31/10/2010 - 11:02

عام على مذبحة مخيم اللاجئين في جنين - اسطورة المقاومة

المعركة في مخيم جنين لم تكن عادية بكل المقاييس، فقد اصطدمت القوة الإسرائيلية مع الإرادة الفلسطينية في وقت تعاهد فيه المقاومون أن لا يسقط المخيم إلا على جثثهم

عام على مذبحة مخيم اللاجئين في جنين - اسطورة المقاومة
بمزيج من الفخر والحزن يحيي أهالي مخيم ومدينة جنين هذه الأيام الذكرى السنوية الأولى للملحمة الأسطورية التي سطروها بدمائهم، قبل عام، في حرب شرسة خاضوها مع أعتى آلة عسكرية عرفها التاريخ.
فبروح الإيمان الذي تمكن من قلوب المجاهدين والمناضلين في جنين تمكن أهالي جنين بحفنة من رصاصات و عبوات محلية من قهر جيش كان يزعم أنه لا يقهر ومرغوا أنف جنوده في التراب لتعكس بذلك شيئاّ من صورة الجيل الفلسطيني الجديد الذي اتخذ قرارا بالنصر أو الشهادة.
وقتها لم تكن المعركة في جنين خلال حملة "السور الواقي" عادية بكل المقاييس، فقد اصطدمت القوة الإسرائيلية مع الإرادة الفلسطينية في وقت تعاهد المدافعون عن المخيم أن لا يسقط إلا على جثثهم وهم يعلمون أن ما بأيديهم من أسلحة خفيفة ومسدسات وقنابل محلية الصنع هي وسائل بدائية أمام الترسانة الأمريكية التي يتزود بأسلحتها الجيش الإسرائيلي.
وخلال المعركة الدائرة في جنين اعترفت الصحف العبرية بسيطرة ما اسموه في اسرائيل بـ"جنرال الإشاعة"، على الجمهور الإسرائيلي برمته، لاسيما مع التعتيم الإعلامي الذي كانت تفرضه قوات الاحتلال على عدد قتلاها، وعلى ما يحدث داخل المخيم المحاصر، مع تزايد الأنباء عن وقوع خسائر كبيرة للجيش في المخيم. ومن تلك الشائعات، حسبما ذكرت تلك الصحف، اختطاف جثث الجنود، ووقوع 20 قتيلاً من افراد الجيش، "مقتل رئيس هيئة الأركان الحالي، بوغي يعلون، الذي كان وقتها نائبا لرئيس هيئة الاركان، موفاز، الذي قالت الاشاعات انه اصيب في المخيم، ايضا، وغير ذلك من شائعات التي راجت في الشارع الإسرائيلي حول معركة جنين.
هذه الأنباء المتسارعة دفعت قيادة الجيش الإسرائيلي إلى الخروج عن صمتها والاعتراف بقتلاها وخاصة سقوط عشرة قتلى في ساعة واحدة في مخيم جنين، مع محاولات تبريرية لهذه الهزيمة القاسية التي يتلقاها جيش محصن في دباباته وطائراته ومجنزراته، فقد خرج المراسل العسكري للقناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي، وقتها، ليصف ما جرى في المخيم على النحو التالي: "مخيم جنين مخيم بالغ الاكتظاظ. أزقة وباحات داخلية توفر الكثير من الملاجئ، لذلك قتل جنودنا.. "
وبعد ذلك تضاربت الأنباء الإسرائيلية نفسها حول مقتل الجنود ولم تخرج حتى الآن رواية واحدة متكاملة تصف ما حدث فمن قائل " هجوم استشهادي، ثم استشهاديان، ثم عمارة سقطت، نيران صديقة، كمين، رصاص من كل الجهات، خطأ الاحتياط، كان هناك أسرى أردنا تحريرهم..."
