31/10/2010 - 11:02

السلطة الفلسطينية تشدد قبضتها على المساجد وحماس تعتبر ذلك تصعيدا ضدها

شددت السلطة الفلسطينية قبضتها على المساجد في الضفة الغربية باجراءات جديدة اتخذتها مؤخرا للحد من تأثير حماس على هذه المساجد، رأت فيها الحركة الاسلامية "حربا" ضد الدين.

السلطة الفلسطينية تشدد قبضتها على المساجد وحماس تعتبر ذلك تصعيدا ضدها
- شددت السلطة الفلسطينية قبضتها على المساجد في الضفة الغربية باجراءات جديدة اتخذتها مؤخرا للحد من تأثير حماس على هذه المساجد، رأت فيها الحركة الاسلامية "حربا" ضد الدين.

وكان وزير الاوقاف في حكومة سلام فياض اعلن بداية الاسبوع، اجراءات غير مسبوقة في المساجد ومنها وقف تلاوة القران في مكبرات الصوت قبل الاذان.

وقال محمود الهباش ان هذا الامر "يتماشى مع السنة النبوية"، مؤكدا ان "القرار اتخذ في عهد حكومة الوحدة الوطنية التي شكلتها حماس.

واضاف في مؤتمر صحافي ان الاجراءات التي اتخذتها وزارته تهدف الى تنظيم النواحي الادارية في المساجد ومنها منع الدروس الدينية التي تقام في المساجد الا بتفويض من وزارة الاوقاف وكذلك تعيين خطباء من قبل الوزارة وتحديد مضمون خطبة يوم الجمعة.

وكانت وزارة الاوقاف استحدثت نظاما لربط عدد من المساجد في بعض المدن الرئيسية مثل رام الله، تكنولوجيا بالاذان الموحد.

الا ان هذا النظام لم يشمل كافة المدن الفلسطينية بعد.

وقال الهباش "لن نسمح لكل من اراد ان يخطب دون علم ان يقدم خطبته يوم الجمعة".

ونفى الهباش، ان تكون وزارته فصلت احدا من موظفي حركة حماس العاملين في وزارة الاوقاف. وقال "هناك عشرات الائمة والخطباء محسوبين على حركة حماس لكنهم ملتزمون ابعاد الدين عن السياسة".

من جهتها، اعتبرت حركة حماس الاجراءات التي اتخذتها وزارة الاوقاف بانها حرب تشنها " سلطة فتح بحق المساجد وأهلها وبحق التيار الديني والملتزمين بصورة عامة".

وقالت في بيان ان الهدف من هذه الاجراءات "هو محاربة التيار الديني في شعبنا الفلسطيني الذي كان على الدوام الدافع الاساسي والمحرك الرئيس في مقاومة الاحتلال ومشاريعه".

واضافت "رغم هذه الحملة المسعورة التي تشنها سلطة فتح على أهلنا في الضفة، في محاربة المساجد واهلها ومحاولة تعطيل وتغييب دورها ورسالتها، فانهم لن يفلحوا (...) وسيخيب فألهم واملهم وستفشل مخططاتهم".

وقال محللون ان الاجراءات التي اتخذتها السلطة الفلسطينية مؤخرا بشأن المساجد، اجراءات غير مسبوقة.

لكن آخرين رأوا انها تأتي في سياق حرب قائمة اصلا بين فتح وحماس للسيطرة على المساجد لانها تشهد اكبر حشود في اوقات الصلاة.

وقال الكاتب والمحلل السياسي هاني المصري ان السلطة الفلسطينية "لطالما اعتبرت ان المساجد كانت قواعد لحركة حماس والسلطة تحاول السيطرة على هذه المساجد وهو ما ظهر بشكل جلي في الفترة الاخيرة".

واضاف ان "الحرب على المساجد كانت دائما، لكنها ظهرت بشكل اوضح هذا الشهر".

واشار المصري الى ان الاجراءات التي اتخذتها وزارة الاوقاف بشأن المساجد لها علاقة مباشرة بالصراع القائم ما بين حركة حماس وفتح.

وقال ان "كل طرف يحاول اضعاف واقصاء الطرف الاخر عن المساجد والجمعيات، والمساجد كونها حساسة تم تأجيلها الى ان اعلن الهباش هذه الاجراءات الجديدة".

من جانبه، قال اياد البرغوثي الذي عمل متخصصا في الحركات الدينية ويدير مركزا للديموقراطية، ان الصراع على المساجد صراع قديم منذ نشئت السلطة "ولا اعتقد ان هناك تصعيدا جديدا".

وقال ان "الاجراءات الجديدة التي اتخذتها وزارة الاوقاف ربما جاء موعد الاعلان عنها صدفة، لكن لا اعتقد انه شيء جديد، بل هذه الاجراءات تأتي في اطار صراع قائم على المساجد اصلا".

واعتبر البرغوثي رد حركة حماس على هذه الاجراءات " مبالغ فيه" موضحا ان هذه الاجراءات التي تم الاعلان عنها جاءت من قبل وزير الاوقاف الذي يعتبر الممثل الرمزي الديني للسلطة الفلسطينية وليست الممثل الرمزي السياسي".

التعليقات