31/10/2010 - 11:02

"الضمير" تحذر من المفاعلات النووية الإسرائيلية ودفن نفايات نووية على طول الحدود مع قطاع غزة..

حسب مصادر "الضمير" وتحقيقاتها فقد زادت خلال العامين السابقين نسب ولادة الأجنة المشوهة في المناطق الشرقية من قطاع غزة..

أعربت مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان عن قلقها الشديد من "التداعيات البيئة والصحية السلبية القاتلة التي تخلفها ممارسات سلطات الاحتلال الإسرائيلي في المناطق الحدودية، وذلك جراء خطر ارتفاع نسب الإشعاع النووي المنبعثة من المفاعلات النووية الإسرائيلية أو جراء دفن المخلفات النووية الناتجة عن بعض المصانع الإسرائيلية على طول الحدود من قطاع غزة.

وحسب مصادر "الضمير" وتحقيقاتها فقد زادت خلال العامين السابقين نسب ولادة الأجنة المشوهة في المناطق الشرقية من قطاع غزة، ويرجح المختصون السبب في ذلك إلى الإشعاعات المنبعثة من المفاعلات النووية أو قيام إسرائيل بدفن مخلفاتها النووية على طول الحدود مع قطاع غزة.

وأوضحت الضمير أن "مخاوف وشكوك المواطنين في منطقة خزاعة شرق خانيونس تزايدت عندما تم اكتشاف "نعجة" تنجب خروفاً مكتمل النمو، لكنه بلا رأس، وله أذنان فقط ويتنفس بينهما لبضع دقائق قبل أن ينفق، كما تم الكشف عن وجود حالات تشوه لدى الأجنة في بطون أمهاتهم، عرف منها حالتان الحالة الأولى لسيدة أكد الأطباء أنها تحمل جنينا بنصف رأس، حيث الجزء العلوي من الرأس لا يظهر، مرجحين وفاة الجنين فور ولادته، والحالة لسيدة أخرى تنتظر إنزال جنينها الذي أكد الأطباء أيضا أن لديه تشوها خلقيا في رأسه".

وقال الضمير إنها "إذ تؤكد على موقفها القاضي بضرورة حماية كل من البيئة و الصحة العامة ضد الانتهاكات الممارسة من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق البيئة والمواطنين المدنيين، فإنها تطالب كل من وزارة الصحة الفلسطينية وسلطة جودة البيئة والمؤسسات الصحية والطبية ضرورة البدء الفوري بإجراء فحوصات شاملة للأجنة والحوامل في المناطق الحدودية، وتوفير العلاج اللازم وسبل الوقاية من خطر تلك الإشعاعات".

ويذكر أن 48% فقط من النفايات السامة للمصانع الإسرائيلية تصل إلى مناطق الدفن الرسمية، وأن 52% من هذه النفايات الخطيرة لم يعرف أماكن دفنها، و ذلك حسب العديد من الدراسات العلمية و الأبحاث التي أجراها مختصون في حماية البيئة، مما يثير الشك بأنها قد دفنت في أراضي الضفة والقطاع، حيث تقوم إسرائيل ومستعمراتها بتهريب مواد سامة وخطيرة، ودفنها في ألأراضي الفلسطينية، وكان آخرها الكشف عن 29 برميلا من النفايات الخطرة في خان يونس قام المستعمرون بإلقائها ودفنها هناك.

كما يؤكد العديد من المختصين والخبراء بأن مرض سرطان الدم والذي يعتبر احد الأمراض الذي قد يصاب الإنسان به نتيجة المخلفات النووية والكيماوية الإسرائيلية السامة والخطيرة يتم دفنها في بعض المناطق الفلسطينية سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة.

ويعود السبب في الإصابة بسرطان الدم إلى تلوث مياه الشرب، وإلى دفن مخلفات من المواد المشعة التي تلوث الماء والهواء والتربة، كما تؤدي إلى إلحاق الأذى بالأجنة ما يؤدي إلى أنهم يولدون دون أيد، ومنهم من يولد بتشوهات في وجهه وجسمه.

ولفتت "الضمير" إلى تصريحات أحد المعلقين في التلفزيون الإسرائيلي القناة الثانية، إيهود يعاري، والتي أكد أن" منطقة "حلوتسا" الواقعة داخل أراضي عام 48 والمحاذية تمامًا لقطاع غزة، تستخدم منذ زمن لدفن المخلفات الذرية الناتجة عن العمل في مفاعل ديمونا".

كما لفتت إلى أن مفاعل "ديمونا" الإسرائيلي الموجود بصحراء النقب منذ عام 1965م مكوَّن من تسعة مبانٍ، وقد تخصص كل مبنى من تلك المباني التسع في إنتاج نوع معين من المواد التي تُستعمل في إنتاج الأسلحة النووية، وتشير بعض التقارير أن المفاعل أصبح قديمًا بحيث تآكلت جدرانه العازلة، وهو ما قد يؤدي إلى تسرب بعض الإشعاعات من المفاعل، وهو ما قد يحدث أضرارًا بيئية وصحية جمة لسكان المنطقة بشكل عام.

وقالت الضمير إنها "تنظر بخطورة بالغة إلى مواصلة سلطات الاحتلال الإسرائيلي انتهاكها للبيئة الفلسطينية ومكوناتها في قطاع غزة، وإصرارها على إلحاق الأذى الصحي والبيئي لكل من المواطنين المدنيين والبيئة على حد سواء، حيث تخالف إسرائيل بشكل صارخ جميع المعاهدات والاتفاقيات الدولية التي تكفل الحق في البيئة الصحية والنظيفة والسليمة وضرورة حماية البيئة ومكوناتها، كما وترفض سلطات الاحتلال الإسرائيلي تطبيق ميثاق "بازل" المبرم في 5 أيار/مايو 1992، والذي يحظر على الدول الأعضاء نقل أي مواد خطرة إلى أراضي دولة أخرى بحجة أن المناطق الفلسطينية لم يعترف بها كدولة بعد".

وقد نص الميثاق على أنه يُسمح فقط نقل أي نفايات عبر الحدود في حال ما إذا كانت عملية نقل النفايات ذاتها عملية التخلص من هذه النفايات الخطرة أو غيرها من النفايات تتمان بطريقة سليمة بيئياً. و في الفقرة الثامنة تُعرِّف الاتفاقية الإدارة السليمة بيئياً للنفايات الخطرة أو النفايات الأخرى بأنها اتخاذ جميع الخطوات العملية لضمان إدارة النفايات الخطرة والنفايات الأخرى بطريقة تحمي الصحة البشرية والبيئة من الآثار المعاكسة التي قد تنتج عن هذه النفايات.

وجددت "الضمير" مطالبتها للمجتمع الدولي والمؤسسات الدولية التي تعنى بحماية البيئة والصحة العامة بالضغط على إسرائيل للتوقف عن انتهاك البيئة الفلسطينية ومكوناتها والعمل على منعها بشكل فوري من مواصلة دفن النفايات الخطرة والنووية في الأراضي الفلسطينية عامة، وفي الأراضي الواقعة على طول حدود قطاع غزة خاصة، وضرورة إجبار دولة الاحتلال الإسرائيلي بالالتزام واحترام المعاهدات والاتفاقيات الدولية القاضية بحماية البيئة والصحة العامة.

التعليقات