ولكن المتحدث باسم جيش الاحتلال في الحملة الشرسة، الجنرال رون كيتري، قال إن الجنود سقطوا في هجوميين شبه متزامنين في مكانين متقاربين جدا في المخيم، يوم الثلاثاء الأسود التاسع من نيسان. و أضاف ان الجنود كانوا يتقدمون في مجموعتين تفصل بينهما بضعة شوارع عندما وقعت احداها في حقل ألغام و عبوات ناسفة. كما أضاف ان المجموعة الثانية تعرضت في الوقت نفسه لاطلاق نار من عدة مواقع، خاصة من على أسطح المنازل المجاورة. و أكد كيتري ان استشهاديا فلسطينيا قام بتفجير عبوة كان يحملها قرب المجموعة الأولى، على ما يبدو موضحا أن أشلاء جثة عثر عليها على جدران الأبنية.
وفي أسطورة جنين، لم يكن إشراف رئيس هيئة الأركان في جيش الاحتلال وقتها، ووزير الحرب الإسرائيلي حاليا، شاؤول موفاز، بنفسه على المعركة الدائرة في جنين سوى تعبير واضح عن مدى المقاومة الضارية التي واجهها جنود الاحتلال في المخيم، ولعل شهادات جنود الاحتلال اللذين شاركوا في المعركة قد عكست بعض الحقائق للصمود الأسطوري والأداء القتالي المتميز الذي قام به المقاومون الفلسطينيون، كما عكست النفسية المحطمة التي أصيب بها جنود الاحتلال حيث ذكر ضابط كبير شارك في الهجوم على المخيم: "هذه أصعب معركة أخوضها وأصعب مقاومة أقابلها، مضيفاً "لقد شاركت في كل معارك الدولة ولكني لم أرَ مقاومة كتلك التي حصلت في جنين".
وبشهادة العديد من كبار قيادات جيش الاحتلال الإسرائيلي فان مخيم جنين تحول الى أصعب مكان وكان بالنسبة لهم المعركة الأكثر شراسة.
ووصف جندي إسرائيلي أصيب في معركة جنين المعركة قائلا "أنا أنتمي لوحدة دراغون - وحدة صواريخ مضادة للدروع في سلاح المشاة- في سرية الإسناد في الكتيبة. وقد تلقينا الأمر وشرعنا في التقدم مع الفجر، في المسار المحدد لنا، ولم نجابه مقاومة. وفحص قائد السرية إمكانية الدخول الى ثلاثة بيوت والتمركز فيها، وقرر أنها بالغة الخطورة. ودخلنا الى زقاق ضيق. وفجأة انفجرت عبوة بين الجنود. ولا أدري من أين جاءت العبوة. وفور ذلك انفجرت عبوة أخرى. وتقريبا بعد ذلك انطلقت نحونا نار جهنمية من جميع الاتجاهات... نجوت بنفسي وتراجعت الى الوراء وشرعت بالرد على مصادر النيران. وأفرغت الذخيرة التي كانت معي وبدأت بإطلاق قذائف كانت معي. ولم ينجح جندي كان خلفي في إطلاق النار، لعله كان مصدوماً أو خائفاً. أخذت منه سلاحه وأطلقت النار، وعلى ما يبدو أخرجت للحظة ساقي الى الخارج فتلقيت طلقة. نجحت في إخراج نفسي الى الوراء وحينها جاء جنود وأخرجوني من هناك".
ووصف جندي آخر أصيب في المخيم، المعركة، قائلاً: "قام فصيل في الجيش بفحص باحة البيت، وواصل فصيلي السير نحو بيت آخر، وفجأة سمعنا صلية نيران، تراجعنا الى الوراء فألقوا علينا من البيت المجاور عبوات ناسفة، ورأيت الضابط قائد وحدتي وهو يشتعل والنار تلتهمه، ركضت نحوه لإنقاذه فأصابتني شظايا ".
و ذكر جندي آخر مصاب " وقعنا تحت نيران جهنمية، وأنا أشعر أنني نجوت بأعجوبة "، غير أن جنديا ثالثا قال: " لقد قادونا هنا الى مجزرة".
وتحدث الجنود الذين شاركوا في الهجوم على المخيم عن مئات العبوات التي تفجرت ضدهم في كل مكان في المخيم. وقالوا "إن البيوت كانت مفخخة، وكذا السيارات وعربات النفايات، وأغطية المجاري وكل جسم آخر في الشارع". وعلقت العبوات أيضا على الأشجار ووضعت على أعمدة الكهرباء وعلى النوافذ. ويقول أحد الجنود: "لقد كان هناك خطر حقيقي، لأنه كلما تقدمنا مترا كلما تعرضنا الى إطلاق نار أو انفجار عبوة".
