31/10/2010 - 11:02

اليوم (29/11): اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني

بمناسبة يوم التضامن الدولي مع شعبنا الفلسطيني نقدم فيما يلي لمحة عن ابرز محطات العدوان الاسرائيلي على حقوق الفلسطينيين، خلال الاعوام الاخيرة وما آلت اليه المفاوضات بين الجانبين

اليوم (29/11): اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني
يصادف اليوم، السبت، التاسع والعشرين من شهر نوفمبر الجاري، اليوم العالمى للتضامن مع الشعب الفلسطيني الذي اغتصبت أرضه وشرد أهله .

ففى مثل هذا اليوم من عام 1947م أقرت منظمة الامم المتحدة تقسيم فلسطين معترفة بقيام دولة لليهود على ارض فلسطين المغتصبة بتواطىء من الاستعمار الكولونيالي.

ومنذ ذلك اليوم والشعب الفلسطينى يقدم تضحيات كبيرة فى سبيل استعادة حقوقه واثبات عدالة قضيته، ويناشد ضمائر العالم أجمع ويخاطب المنظمات الدولية والانسانية من أجل نيل حقوقه المشروعة .

ووقفت قيادة الشعب الفلسطينى تنشد السلام ووافقت على قرارات الامم المتحدة المتعلقه بالقضية الفلسطينية واضعة العالم أمام ضميره ليعيد الحق الذى اغتصب كما رحب الشعب الفلسطينى بجميع المبادرات الرامية الى اعادة الارض مقابل السلام.

وتأتى ذكرى اليوم العالمى للتضامن مع الشعب الفلسطيني هذا العام وسط تطورات متلاحقة فى شأن القضية الفلسطينية والصراع العربى الاسرائيلى. فبعد مؤتمر مدريد للسلام فى الشرق الاوسط الذى بدأت مرحلته الاولى فى نهاية شهر اكتوبر من عام 1991 واتفاقات اوسلو عامى 1993 و 1995 مرت القضية الفلسطينية بتطورات كبيرة حيث وقع الفلسطينيون والاسرائيليون عدة اتفاقات ابرزها توقيع اعلان المبادئ الفلسطينى الاسرائيلى"غزة / أريحا " الذى تم فى واشنطن فى سبتمبر 1993 والتوقيع فى القاهرة فى الرابع من مايو 1994 على وثيقة تنفيذ اتفاق "غزة / أريحا" واقامة الحكم الذاتى الفلسطينى فيهما.

وفى الثالث عشر من الشهر نفسه تسلم الفلسطينيون السلطة رسميا فى مدينة أريحا وتم رفع العلم الفلسطينى على مقر القيادة العسكرية للمدينة بعد سبعة وعشرين عاما من الاحتلال الاسرائيلى لهما

وفى سبتمبر من عام 1995م وقع الجانبان الفلسطينى والاسرائيلى بالاحرف الاولى فى طابا بمصر على اتفاقية توسيع الحكم الذاتى الفلسطينى فى الضفة الغربية المحتلة ثم وقع الجانبان عليه رسميا فى ذات الشهر فى حديقة البيت الابيض فى واشنطن.

وجاءت هذه الاتفاقات بعد ان ايقنت حكومة اسرائيل السابقة والعالم اجمع ان منطقة الشرق الاوسط لن تعرف الاستقرار والامن قبل ايجاد تسوية عادلة للقضية الفسطينية تستند الى قرارات الشرعية الدولية والى حق الشعب الفلسطينى فى ممارسة حقوقه الوطنية الثابتة.

ولكن وبعد تسلم حزب الليكود الاسرائيلى المتطرف دفة الحكم فى اسرائيل ازدادت المشكلات العالقة بين الطرفين الفلسطينى والاسرائيلى مع إستمرار اسرائيل كعادتها فى انتهاج اسلوب المماطلة والتسويف واشتط رئيس الوزراء الاسرائيلى الاسبق، نتنياهو،فى سياسته الرافضة لموضوع اعادة الانتشار فى مدينة الخليل المحتلة بالضفة الغربية حسب الاتفاق الذى كان يتعين تنفيذه فى شهر مارس 1996م .

وفى الثالث والعشرين من شهر اكتوبر 1998 رضخ نتنياهو لضغط المجتمع الدولى وتم توقيع اتفاق " واى بلانتيشن" فى واشنطن لاعادة الانتشار الاسرائيلى.

ولكن كالعادة تلاعب الجانب الاسرائيلى فى بنود الاتفاق وتملص من الجدول الزمنى الذى تضمنه رغم ان موعد الرابع من مايو 1999م كان هو الموعد النهائى للتوصل الى اتفاق فى محادثات الوضع النهائى مع الفلسطينيين حسب اتفاقات اوسلو الموقعه عامى 1993 و 1995.

