31/10/2010 - 11:02

عشرات الآلاف من الفلسطينيين يشيعون الشهداء جمال ابو سمهدانه ورفاقه الى مثواهم الاخير

طائرات الاحتلال الاسرائيلي الحربية أطلقت عند منتصف الليلة الماضية صواريخ باتجاه موقع في قطاع غزة ما أسفر عن استشهاد قائد لجان المقاومة الشعبية وقائد قوات المساندة التي شكلتها الحكومة الفلسطينية جمال أبو سمهدانة وثلاثة من مرافقيه

عشرات الآلاف من الفلسطينيين يشيعون الشهداء جمال ابو سمهدانه ورفاقه الى مثواهم الاخير
وكانت مصادر أمنية وطبية فلسطينية أكدت أن طائرات الاحتلال الإسرائيلي اغتالت مساء امس الخميس، الشيخ جمال أبو سمهدانة القائد العام للجان المقاومة الشعبية في فلسطين، والمراقب العام لوزارة الداخلية الفلسطينية وثلاثة من مرافقيه، بعد إطلاقها أربعة صواريخ على موقع للجان المقاومة لشعبية بمنطقة تل السلطان بمدينة رفح جنوب قطاع غزة.

وقالت المصادر الطبية إن جثث الشهداء الأربعة وصلت إلى المشفى أشلاء مقطعة، بحيث صعب التعرف على هوية باقي الشهداء بخلاف الشهيد أبو سمهدانة المعروف باسم أبو عطايا.

وقال شهود عيان إن طائرة حربية احتلالية أطلقت أربعة صواريخ على الأقل تجاه موقع تدريب للجان المقاومة بمدينة رفح، ما أدى إلى استشهاد وإصابة عدد من عناصر اللجان.

وفى تعقيب أولي على الحادث هدد أبو مجاهد الناطق الإعلامي للجان المقاومة في تصريح لـ عـــ48ـرب أن الرد سيكون بعمق الكيان الصهيوني وسيكون بحجم هذه الجريمة البشعة المرتكبة بحق أمينها العام أبو سمهدانة .

وأكد أبو مجاهد أن اللجان ستستمر في المقاومة كما هي لأن المقاومة لا تعتمد على أشخاص، وأضاف:" صحيح أن هذه الضربة قاسية ومؤلمة جدا، ولكن الضربة التي لا تميتنا تزيدنا قوة وصبرا على طريق الجهاد والمقاومة".

وأضاف أن "اللجان ستقوم بعمليات نوعية في قلب الكيان الصهيوني في القريب العاجل وهناك عمليات انطلاقا من قطاع غزة ستنفذ في القريب العاجل".

وبين أبو مجاهد أن الشهيد أبو سمهدانة كان يمر بالقرب من موقع لجان المقاومة في ذلك الوقت ولم يكن يتواجد داخل الموقع .

ويذكر أن الشيخ أبو سمهدانه قد تعرض إلى أكثر من ثماني محاولات اغتيال باءت جميعها بالفشل حيث عرف عنه حذره وحرصه الشديد.

ولد جمال أبو سمهدانة (أبو عطايا) عام 1963 في معسكر المغازي للاجئين وسط قطاع غزة، حيث قضى طفولته في المخيم الفقير مع عائلته التي شاركت في النضال الفلسطيني، واعتقل جيش الإحتلال الإسرائيلي والده وأخاه عام 1970 على خلفية مقاومة الاحتلال، حيث قضى والده في سجون الإحتلال خمس سنوات.

وانتقلت عائلته بعد ذلك إلى مخيم رفح للاجئين الفلسطينيين جنوب قطاع غزة، في المخيم الفقير ذو الكثافة السكنية العالية.

وتصدر اسم أبو سمهدانة دوما الترتيب الثاني في قوائم الاغتيال الإسرائيلية بعد محمد ضيف قائد كتائب الشهيد عز الدين القسام الذراع العسكري لحركة حماس .

ولعل أبرز الدوافع التي جعلت جمال في مواجهة يومية مع قوات الاحتلال هو انضمام أخيه صقر إلى صفوف الثورة الفلسطينية مع قوات التحرير الشعبي، حيث أصبح مطلوباً لجيش الإحتلال. وانتقل صقر بعدها إلى لبنان وانخرط في صفوف الثورة وظل يقاتل في صفوفها حتى استشهد عام 1975 .

وأنهى أبو عطايا دراسته الثانوية في رفح، والتحق بعدها بصفوف حركة فتح حيث كلف من قبل الحركة بإعداد مجموعات عسكرية. كما استشهد أخوه طارق في انتفاضة عام 1987 حيث كان أحد النشطاء الفاعلين في حركة فتح.

وشارك في الهبة الشعبية عام 1981 التي انطلقت في قطاع غزة. وبدأ جيش الإحتلال يطارد أبو سمهدانة في العام 1982، قام على إثرها بمغادرة قطاع غزة إلى جمهورية مصر العربية ومن هناك إلى دمشق ثم المغرب ثم تونس حيث مكث سنتين.

وسافر أبو سمهدانة، الأب لأربعة أولاد وبنت، بعد ذلك إلى ألمانيا حيث التحق التحقت بالكلية العسكرية هناك، وتخرج منها ضابطا عام 1989 لينتقل بعدها إلى الجزائر ثم إلى بغداد حيث شهد في العاصمة العراقية الغزو الأمريكي وقوات التحالف لها عام 1991.