ويرى مراقبون أن ما حدث في جنين قلب مخططات جيش الاحتلال رأساّ على عقب و أفشل رهانه على انجاز كافة عمليات الاجتياح لمدن وقرى الضفة الغربية خلال المهلة التي أعطتها له الإدارة الأمريكية بحيث كانت القوات الإسرائيلية تسابق نفسها في الإجهاز على المناطق الفلسطينية الواحدة تلو الأخرى واستدعت من أجل ذلك الاحتياط، حتى أنها كانت قد شرعت ليلة بدء الهجوم على جنين، بإرسال مئات الدبابات الى غزة، ولكن الصمود الأسطوري في جنين أدى- على ما يبدو - إلى إحجام جيش الاحتلال على فتح جبهة جديدة قد تكون أكثر إيلاما...
واحتلت جنين الأضواء سريعا مع وقوفها شامخة أمام جيش الاحتلال الذي اضطر الى تغيير قواته مرتين والإتيان بأفضل مقاتليه لاحتلال المخيم الذي استعصى عليهم، ما أدى الى طلب الجيش الإسرائيلي وقف إطلاق النار لانتشال قتلاه والتفكير جديا بإنهاء العملية العسكرية.
وأمام هذا الواقع اضطر وزير الخارجية انذاك، شمعون بيرس، لتبرير فشل شارون، فأعلن ان العملية أنجزت مهمتها وأهدافها السياسية، معتبرا ان على إسرائيل الاستعداد للمرحلة السياسية في أعقاب العملية الميدانية من أجل استخلاص العبر منها وجني ثمار العملية، وقال بيرس في تصريحاته للصحفيين عن المعركة في جنين "هذه واحدة من أشد الحروب ضراوة التي خاضتها الدولة طوال حياتها، هناك أناس استسلموا ولكنهم كانوا مزنرين بأحزمة ناسفة، وزرعوا الطرقات جميعا بالسيارات الملغومة. إنهم قاموا بعمل غير معهود. وهذه التضحية مريعة وفظيعة ".
وعلى عكس ما يراه بيرس اعتبر المحللون الإسرائيليون أنفسهم في أعقاب سيطرة جيش الاحتلال على مخيم جنين، أن المعركة لم تنته بعد في جنين وان الخسائر السياسية ستكون حليف الإسرائيليين وحدهم فقد أكد زئيف شيف ان الحرب على إسرائيل لازالت مستمرة، و "الإرهاب" -على حد تعبيره- باق والاستشهاديون الذين انفجروا في المدن الإسرائيلية في أعقاب انتهاء الجيش من حملة السور الواقي، خير دليل على ذلك. و أضاف " من الواضح للجميع بأن كل دخول جديد الى المناطق الفلسطينية يكلف ثمنا باهظا. وقد برز الأمر الآن في مخيم جنين ، فالثمن الذي جبي من الفلسطينيين، بالأرواح وبالدمار، يرتفع هو الآخر مع كل جولة جديدة.
شيف أكد النصر الفلسطيني معتبرا ان ما حدث يتطابق مع مواقع مماثلة وقال " نتائج مثل هذه الحرب تحدد في وعي الناس كذلك على أساس الصورة الناشئة للمعارك المختلفة وتتحول بعد ذلك الى أسطورة وطنية ، فليست هذه المرة الاولى التي يثلم فيها الجيش أسنانه في معارك داخل مخيم فلسطيني .. المعركة الصعبة جدا في حرب لبنان 1982 كانت في مخيم عين الحلوة قرب صيدا و صد تقدم الجيش باتجاه بيروت ، ومعركة الكرامة في الاردن التي جرت في آذار 1968 نجحوا في تحويلها الى معركة يقتدى بها. كما ان هذه هي ليست المرة الاولى التي تتحول فيها جنين الى موقع معارك شديدة، ففي حزيران 1948 فقد الجيش الصهيوني هناك 34 جنديا حين صد من قبل قوات عراقية باسناد مدفعي.
