سلطات الاحتلال تواصل احتجاز «روح الإنسانية»؛ نائبة أمريكية سابقة من بين المحتجزين ؛ الأضواء تسلط مجددا على الحصار الجائر

واصلت سلطات الاحتلال الإسرائيلية احتجاز ركاب سفينة "روح الإنسانية" التي منعتها من الوصول إلى قطاع غزة, لكسر الحصار. ودعت الحملة الاوربية لكسر الحصار عن غزة أحرار العالم للتفاعل والتضامن مع أعضاء قارب «روح الانسانية» المختطفين لدى الاحتلال، وعبرت الحملة عن غضبها الشديد جراء تلك الممارسات الاحتلالية التي ضربت بعرض الحائط كل القيم والأعراف الإنسانية في مشهد يذكر بممارسات قطاع الطرق واللصوص.

وشددت الحملة الى ان الفرصة الان مواتية اكثر من اي وقت مضى ليتحرك الجميع من اجل اتخاذ موقف حازم لمطالبة الاحتلال الإسرائيلي وكل الإطراف المشاركة في حصار غزة لرفعه فورا دون إبطاء.

واشاد عضو الحملة الاوربية امين ابو راشد بالتفاعل الكبير لقضية قارب «روح الانسانية» في وسائل الإعلام الغربية، إضافة إلى التحرك الواسع من قبل المتضامنين للتواصل مع ممثليهم البرلمانيين ومع حكوماتهم من اجل الضغط على قوات الاحتلال للافراج عن المتضامنين المختطفين خاصة وان من بين هؤلاء المتضامنين شخصيات عالمية تحظى باحترام الكثيرين في انحاء العالم.

واشار ابو راشد الى ان اختطاف عضوة الكونجرس السابقة ومرشحة الرئاسة عن حزب الخضر في الولايات المتحدة كنيثيا مكيني يعد رسالة قوية الى ادارة الرئيس اوباما بان تتحرك وبشكل فوري لانقاذ المحاصرين الابرياء في قطاع غزة.

من جانبها اكدت الحملة في تصريح مقتضب انها بصدد تنظيم عدد من الفعاليات في انحاء القارة الاوربية للمطالبة بالافراج عن قارب روح الانسانية وانه ان الاوان لدق المسمار الاخير في نعش حصار غزة.

يشار ايضا الى ان عددا من الفعاليات تنظم اليوم في عدد دول العالم للمطالبة بالإفراج عن المختطفين أبرزها في مدينة نيويورك امام السفارة الاسرائيلية.

وقالت "حركة غزة حرة" المنظمة للرحلة، إن النائب الأمريكي السابقة، والحائزة على جائزة نوبل، سينثيا ماكيني، من ضمن نشطاء أجانب على متن الرحلة التضامنية. وقالت المنظمة إن السلطات الإسرائيلية احتجزت إلى جانب ماكيني، التي انتخبت لست فترات متتالية كنائب عن ولاية جورجيا في مجلس النواب الأمريكي، 20 ناشطاً، كانوا على متن الرحلة المسماة "روح الإنسانية" لإيصال مساعدات للقطاع المحاصر.

وكانت السفينة الصغيرة قد انطلقت من قبرص وعلى متنها نشطاء من "حركة غزة حرة" الأمريكية، ومساعدات إنسانية للفلسطينيين في القطاع غزة، الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وتفرض عليه إسرائيل حظراً خانقاً.
ونددت المشرعة الأمريكية السابقة بالخطوة الإسرائيلية، قائلة: "هذا انتهاك مفرط للقانون الدولي.. قاربنا لم يكن في المياه الإسرائيلية، ونحن كنا في رحلة إنسانية إلى قطاع غزة، قبل أن تصادر السلطات هواتفنا النقالة."

وبحسب ما نقلت "حركة غزة حرة"، تابعت ماكيني: "الرئيس أوباما طلب من إسرائيل السماح بدخول المساعدات الإنسانية ومواد البناء، وهذا تحديداً ما حاولنا القيام به، ونحث المجتمع الدولي المطالبة بإطلاق سراحنا لاستئناف رحلتنا."

