوير أن الصراع الجاري هو صراع فلسطيني- فلسطيني، وإبعاد الصورة عن حقيقة أن جوهر الصراع وأساسه هو الاحتلال الإسرائيلي واضطرار الفلسطينيين للنضال من أجل نيل الحرية والاستقلال، محاولة تصوير الصراع على أنه بين معتدلين ومتطرفين فلسطينيين، يستهدف إخفاء الاحتلال كجوهر للقضية القائمة، وثانياً تشتيت جهود الشعب الفلسطيني في صراعات جانبية، بدل أن تركز الحركة الوطنية جهدها على الاحتلال والخلاص منه.

وحدد البرغوثي النقطة الثانية المهمة جداً، بأنها تصوير الأمر بأن سبب إعاقة حل في المنطقة أو سلام، هو عدم وجود مؤسسات للسلطة الفلسطينية، وهذا تجلى بشكل واضح في الوصف الوظيفي الذي أعطي لتوني بلير، رئيس الوزراء البريطاني السابق في مهمته الجديدة في الشرق الأوسط، من قبل اللجنة الرباعية، وتحديداً من قبل الولايات المتحدة، ويتجلى في الوصف الوظيفي الذي يوضع للاجتماع الدولي والذي يسميه البعض خطأً بالمؤتمر الدولي. باعتبار أن تركيز جهد بلير والمؤسسات الدولية على بناء مؤسسات السلطة الفلسطينية، وكأن المشكلة كانت عدم وجود مؤسسات سلطة فلسطينية، هذه المؤسسات التي بنيت وهدمت ثم بنيت وهدمت أكثر من مرة على يد المجتمع الدولي، ومن يساق الأمر كما أنم المشكلة الرئيسية هي غياب مؤسسات فلسطينية فاعلة.

ووجه الدكتور البرغوثي الاهتمام لمقالة لفايسغلاس، مساعد شارون، الذي يعيد تأكيد طرح شارون، من خلال مقال نقل عن هآرتس، وتقضي بأن حقيقة ما يجري من تحركات دولية الآن، بأن رؤية شارون التي تجسدت بخارطة الطريق، كانت أولاً على الفلسطينيين تفكيك الإرهاب وبناء مؤسسات سلطة تحارب ما يسمونه الإرهاب. ثانياً أن تقوم دولة فلسطينية، فيما هو قائم تحت صلاحيات السلطة الفلسطينية في مساحة بين 18 إلى 24% في أحسن الأحوال من مساحة الضفة الغربية، وثالثاً، بعد أن تخضع السلطة لامتحان أول، وبعد أن تنجح السلطة في امتحان ثان، يجري التفاوض على قضايا الحل النهائي، هذا بالضبط ما يطرح اليوم حول بناء مؤسسات السلطة الفلسطينية دون الخوض في قضايا الحل النهائي، وهذا يقود إلى النقطة الثالثة الخطيرة جداً فيما يعرض، وهو فصل قضية الدولة الفلسطينية عن جملة قضايا الحل النهائي، مثل الحدود واللاجئين والقدس والمستوطنات والمياه، أي الحديث عن دولة ذات حدود مؤقتة، وهذا يتطابق تماماً مع رؤية فايسغلاس في حديثه عن خارطة الطريق وعدم الخوض في أشياء أخرى. أي أراض مقطعة الأوصال ودولة بأقل من 50% من مساحة الضفة الغربية.

واعتبر د. البرغوثي أن المسألة الرابعة الخطيرة، التي تمثل محاولة خداع وإيهام للشعب الفلسطيني وهي الحديث عن دولة في حدود 90% من مساحة الضفة، وبيرس قال إنها في حدود 100% والخداع هنا يتمثل بأنه يأخذ مانشتات واسعة في الصحف ويصبح متداولا، وعندما يعلن مكتب أولمرت كما فعل بالأمس نفيه لهذا الكلام وعدم استعداد إسرائيل لمبدأ تبادل الأراضي، فإن هذا الخبر ينشر بثلاثة أو أربعة أسطر صغيرة في مكان ناءٍ في الصحف. وبالتالي لا يحظى باهتمام الإعلام وبالتالي معرفة الناس. هم يتحدثون عن هم لا يتحدثون عن 90% من أصل 100% من مساحة الضفة بل عن 90% من أصل 50% من مساحة الضفة الغربية، الحديث عن 90% بدون القدس ومحيطها، وبدون منطقة الأغوار، بدون مناطق الاستيطان، وبدون إصبع اللطرون، وهذه لعبة مكشوفة يجب ألا تنطلي على أحد.

وأضاف في سياق حديثه، بأن الأمر الآخر الذي يجير في إطاره محاولة تشويه الأمور هو موضوع اللاجئين الفلسطينيين، ومحاولة انتزاع تنازل فلسطيني عن حق اللاجئين في العودة، وهو حق أقرته المواثيق والقرارات والمعاهدات الدولية، قبل الشروع أصلاً في مفوضات، هاذا الحق لا يمكن نفيه أو شطبه أو إهماله، وهذا حق يمثل جوهر القضية الفلسطينية وهو جزء أساسي من المبادرة العربية، وهو بالأساس جزء أساسي من برنامج منظمة التحرير الفلسطينية الذي يتحدث الكثيرون اليوم عن احترامه والتمسك به، وقال د. البرغوثي: "يؤسفني القول أن عددا من المسؤولين في نفس المنظمة يخرج عن هذا البرنامج عندما يتحدث عن التنازل عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين المشروعة".

التعليقات