أليكس فيشمان، من صحيفة "يديعوت احرونوت"، قال صراحة ان المعركة على مخيم اللاجئين جنين لم تنته. وتحولت الى أكثر مرارة ولم تعد هذه قصة قتال بين أشخاص أحياء، مع خلفية النيران والتفجيرات واطلاق النار. في خلفية قصة القتال هذا يسود الآن هدوء المقابر. المعركة على الأموات. وهذه ستكون معركة ضارية سيكون لنتائجها أبعاد أكثر فتكا من المعركة على الأحياء. ومن شأن المعركة على الجثث ان تشعل الشرق الاوسط.
وأضاف فيشمان أن "الجيش يجلس اليوم على جنين كما لو انه يجلس على غطاء أتون ضغط كبير يغلي. مقابل المعركة على الجثث فان الجمرات في جنين لا تزال مشتعلة، رغم مرور عشرة أيام منذ بدء المعركة على المخيم، ورغم ان المئات سلموا أنفسهم، إلا ان الفلسطينيين لا يزالون يبثون رسالة بأن الكفاح مستمر.
وقال: الارقام الموجودة بيد الجيش تتحدث عن 350 - 400 قتيل فلسطيني، موثقين بأسماء، منذ بداية الحملة. 40 % منهم في جنين، وفي الجانب الفلسطيني الاحساس هو احساس انتصار. احساس الصمود أمام القوة الاحتلالية، في الضفة الغربية اليوم توجد خمس فرق عسكرية، وهو الامر الذي لم تشهده الضفة الغربية من قبل، أدخل الى جنين أكثر من ألف جندي ومع ذلك صمد الفلسطينيون. صحيح انهم في باقي المناطق استسلموا ولكن المطلوبين الكبار تمكنوا من الفرار وبعد أيام سنشهد الكثير من العمليات الإستشهادية..."، و هو ما حدث فعلا في عمليات حيفا والقدس.
على جانب آخر وبعد ان يهدأ الرصاص يمكن بوضوح مشاهدة الكارثة هناك في ذلك المخيم الذي كان يسكنه حوالي 13 ألف انسان هجروا من ديارهم ، الكارثة في جنين كانت أكبر من ان توصف فلم يبق بيت إلا وطالته آلة الغدر الإسرائيلية وأصبح فيه ثقب من رصاصة أو قذيفة مدفع أو صاروخ طائرة، لم تسلم عائلة من شهيد أو مصاب أو أسير، رائحة الدم والبارود ستظل ماثلة لعقود، وشواهد الدمار أبقت للموت هناك أكثر مما أبقت للحياة...
ويروي شهود العيان الكثير من المآسي التي تعكس وحشية المعتدين فمن حكايات الأسرى الذين ربطوا على المجنزرات والدبابات الى الشيوخ والعجائز الذين دفنوا تحت الأنقاض، الى جثث الشهداء الملقاة فريسة للضواري، الى أطفال يبحثون عن آبائهم بين الأنقاض، إلى أمهات تسأل عن أبنائها بين القرى... حكايات لا تنتهي، عشرة آلاف لاجئ مع عشرة آلاف حكاية.
وقتها وصف الناجون من المجزرة ومعظمهم نساء وأطفال طردهم الجيش من المخيم - كيف دمر الجنود منازلهم وطاردوهم بالجرافات من منزل لآخر قبل أن يجبروهم على الفرار حفاة عراة ، وأكد هؤلاء أنهم شاهدوا الجنود وهم يجبرون الرجال والشبان على الانبطاح أرضا، ويطبعون أختاما على أجسادهم قبل أن يقتادوهم إلى جهات مجهولة.
وقال شهود عيان ان الطائرات ألقت أكثر من 120 صاروخاً باتجاه المنازل بشكل عشوائي فيما قامت الجرافات بهدم مجموعة أخرى في عدد من أحياء المخيم لاحكام الحصار على المقاتلين.
وفي أعجوبة بالغة نجا عشرات الاطفال والنساء من الموت حيث قامت الجرافات بهدم منازلهم أثناء وجودهم فيها دون اعطائهم أي مهلة لاخلائها.
