31/10/2010 - 11:02

شارون طالب أبو مازن بتنفيذ سلسلة طويلة من المطالب الامنية ويرفض رفع الحصار عن عرفات

في مركزها اعتقال القياديين في حماس والجهاد وتفكيك تنظيمات المقاومة * شارون يعد باطلاق سراح اقدم اسير فلسطيني احمد ابو السكر، وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، تيسير خالد

شارون طالب أبو مازن بتنفيذ سلسلة طويلة من المطالب الامنية  ويرفض رفع الحصار عن عرفات

واعلن البيت الابيض الامريكي، رسميا، الليلة قبل الماضية، ان الرئيس الامريكي جورج بوش سيبدأ جولة شرق اوسطية يوم الثلاثاء المقبل، حيث سيصل اولا الى شرم الشيخ المصرية لعقد قمة مع عدد من قادة الدول العربية، بما فيهم ابو مازن، قبل قمته الثانية في المنطقة، التي ستجري في العقبة الاردنية، الاربعاء، بمشاركة رئيس الوزراء الفلسطيني، ابو مازن والاسرائيلي، أريئيل شارون...

ووصل الى المنطقة، امس، وفد اميركي للتحضير للقمتين، في شرم الشيخ وفي العقبة، وسيجري الوفد الامريكي لقاءات مع شخصيات مسؤولة فلسطينية واسرائيلية وعربية تمهيدا للبيان الختامي للقمة الثلاثية.وادعت اسرائيل ثانية، في ختام الاجتماع، بأن ابو مازن رفض طلبا اسرائيليا بتسلم المسؤولية الامنية عن بعض المناطق الفلسطينية مقابل الانسحاب الاسرائيلي منها. وكانت اسرائيل قد ادعت الامر نفسه بعد اللقاء الاول، لكنه تبين في حينه ان شارون طرح الفكرة وقتلها في الاجتماع نفسه، عندما رفض التجاوب مع طلب الفلسطينيين بتمكينهم من فرض السيطرة الامنية على المنطقة التي ستنسحب منها اسرائيل وعدم شن هجمات عليها.

في الجانب الفلسطيني قالوا ان ابو مازن طالب شارون الالتزام باصدار بيان اسرائيلي يقابل البيان الفلسطيني، المقرر صدوره كفاتحة للبدء بتطبيق خارطة الطريق. ويشمل الاقتراح قيام كل طرف باصدار بيان يعلن فيه وقف اطلاق النيران والاعتراف المتبادل. وهو أمر ترفضه اسرائيل التي تطالب الفلسطينيين باعلان وقف النيران وما تسميه "العنف والتحريض" فيما ترفض من جانبها الالتزام بوقف نيرانها وما تمارسه من اعمال قتل وتدمير في الاراضي الفلسطينية المحتلة.

واصدر مجلس الوزراء الفلسطيني في ساعة مبكرة من فجر اليوم، بياناً حول لقاء "أبومازن" وشارون، قال فيه ان "الجانب الإسرائيلي اصغى باهتمام لوجهة النظر الفلسطينية حول كافة القضايا التي جرى بحثها.و تعهد بالقيام ببعض الاجراءات تمهيداً للبدء بالتنفيذ الكامل لخارطة الطريق".

واشار البيان الى تأكيد الجانب الفلسطيني لضرورة عدم اضاعة الوقت والشروع القوي في تطبيق بنود خارطة الطريق كما وردت في نصها الحرفي".

كما قال البيان ان الجانب الفلسطيني اكد أهمية ضرورة قيام الجانب الإسرائيلي باتخاذ اجراءات عملية من بينها انهاء الحصار على الشعب الفلسطيني وتجميد الاستيطان ووقف الأعمال العسكرية والاغتيالات.

وتم بحث إطلاق سراح الأسرى حيث استحوذ هذا الموضوع على الجزء الاكبر في الاجتماع.

وأكد الجانب الفلسطيني بصفة خاصة على ضرورة إنهاء حصار الرئيس ياسر عرفات غير المبرر، وتمكينه من العمل بحرية.
وحسب ما قالته المصادر الاسرائيلية فان شارون طلب الى ابو مازن، مجددا، القيام بخطوات امنية بروح الاملاءات الاسرائيلية التي تشملها التحفظات الاسرائيلية على خارطة الطريق التي تم تقديمها الى واشنطن.

ونقلت مصادر مطلعة عن مكتب رئيس الحكومة ان شارون ابلغ الجانب الفلسطيني رفضه الاكتفاء باعلان وقف النار من قبل التنظيمات الفلسطينية انما اصر على قيام الحكومة الفلسطينية بمحاربتها وتفكيكها.