وبعد تولى زعيم حزب العمل الاسرائيلى ايهودا باراك الحكم فى اسرائيل،فى مايو 1999 استمرت المناورات والوعود الاسرائيلية بدون تنفيذ واستمرت المحادثات بين الجانبين الفلسطينى والاسرائيلى دون نتيجة تذكر وكان ابرزها القمة الثلاثية التى عقدت فى كامب ديفيد بالولايات المتحدة الامريكية فى شهر يوليو 2000م بين الرئيس الفلسطينى ياسر عرفات ورئيس الوزراء الاسرائيلى السابق ايهود باراك والرئيس الامريكى السابق بيل كلنتون واستمرت نحو اسبوعين وفشلت كالعادة فى تلبية أبسط مطالب الجانب الفلسطينى العادلة.

وبعد أن اصبح اريل شارون فى فبراير 2001م رئيسا للوزراء ازدادت مزاعم اسرائيل عن ضرورات الامن الاسرائيلى وأخذت تلوح بهذه المزاعم فى وجه كل من دعاها الى السلام وسعت الى عرقلة كل مباحثات جادة لتطبيق قرارات الامم المتحدة وحاصرت الفلسلطينين ومنعتهم من العمل وهدمت البيوت وجرفت الحقول الزراعية وطبقت سياسة الترحيل الاجبارى للفلسطينين.

وبعد احداث 11 سبتمبر 2001 فى امريكا وبروز موقف امريكى ودولى متشدد مما يسمى "الارهاب" استغلت اسرائيل هذا الموقف أسوأ استغلال وتمادت حكومة شارون فى غيها وارتكبت جرائم حرب ضد الفلسطينيين بعد ان أعادت احتلال أجزاء من اراضيهم وفرضت الحصار عليهم. وما حدث فى مخيم جنين وفى مدن وقرى الضفة الغربية الفلسطينية الاخرى أبلغ شاهد على تلك المجازر وما رفض اسرائيل لاستقبال فريق تقصى الحقائق الا شاهد اخر على تجاهلها للشرعية الدولية ولقرارات الامم المتحدة التى صدرت بالاجماع.

وأضحت عمليات الاعتقال وهدم المنازل وحظر التجول والتوغل بالدبابات والمروحيات واعادة الاحتلال لمناطق انسحبت منها قوات الاحتلال وسقوط الضحايا من المدنيين الامنين، نمطا للحياة التى يعيشها الشعب الفلسطينى.

وتحل ذكرى اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني هذا العام فى ظل تداعيات خطيرة وظروف بالغة الاهمية بعد أن حولت اسرائيل عملية السلام الى عملية حرب ضد الشعب الفلسطينى مستخدمة القوة العسكرية لحصاره وعزله وجعله رهينة داخل الضفة الغربية وقطاع غزة بعد ان ثار ابناء الشعب الفلسطينى واطفال الحجارة فى وجه الجبروت الاسرائيلى معبرين بوضوح عن مرارة الاحباط بعد سنوات طويلة من الترقب وانتظار ما تؤدى اليه التسوية السياسية التى لم تحقق نتائج تذكر بسبب تعنت اسرائيل ومماطلتها وتراجعها عن تنفيذ التزاماتها .

وقد انطلقت الانتفاضة الاخيرة بعد الزيارة الاستفزازية التى قام بها زعيم حزب الليكود أريئيل شارون على راس مجموعة دينية متطرفة الى المسجد الاقصى الشريف. كما تحل ذكرى هذا العام وسط تطورات اقليمية وتعهدات والتزامات دولية بمسيرة السلام فى الشرق الاوسط بعد قبول وموافقة السلطة الفلسطينية واسرائيل على / خارطة الطريق / الدولية للسلام التى وضعتها الامم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الاوربى وروسيا والتى تدعو الى اتخاذ سلسلة من الخطوات تؤدى الى اقامة دولة فلسطينية بحلول عام 2005م. ولكن وكالعادة ما زالت اسرائيل تتلكأ فى تنفيذ بنود / خارطة الطريق / رغم التزام الجانب الفلسطينى بذلك

وتواصل اسرائيل انتهاك الاعراف والمواثيق الدولية ومن ذلك استمرارها فى بناء / جدار الفصل العنصرى / الذى تقيمه فى الضفة الغربية وهو مخطط يهدف الى تقسيم السكان على أساس عرقى وفصل المواطنين الفلسطينيين عن بعضهم واعاقة حركتهم من خلال فرض حظر التجول والاغلاق ومصادرة الاف الدونمات من الاراضى والممتلكات الفلسطينية التى تعتبر مصدر الرزق الوحيد لمئات العائلات الفلسطينية مما يعتبر تقسيم للهوية الفلسطينية من الناحية الدينية والوطنية والعرقية.

------------------
المصدر: (واس)

التعليقات