وقال المواطن توفيق رجا انه قفز وأطفاله من نافذة منزله بعدما رفض الجنود وقف عملية الهدم لاخلاء أسرته، أما المواطنة أم محمود فقالت ان الجنود هدموا ثلاثة طوابق في المنزل الذي تقطنه مع أكثر من 30 نفراً وطردوهم الى الشارع. وتم اعتقال جميع الشبان من سن 16 الى 45 عاماً وشاهدت أم محمود اضافة الى زوجها، العشرات من الشبان الذين أجبرهم الجيش على خلع ملابسهم بالكامل والقوهم أرضاً على وجوههم وقيدوا أيديهم وأرجلهم.
ووصفت المواطنة نوال ابراهيم ما شاهدته بأنه مرعب ومخيف حيث أن جارتها أم مروان وابنها يرقدان جثتين هامدتين على بوابة منزلهما، ويقول المواطنون أنهم شاهدوا عدداً من الجثث ملقاة في الشوارع وعدد من الجرحى بعضهم بترت يده أو ساقه واقتادهم الجنود مع المعتقلين الى ساحة الصلب والشبح.
وقال "نايف سويطات" أحد الناجين من المجزرة : "لقد دفع الجيش الصهيوني بنحو 100 دبابة، وأكثر من ألف جندي، وكانت مروحيات الكوبرا، والأباتشي تطلق صواريخها على المخيم دون انقطاع" ، وفي غضون ذلك كانت جرافات الجيش تقوم بهدم عشرات المنازل في المخيم لشق طرق لدباباته للوصول إلى حي الحواشين حيث كان المقاتلون ، وأكد لنا المقاتلون ان جثث الضحايا كانت تملأ الشوارع فيما غصت كل الأماكن بالجرحى، في الوقت الذي ظل الجيش الصهيوني يمنع فيه دخول الأطقم الطبية وسيارات الإسعاف والصحافة".
وبينما واصلت قوات الاحتلال إخلاء المنازل من سكانها ثم تنسفها وتسوى معظمها بالأرض شوهدت عمليات ترحيل إجباري لسكان المخيم, وأفادت مصادر في صندوق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة بأن جيش الاحتلال طرد حوالي 800 امرأة وطفل لمواجهة المقاومة المسلحة في المخيم. وقالت مسؤولة في اليونيسيف ان النساء والأطفال جرى طردهم إلى مدينة جنين المحاذية للمخيم وتركوا دون حماية أو غذاء.
كذلك أكد شهود العيان أن الشاحنات الإسرائيلية قامت بنقل جثث الشهداء إلى مكان بعيد في محاولة لمحو آثار المجازر التي ارتكبتها قوات الاحتلال في المخيم ، وبرر ناطق بلسان جيش الاحتلال رسميا انجاز عملية الدفن بنفسه، بأن جيشه يريد حرمان الفلسطينيين من استغلال أعداد الشهداء ومشاهدهم إعلاميا، وان الاحتلال فعل ذلك "لأسباب صحية" "لتجنب آثار ذلك على الصحة العامة" لأن قسما من هذه الجثث ظل ملقى في الشوارع عدة أيام.
وقال ناشطون في منظمات حقوق الإنسان "ان قوات الاحتلال نفذت مجزرة جماعية في المخيم بعدما نفذت ذخيرة المدافعين عنه وأضاف إن جرافات الجيش دمرت المخيم بالكامل وسوته بالأرض ، و الجيش الاسرائيلي بدأ في إعدام المقاتلين الفلسطينيين الذين نفدت ذخيرتهم وتوقفوا عن القتال".
رغم كل ذلك صمد مخيم جنين حتى تمكن جيش الاحتلال من السيطرة كليا عليه في الثاني عشر من نيسان، بعد أيام من معارك شرسة وضارية.
فصول الجريمة الاسرائيلية لم تنته بعد مجزرة جنين فالجرائم الاسرائيلية متواصلة فى كل يوم وليلة بحق ابناء هذا الشعب الصامد الذى يسطر كل يوم ملاحم بطولية تؤكد على استماتته فى الدفاع عن ارضه وحقوقه من اجل استعادتها كاملة بدون نقصان، فما فعله المقاتلون فى جنين الصمود يقوم به العشرات ممن يؤمنون بعدالة قضيتهم كل يوم.

التعليقات