وتواصل اسرائيل بذلك، اتباع ذات الاسلوب الذي اتبعته مع عرفات، والذي افشل كل المفاوضات والاتفاقيات السابقة، وهو مطالبته بأن يعمل في خدمة المصالح الامنية الاسرائيلية وليس في خدمة مصالح شعبه. فشارون يريد من ابو مازن محاربة تنظيمات المقاومة الفلسطينية وتفكيكها ونزع اسلحتها، واعتقال قادتها ونشطائها، كشرط اولي للبدء بتطبيق الخطة.

وحسب المصادر الاسرائيلية طرح شارون امام الوفد الفلسطيني سلسلة من التسهيلات التي ينوي القيام بها، وفي مركزها اطلاق سراح مجموعة اخرى من الاسرى الاداريين، في مقدمتهم اقدم أسير فلسطيني في سجون الاحتلال الاسرائيلي احمد جبارة أبو السكر، المعتقل منذ 28 عاما، وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، تيسير خالد. وقالت اسرائيل ان اطلاق سراح الاسرى سيشترط بتوقيعهم على تعهد بعدم مواصلة المقاومة، وهو الاسلوب الذي اتبع بعد توقيع اتفاقيات اوسلو.

ومن التسهيلات الاخرى التي قال شارون انه ينوي تقديمها:
* رفع الحصار وبدء الانسحاب من مراكز المدن الفلسطينية. لكن شارون هدد ابو مازن بالعودة الى احتلال المدن اذا لم يحافظ الفلسطينيون على الأمن.

* اصدار 25 ألف تصريح عمل جديد للفلسطينيين، منها 15 الفا للقطاع و10 آلاف للضفة الغربية، اضافة الى السماح ل2000 عامل بالمبيت في اسرائيل.

* زيادة حجم مبالغ الضرائب التي تعيدها اسرائيل الى السلطة الفلسطينية، من 100 مليون شيكل، شهرياً، الى 150 مليون شيكل.

* منح تأشيرات مرور للشخصيات الرسمية في السلطة الفلسطينية.

يشار الى ان شارون كان قد وعد بسلسلسة مماثلة من التسهيلات بعد اللقاء الاول بينه وبين ابو مازن، لكنه لم ينفذ منها أي تعهد، الامر الذي يجعل المطلعين يشككون بنوايا شارون هذه المرة، أيضا، وقولهم بأن شارون يسعى الى استرضاء الاميركييين، قبل القمة الثلاثية، الاسبوع المقبل، وانه سيرجع بعد القمة الى مواصلة ذات السياسة والتنكر لكل تعهداته.طرح رئيس الحكومة الاسرائيلية، اريئيل شارون، الليلة الماضية، على رئيس الحكومة الفلسطينية، محمود عباس ووزير الخارجية، نبيل شعث، ووزير الامن الداخلي، محمد دحلان،سلسلة طويلة من المطالب الامنية التي تشترط اسرائيل تنفيذها قبل البدء بتنفيذ خريطة الطريق. وجاءت هذه المطالب بروح التحفظات الاسرائيلية التي قدمتها حكومة شارون الى واشنطن بعد نشر خارطة الطريق، وفي مركزها محاربة تنظيمات المقاومة الفلسطينية، تفكيكها واعتقال قادتها.

ورفض شارون طلبا فلسطينيا برفع الحصار عن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، ومقر الرئاسة في رام الله. وادعى شارون انه يمكن لعرفات مغادرة المقاطعة لكنه لا يفعل ذلك لرغبته بضمان امن المطلوبين الذين تزعم اسرائيل ان عرفات يخفيهم داخل المقاطعة.
واجتمع الرئيس ياسر عرفات، بعد منتصف الليلة الماضية، في مقر الرئاسة في مدينة رام الله برئيس الحكومة محمود عباس "والوفد الذي رافقه خلال اللقاء مع رئيس الوزراء الإسرائيلي ارئيل شارون.

وقدم أبومازن تقريراً للرئيس ياسر عرفات حول اللقاء ونتائجه.

وقالت وكالة الانباء الفلسطينية ان الرئيس عرفات أعرب عن تقديره لجهود أبومازن واخوانه ودعمه لها، مؤكداً على أهمية العمل الجدي لتنفيذ خارطة الطريق وصولاً إلى أهدافها.

وقالت مصادر فلسطينية ان عرفات سيعقد، اليوم، اجتماعا للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير لمناقشة نتائج اللقاء.

التعليقات