وعقب انتهاء حرب الخليج رجع أبو عطايا إلى الجزائر وكانت المحطة الأخيرة في تنقلاته الخارجية قبل أن يعود إلى قطاع غزة في صفوف القوات الفلسطينية العائدة ضمن اتفاق أوسلو عام 1993 على الرغم من معارضته للاتفاق الذي وقعه الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.

وفور عودته إلى قطاع غزة عمل جمال في الأجهزة الأمنية في السلطة الفلسطينية، كما نجح في انتخابات حركة فتح في رفح وفاز بعضوية إقليم رفح.

وقد عرف عن جمال في عهد السلطة الفلسطينية معارضته لسياسة السلطة الفلسطينية، وخاصة التطبيع مع إسرائيل والتنسيق الأمني بين الأجهزة الأمنية الفلسطينية والإسرائيلية واعتقال قادة حركتي حماس والجهاد الإسلامي.

وفي تحول خطير في علاقته مع السلطة قامت الأجهزة الأمنية الفلسطينية باعتقاله عام 1997 على يد جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني لمدة سنة وسبعة أشهر بسبب مساعدته حركة الجهاد الإسلامي في نشاطات عسكرية وعمليات نفذتها ضد أهداف إسرائيلية.

وقامت حركة فتح بعد ذلك بفصل أبو سمهدانة من صفوفها عقب مشاركته في مظاهرة تحت شعار مناهضة فساد السلطة والغلاء الفاحش الناتج عن السمسرة والاستغلال السيئ للمنصب من قبل بعض رموز السلطة.

ولعل هذه الأجواء التي مر بها جمال أبو سمهدانة دفعته لاستثمار انطلاق الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000 بالإستفادة من قدراته العسكرية، حيث شكل مع بداية الانتفاضة مع عدد من القيادات العسكرية، معظمها من المحسوبين على الأجهزة الأمنية المنتمين لحركة فتح، تشكيلا عسكريا حمل اسم لجان المقاومة الشعبية.

وجمعت لجان المقاومة الشعبية التي أسسها جمال، والتي شكلت جناحا عسكريا أطلقت عليه ألوية الناصر صلاح الدين، عناصر نشطاء من فصائل مختلفة جلهم كان من فتح وبعضهم من حماس والجهاد الإسلامي ممن يؤمنون بالعمل المقاوم حلا للقضية الفلسطينية بعيدا عن الحلول السياسية.

ومثل العامان الأولان للانتفاضة الفلسطينية ذروة عمل لجان المقاومة الشعبية عبر أربع عمليات متتالية لتفجير الدبابة الإسرائيلية الشهيرة "الميركافاه" حيث قتل خلالها عدد كبير من الجنود الإسرائيليين، الأمر الذي وضع أبو سمهدانة وقادة اللجان في دائرة الاستهداف الإسرائيلي المتواصل.

وحملت إسرائيل أبو عطايا مسؤولية عمليات "الميركفاه" وتطوير المقاومة الشعبية لصواريخ تطلقها باتجاه البلدات الإسرائيلية، ووضعته في دائرة الاستهداف المتواصل حيث حاولت أكثر من خمس مرات اغتياله على فترات مختلفة خلال الانتفاضة الفلسطينية لكن جميعها باءت بالفشل.

ويعرف عن جمال أبو سمهدانة الملتحي قربه الشديد من قادة الحركات الإسلامية، حيث كان أعز أصدقائه محمد الشيخ خليل، قائد سرايا القدس الذراع العسكري للجهاد الإسلامي، الذي اغتالته إسرائيل قبل عدة أشهر في قصف إسرائيلي لسيارته بعد أسابيع قليلة من انسحاب إسرائيل من قطاع غزة.
شيع عشرات الاف الفلسطينيين ظهر اليوم جثمان الشهيد الشيخ جمال ابو سمهدانه ورفاقه الاربعة الذين استشهدوا الليلة الماضية اثر غارة اسرائيلية على موقع للجان المقاومة الشعبية غرب مخيم رفح للاجئين الفلسطينيين .

وانطلق موكب التشييع من مستشفي ناصر الطبي في مدينة رفح، انطلاقاً لإستاد البلدية بالمدينة، حيث ألقى آلاف المواطنين نظرة الوداع على الشهداء الأربعة، الذين تمت عليهم الصلاة في الإستاد الرياضي.

وتقدم مسيرة التشييع عدداً من كوادر حركة الجهاد الإسلامي وحركة حماس ونواب من المجلس التشريعي ووزير الداخلية الفلسطيني "سعيد صيام"، بالإضافة للناطق باسم الحكومة د. غازي حمد، وعدداً من المسلحين التابعين لكافة الأجنحة العسكرية التي تقدمهم قادة وكوادر الأجنحة العسكرية من بينهم قادة سرايا القدس وكتائب القسام.

من ناحيته اكد الشيخ خضر حبيب احد قادة الجهاد الاسلامي في كلمة له امام الحشود ان ابو سمهدانه" كان رجلا في امة وانه مثل قمة الطهر والانعتقاء نحو الحرية والشهادة" مؤكدا ان "فصائل المقاومة ستلقن العدو الصهيوني قريبا درسا لن ينساه".

التعليقات