31/10/2010 - 11:02

في ذكرى 67: الجبهة الشعبية تؤكد على المقاومة وإعادة بناء م.ت.ف

-

في ذكرى 67: الجبهة الشعبية تؤكد على المقاومة وإعادة بناء م.ت.ف
دعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في الذكرى الأربعين لهزيمة النكسة، إلى تجديد المشروع الوطني الفلسطيني المقاوم، وتخليصه من أدران التفرد والمحاصصة والتناحر والشلل، هذا المشروع الذي انبعث وتصاعد كرد على هزيمة الأنظمة وكخيار كفاحي للشعب الفلسطيني وشعوب الأمة العربية في مواجهة الاستعمار الاستيطاني والاغتصاب والاحتلال والعدوان والهيمنة والتبعية.

وأكدت الجبهة أن نهج المقاومة هو النهج الوحيد المضمون والمجرب والمجدي في استرداد الحقوق والكرامة وصيانة الهوية، وهو الأمر الذي أثبتته مقاومة الجماهير العربية التاريخية، وتثبته اليوم مقاومة الجماهير العراقية على ارض الرافدين، فضلاً عن المقاومة الفلسطينية واللبنانية التي رسخت رغم كل الظروف الإقليمية والدولية المجافية قدرة الجندي والمقاتل العربي على إلحاق الهزيمة بجيش الاحتلال والإرهاب الصهيوني " الذي لا يقهر"، وهشمت قدرة ردعه التقليدية، وأدت إلى زعزعة الثقة في القيادة الصهيونية وجيشها وأجهزتها الأمنية من جهة، وفضحت حروب الأنظمة التحريكية التي رغم انتصار الجندي العربي فيها، أبقت 99 % من الأوراق بيد أمريكا، وذلك بتحريرها للقرار الوطني من الارتهان للأجنبي وللعوامل والضغوط الخارجية من جهة أخرى.

ورأت الجبهة في مسيرة الانحدار والتحول من شعارات قمة الخرطوم بعد هزيمة النكسة في حزيران 1967 " لا للصلح.. لا للاعتراف.. لا للمفاوضات" إلى نقيضها في قمة الرياض في آذار 2007، دليلا على مستوى التردي الرسمي العربي، وعلى درجة التنكر لنهج المقاومة والسعي للالتفاف عليه وتعطيله، ولمواصلة سياسة التذيل والتوسل والتبعية لقوى الاستعمار والعولمة الأمريكية.

واعتبرت الجبهة بأن من سخريات القدر، مرور أربعين عاماً من الغطرسة الصهيونية الأمريكية والهوان العربي، لم يعد كافياً بعد، لإقناع النظام الرسمي العربي بجدوى المقاومة ونهجها، باعتباره هو خيار السلام الاستراتيجي الحقيقي الذي لا خيار غيره.

فها هي دولة الاحتلال والإرهاب بعد أربعين عاماً من احتلالها لأراضى الضفة والقطاع، وبعد أربعة عشر عاماً على إعلان أوسلو، تنثر المستوطنين والمستوطنات في أراضي القدس والضفة الغربية، فبات عددهم يناهز نصف مليون مستوطن، يبتلعون ما يقارب نصف أراضي الضفة الغربية بما فيها القدس، ويهدرون ما يزيد عن 80% من مياهها.

وها هي في الوقت نفسه تمارس أبشع الانتهاكات وأعمال القرصنة والاختطاف وجرائم الحرب والحصار بحق الأرض والإنسان دون رادع، وبدعم مطلق من حليفتها الإستراتيجية في واشنطن التي تسيطر على ثروات وأسواق العرب وتزرع أرضهم بالقواعد العسكرية ومياههم بالأساطيل الحربية وتناصبهم العداء، وتتسلط عليهم بالقهر والإذلال.

وأشارت الجبهة إلى أن أربعين عاما مضت، استعاد خلالها الشعب الفلسطيني عبر تضحياته الأسطورية وثورته المسلحة وانتفاضاته المتتالية، ومقاومته المستمرة، هويته السياسية وارتقى بقضيته الوطنية من قضية لاجئين، إلى قضية شعب يكافح تحت رايات طليعته النضالية وممثله الشرعي والوحيد م.ت.ف من أجل الحرية والاستقلال والعودة وتقرير المصير أسوة ببقية شعوب الأرض.

"وها نحن اليوم بعد أربعين عاماً في خضم معركة التحرر الوطني والديمقراطي، نقف أمام احتدام الصراع من جديد بين نهج الصمود والمقاومة ونهج الاغتراب الوطني والقومي واللهاث وراء سراب الوعود والحلول الأمريكية، حيث يتهدد شعبنا خطر تصفية قضيته الوطنية، عبر تقويض ممكنات قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، والاستعاضة عنها بدولة الحكم الذاتي للسكان ذات الحدود المؤقتة تحت حماية ورحمة الأمن والاقتصاد الإسرائيلي، وتبديد حق العودة بالحرمان والتذويب والتوطين لأبناء شعبنا في الشتات، والدوران في فلك الحلول الوهمية والمفاوضات الثنائية العقيمة ومرجعياتها الأمريكية – الإسرائيلية، وضرب وتفتيت الجبهة الداخلية عبر شتى السبل والتدخلات الخارجية، بديلاً للتوحد والتلاحم الوطني وللخيار والمسار الديمقراطي والتعددية السياسية والمشاركة الوطنية، التي ترسي قولاً وعملا ً القاعدة السياسية الواضحة للالتفاف الوطني والشعبي والرسمي الإقليمي والدولي حول أهداف الشعب ونضاله العادل والمشروع".

وحذرت الجبهة في هذه المناسبة من أن أية دعوات للمراجعة النقدية، تفقد قيمتها الحقيقية إذا لم ترتبط بنقد الذات الوطنية ومسيرة الثورة ومنظمة التحرير بكافة فصائلها وقواها الاجتماعية، وحصيلة المفاوضات واتفاقات أوسلو التي قال فيها أبناء الشعب الفلسطيني كلمتهم عبر يوميات الانتفاضة وصندوق الانتخابات.

وناشدت الجبهة الشعبية في هذه اللحظات الخطيرة، التي تنذر بالكارثة الوطنية والطامة الكبرى حركتي فتح وحماس بالكف النهائي والمطلق عن علاج الخلافات في الصف الوطني، بغير الحوار والوسائل الديمقراطية سبيلاً، والاحتكام للعقل والمصالح الوطنية العليا أسلوبا، وبالتمسك بالحوار الوطني الشامل بين القوى السياسية والاجتماعية كافة، على قاعدة وثيقة الأسرى "الوفاق الوطني"، التي أرست الأساس البرنامجي الراسخ والمتين لاستعادة روح المقاومة والأمن والأمان والإصلاح الديمقراطي الشامل والوحدة الوطنية وتفعيل وبناء م.ت.ف وقواعدها الشعبية من القاعدة إلى القمة على أساس ديمقراطي عبر الانتخابات وفق مبدأ التمثيل النسبي الكامل في إطار جدول زمني واضح، باعتبارها القائد والمرجعية والممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده.

التعليقات