ويذكر أن رحلة "روح الإنسانية" هي الرحلة الثامنة التي تقوم بها "حركة غزة حرة"، وقد نجحت خمسة منها، وأحبط الجيش الإسرائيلي محاولات أخرى في يناير/كانون الثاني وديسمبر/كانون الأول عام 2008.

إلى ذلك، حمَّلت الحكومة الفلسطينية المقالة إسرائيل المسؤوليةَ عن حياة ركاب سفينة "روح الإنسانية"، ووصفت ما جرى بـ"القرصنة البحرية الجبانة" بحقِّ المتضامنين الأجانب مع سكان قطاع غزة المحاصر.
واستنكر طاهر النونو "القرصنة الصهيونية"، مطالبًا بإطلاق سراح المتضامنين بشكل فوري، وأكد أن هذا الحادث يعكس "همجية الاحتلال، وضرب بكل المواثيق والقوانين عرض الحائط، وشدَّد على أن كل هذه الممارسات لن تُفلح في ثني محاولات كسر الحصار وإرادتها التي تتعاظم في مختلف أنحاء العالم."

وقالت وكالة الأنباء البحرينية إن السلطات الإسرائيلية احتجزت عددا من البحرينيين على متن السفينة ".
ونقلت الوكالة عن يوسف أحمد مدير الادارة القنصلية بوزارة الخارجية البحرينية قوله " إن السلطات الاسرائيلية القت القبض على عدد من البحرينيين وهم على متن السفينه المسماه " روح الانسانية " والتي ابحرت من قبرص باتجاه قطاع غزة لتوصيل مساعدات انسانية للفلسطينيين بعد أن إعترضتها البحرية الاسرائيلية بالمياه الدولية في وقت مبكر من يوم الثلاثاء " .

وأوضحت الوكالة أن وزارة الخارجية تقوم حاليا بالاتصال مع عدد من المنظمات والاطراف الدولية لضمان الافراج عنهم وإعادتهم الى المملكة سالمين.


واعتبرت حركة حماس أن اختطاف اسرائيل لسفينة روح الإنسانية وإخضاع طاقهما للتحقيق الذي يمثل أكثر من 22 دولة هو بمثابة إمعان في جرائمه وتوسيع لدائرة العدوان.

وقال فوزي برهوم المتحدث باسم الحركة في تصريح صحفي" إن قطاع غزة المحاصر بحاجة إلى كل المتضامنين الدوليين والحقوقيين والمنظمات الدولية في العالم كي يساعدوه ويساعدوا الأطفال والشيوخ والنساء وضحايا الحرب الصهيونية على قطاع غزة".

وأضاف أن هذا العدوان المتكرر على المتضامنين مع أبناء شعبنا ومع أطفالنا سيفاقم معاناة أهلنا بغزة ولن يطلع أحد على جرائم العدو الصهيوني إن لم يصل إلينا أكبر عدد من المنظمات الحقوقية والإنسانية والمتضامنين.

وأشار إلى أن ما كان لهذا الاعتداء ولهذه القرصنة أن تكون لو كان هناك محاسبة دولية قوية ضد الكيان الصهيوني فهذا الصمت الدولي وغياب المحاسبة الدولية جرأ العدو الصهيوني على ارتكاب كل هذه الانتهاكات وآخرها الاعتداء على سفينة روح الإنسانية التي مثل المتضامنون عليها 22 دولة.

وطالب برهوم المجتمع الدولي وكافة المنظمات الحقوقية والإنسانية وكل أحرار العالم إلى التدخل السريع لوقف هذا الإجرام الصهيوني وفك حصار قطاع غزة لأن هذا استحقاق إنساني وأخلاقي وقانوني يستوجب من الجميع اتخاذ قرارات فورية لفك الحصار عن غزة وإنهاء العدوان.