الجبهة الديمقراطية تدعو القيادة الفلسطينية الى مراجعة مواقفها السياسية الحالية من خطة خارطة الطريق

دعا صالح زيدان عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية القيادة الفلسطينية الى مراجعة مواقفها السياسية الحالية من خطة خارطة الطريق وخاصة في ظل التبني العملي من قبل بوش لتحفظات شارون حول الخارطة خلال لقائهما الاخير في واشنطن واتضاح تهرب الادارة الامريكية من مسؤولياتها تجاه الزام شارون بتطبيق التزامات اسرائيل من خارطة الطريق.

واوضح زيدان ان القيادة الفلسطينية التي كانت تراهن على قدرة الجانب الامريكي على ممارسة ضغوط على الجانب الاسرائيلي لتطبيق خارطة الطريق والالتزام بعملية السلام مطالبة بتغيير مواقفها مشيرا الى ان الرهان الحقيقي يجب ان يكون على شعبنا من خلال التمسك بخيار الانتفاضة وترجمتها الى عمل مكثف من اجل استنهاض وتجديد زخم الحركة الجماهيرية المناهضة للاحتلال تعزيزا للطابع الشعبي المنظم للانتفاضة واعادة بناء اطرها وهياكلها المنظمة على مختلف المستويات وتفعيلها.

واشار زيدان الى ان الوضع مرشح للانفجار في المرحلة المقبلة فالهدنة لا يمكن ان تكون من جانب واحد والذي يتحمل مسؤولية ذلك هو اسرائيل التي لم تلتزم حتى الان باي شرط من شروط الهدنة وبغطاء امريكي وهي على العكس من ذلك تواصل ممارسة العدوان سواء الحصار والاستيطان وبناء الجدار العنصري وفرض سياسة التمييز والمعايير العنصرية بحق الاسرى والابقاء على الاف منهم قيد الاعتقال كما ان اسرائيل لم تنفذ اية انسحابات جدية حتى الان من المدن الفلسطينية مما يؤكد ان شارون يعمل على تبديد وقت الهدنة بممارساته العدوانية والاستيطانية التوسعية الامر الذي يولد شكوكا حول مصير الهدنة.

ونوه زيدان الى ان تصريحات شارون خلال زيارته الاخيرة الى واشنطن تؤكد ان هناك تطابق في الاراء بين الجانبين الاسرائيلي والامريكي للضغط على السلطة الوطنية ودفعها باتجاه تفكيك البينة التحتية للمقاومة والتعامل مع الهدنة وكانها تحصيل حاصل مضيفا ان هذه المواقف المعلنة من قبل الجانبين الامريكي والاسرائيلي والمتنكرة للحقوق الفلسطينية تتطلب تدخلا عربيا ودوليا ضاغطا من اجل الزام اسرائيل بشروط الهدنة وعملية السلام .
واضاف زيدان ان التصريحات التي صدرت عن بوش خلال لقائه مع شارون مؤخرا تؤكد مرة اخرى ان الولايات المتحدة تبنت عمليا التحفظات الاسرائيلية الشارونية من خطة خارطة الطريق الامر الذي يعني نسف هذه الخارطة وأن المقصود هو احتواء الصراع الفلسطيني الاسرائيلي بما لايمكن الجانب الاسرائيلي من تطبيق الالتزامات المطلوبة منه في هذه الخارطة معتبرا ان الادارة الامريكية لا تمتلك الارادة السياسية لخلق حل دائم في المنطقة وتطبيق خارطة الطريق خاصة انها مقبلة على انتخابات الرئاسة.

وشدد المسؤوول في الجبهة الديمقراطية على ضرورة التصدي للمخاطر القائمة وخاصة في بعض جوانب خطة خارطة الطريق التي تركزعلى الجوانب الامنية وتبني التحفظات الاسرائيلية من قبل الادارة الامريكية وذلك من خلال اعادة النظر في الموافقة الرسمية غير المشروطة لصالح تبني التحفظات التي عبرت عنها القوى السياسية الفلسطينية واتخاذ خطوات فلسطينية والتسليم ببعض ايجابيات الخطة التي فرضتها الانتفاضة للتاثير في تطبيق الخطة وفق الية تفاوضية تستند الى قرارات الشرعية الدولية كما دعا الى الحذر من المخططات الامريكية الاسرائيلية لجر الساحة الفلسطينية الى فتنة داخلية مما يستدعي تحقيق الاجماع الوطني وتحريم الفتنة و توفير مقومات الصمود للشعب الفلسطيني بما يعزز من قدرته على الصمود ومواصلة الانتفاضة بطابعها الشعبي مع الاحتفاظ بحقنا المشروع في المقاومة وتصويب التعاطي مع خارطة الطريق بما يكفل تحقيق ثوابتنا الفلسطينية .

وشدد زيدان على ضرورة العمل على تشكيل القيادة الوطنية الموحدة على قاعدة البرنامج المشترك وتضم ممثلي السلطة وقيادة م.ت.ف وجميع القوى الوطنية والاسلامية الفاعلة وشخصيات وطنية بارزة في مؤسسات المجتمع المدني .