31/10/2010 - 11:02

مركز علاج وتأهيل ضحايا التعذيب ينبّه من مخاطر رؤية الأطقال لمشاهد العدوان المؤلمة

مركز علاج وتأهيل ضحايا التعذيب ينبّه من مخاطر رؤية الأطقال لمشاهد العدوان المؤلمة

أصدر مركز علاج وتأهيل ضحايا التعذيب بيانا أبدى من خلاله القلق البالغ من استمرار العدوان على قطاع غزة حيث شكلت مادة إعلامية زخمة لوسائل الإعلام المختلفة مطالبا إياها بوجوب مراعاة الأهالي عند بث تلك المواد الإعلامية.

وقال المركز في بيانه انه يتابع بقلق بالغ استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وما ينجم عنه من جرائم حرب وأعمال قتل أسفرت حتى هذا التاريخ عن سقوط مئات الشهداء وعدة آلاف من الجرحى، هذا عدا أعمال التخريب والتدمير الممنهج للمنازل ودور العبادة والمدارس والجامعات والمباني.

وتابع البيان إن جرائم الاحتلال في قطاع غزة المتواصلة منذ بداية العدوان شكلت مادة إعلامية زخمة لوسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية، خاصة محطات التلفزة الإخبارية التي تنقل الأحداث بصورة مباشرة، وشملت تغطيتها نقل مشاهد مؤلمة ليس للضحايا وذويهم فحسب، بل لكل من يشاهد هذه المحطات، خاصة صور أشلاء الضحايا والأطفال الذين مزقت قذائف الاحتلال أجسادهم.

وأكد المركز إن ما تقوم به وسائل الإعلام من تغطية لما يجري في قطاع غزة من أحداث، والذي ساهم بلا شك بفضح بشاعة العدوان الإسرائيلي، وحرك مشاعر الملايين المتعاطفين مع أهل قطاع غزة، والداعمين لصمودهم. ومع ذلك وجدنا في مركز علاج وتأهيل ضحايا التعذيب، كوننا مركز متخصص بالصحة النفسية، ضرورة لأن ننبه لمخاطر مشاهدة الأطفال الذين يتمترسون أمام شاشة التلفاز لأوقات طويلة، ويشاهدون المشاهد المؤلمة.

وتابع بيانهم إن مشاهدة الأطفال لذلك من شأنه أن يعرضهم لأخطار جمة أبرزها: اضطرابات نفسية تشعرهم بالخدران والانفصال عن الآخرين وتعطل مشاعرهم وتخفض الوعي لديهم بما يدور حولهم، كما يعرضهم الى قلق نفسي يخلق لديهم شعور بالخوف والقلق أو شعور بعدم القدرة على فعل شيء، كما يتعرضون لأحلام مزعجة، واضطراب في النوم، والشعور بالجمود العاطفي، وصعوبة التركيز، والحساسية تجاه الأصوات المزعجة والضوضاء، وغير ذلك من الأعراض. إن مخاطر ما يتعرضون له قد لا يقل عن مخاطر ما يتعرض له من يعيشون في الأزمة بذاتها في قطاع غزة.

وتابع مركز علاج وتأهيل ضحايا التعذيب بيانه بالقول: وانطلاقاً من تجربتنا في العمل أوقات الأزمات كالحروب والاعتقال والتهديد بالعنف نحذر من مخاطر مشاهدتهم الألم على الأطفال، وما سيعكسه على سلوكهم اليومي لسنوات طويلة.

نطالب بما يلي:
1.ضرورة مراعاة وسائل الإعلام، وعلى وجه الخصوص محطات التلفزة التي تغطي أحداث قطاع غزة بأن هنالك نسبة عالية من الأطفال يشاهدونها، وبالتالي وجوب تجنب بث مشاهد مؤلمة في الأوقات التي يتوقع أن يكون الأطفال مشاهدين لها خاصة خلال ساعات النهار.

2.ضرورة قيام محطات التلفزة بإشهار شعار منع الأطفال من المشاهدة في حين رأت هذه المحطات ضرورة إعلامية لبث مشاهد مؤلمة لا يجوز مشاهدتها من الأطفال.

3.ضرورة أن تقوم وسائل الإعلام المحلية والعربية ببث نشرات توعية للجمهور بالإرشادات التي من شأنها تخفيف الصدمات عن الجمهور ومن ضمنهم الأطفال، وإبلاء الجانب النفسي الإرشادي وقت الأزمات أهمية في عملهم الإعلامي لا تقل عن أهمية تغطية البعدين السياسي والميداني.

4.ضرورة أن يراقب الأهالي عن كثب سلوك أطفالهم، والعمل قدر المستطاع لتجنيبهم مشاهدة الأحداث المؤلمة، ومراجعة مراكز الصحة النفسية بالسرعة القصوى في حال ملاحظتهم لحدوث تغيير على سلوك أطفالهم بسبب مشاهدته لأحداث مؤلمة، وكذلك الحديث مع أطفالهم والسماح لهم بالتعبير عن أفكارهم وأحاسيسهم.

5.إننا في مركز علاج وتأهيل ضحايا التعذيب على استعداد تام لاستقبال أي حالات تعرضت لمشاهد مؤلمة وأثرت عليها نفسياً، أو لتوفير الاستشارة النفسية.


التعليقات